فلسطين أون لاين

دراسة تكشف قدرات دفاعية لبكتيريا الأمعاء

...

كشفت دراسة بريطانية، عن إمكانية استخدام نوع من البكتيريا الموجودة في الأمعاء، كسلاح جديد ضد الجراثيم والبكتيريا المقاومة لعقاقير المضادات الحيوية، التي من المتوقع أن تتسبب في قتل ملايين الأشخاص حول العالم خلال السنوات المقبلة.

وأوضح الباحثون، بجامعتي "إمبريال كوليدج" و"نوتينجهام" في بريطانيا، أن العلاج بهذه البكتيريا ليس له آثار جانبية، ونشروا نتائج دراستهم اليوم السبت في دورية "Cell Biology" العلمية.

ويطلق العلماء على هذا النوع من البكتيريا اسم "الأعلوقة"، وهي بكتيريا تسبح بشكل سريع في الأمعاء وتفترس البكتيريا المضادة للعقاقير، حسب قولهم.

وأظهرت الاختبارات التي أجريت على الحيوانات، أن هذه البكتيريا المفترسة نجحت في القضاء على بكتيريا تسمى "الشيجلا" ناتجة عن الغذاء الملوث.

وتصيب "الشيجلا" 160 مليون شخص كل عام، ويموت بسببها أكثر من مليون شخص سنويًا.

ووفق الدراسة، عندما تم استخدام بكتيريا "الأعلوقة" في علاج يرقات أسماك مريضة، ارتفعت نسبة البقاء على قيد الحياة إلى 60% خلال 3 أيام، بدلا من 25%.

وأشار فريق البحث، إلي أن نتائج الدراسة ستكون بمثابة وسيلة يعتمد عليها في المستقبل للتعامل مع الجراثيم والبكتيريا المقاومة للعقاقير.

ويوجد في أمعاء الإنسان آلاف البكتيريا النافعة، التي تؤثر على الجهاز المناعي، ولها أيضًا دور في المناعة الذاتية التي تنتج مباشرة بشكل تلقائي عند الإصابة ببعض الأمراض أو الحساسيات، ويمكن أن تلعب دورًا رئيسيًا في حماية الأشخاص من السمنة، والسكري، كما تقلل الإصابة بالتهابات الأمعاء.

ويتزايد الخوف مؤخرًا من نهاية مفعول المضادات الحيوية، الناجمة عن تزايد معدلات البكتيريا المقاومة للعقاقير، ما دفعهم للبحث عن أنواع جديدة من المضادات لمقاومة الأمراض.

وكانت منظمة الصحة العالمية حذّرت قبل أيام من أن البشرية تتجه صَوْب حقبة ما بعد المضادات الحيوية، التي يمكن فيها أن تؤدي الأمراض المعدية الشائعة إلى الوفاة، وسبب ذلك هو أن المضادات الحيوية ستصبح أقل فاعلية في قتل العدوى البكتيرية، فيما يعرف باسم مقاومة المضادات الحيوية.

وأضافت أن وتيرة تفاقُم مقاومة المضادات الحيوية تتزايد جراء زيادة جرعات استخدام المضادات الحيوية أو انخفاضها أو سوء استخدامها في المجموعات البشرية والحيوانية، وهذه البكتيريا المتحوّلة قد تصيب الإنسان والحيوان على السواء، ويكون علاج الأمراض المعدية الناجمة عنها أصعب من علاج الأمراض الناتجة عن بكتيريا غير مقاوِمة.

وتؤدي العدوى بالبكتيريا المقاومة للعقاقير، بما في ذلك الصور المقاومة لعدة عقاقير تعالج الالتهاب الرئوي والتيفود والسيلان، إلى وفاة مئات الآلاف من البشر سنويًا حول العالم.