فلسطين أون لاين

​محللان: تأثير وثيقة حماس وقوتها قادا "نتنياهو" لتمزيقها

...
بنيامين نتانياهو (أ ف ب)
الخليل / غزة - أحمد المصري

فشل رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، في إخفاء غضبه من الوثيقة السياسية التي أعلنتها حركة حماس مؤخرًا، وما حملته من تأثير في مخاطبة الرأي العام الدولي بشكل خاص، الأمر الذي قاده لتمزيق الوثيقة وإلقائها في سلة المهملات عبر مقطع مصور، وفقًا لما يراه محللان سياسيان تحدثا لـ"فلسطين".

وعد المحللان السياسيان أن تأثير الوثيقة السياسية على سلطات الاحتلال وفقا لردات الفعل السياسية والإعلامية الظاهرة هو تأثير كبير، وأن نتنياهو يحاول جاهدًا ألا يمرر الخطاب السياسي لحركة "حماس" عبر الوثيقة للغرب.

وأظهر مقطع مصور بث أول من أمس عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبعض القنوات الإخبارية، قيام "نتنياهو" بتمزيق وثيقة حماس الأخيرة المعلنة عبر قيادتها السياسية، واتهام نتنياهو للحركة بأنها "تلفق الحقيقة"، مدعيًا في ذات السياق أن وثيقة حماس ليست إلا "وثيقة كراهية تكذب على العالم".

المحلل السياسي فرحان علقم، قال إن الاحتلال لم يُخفِ ما أصابه من تأثيرات للوثيقة السياسية لحركة حماس، وقد ظهر ذلك جليًا من ردة فعل القيادة السياسية والعسكرية المتواترة وحتى الإعلامية لديه.

وأشار علقم لـ"فلسطين"، إلى أن الوثيقة السياسية لحركة حماس عرت مواقف الاحتلال وكشفتها للعالم بصورة أو أخرى، وأثبتت بما لا يدع مجالًا للشك أن حماس حركة مقاومة فلسطينية أصيلة بعيدة كل البعد عما عمل الاحتلال على إيقاعه في نفوس وسياسة العالم الغربي الشعبي والرسمي.

ورأى أن من أبرز تجليات تأثير وقوة الوثيقة ونجاحها في تحقيق أهدافها، ردة الفعل التي ظهرت على "نتنياهو" التي أظهرها في مؤتمره الصحفي الذي عَقب فيه على الوثيقة، ومن ثم تمزيقها ووضعها في سلة المهملات.

ولفت علقم إلى أن قراءة المشهد ترى أن نتنياهو متذمر جدًا من الاهتمام الدولي الكبير بالوثيقة، وحجم ردة الفعل المستمرة عليها حتى اللحظة، حيث يحاول أن يخاطب الغرب على أن يمرر ما أرادت الحركة من إيصاله في وثيقتها.

ورجح أن تكون أكثر البنود تأثيرا على نتنياهو والتي دعت لتحركه الأخير، ما تعلق في مقاومة الاحتلال وعدم معاداة اليهود كونهم يهودًا، والحديث عن المقاومة، في وقت طالما حرص فيه الاحتلال على بناء صورة معاكسة لذلك، وإبراز الفلسطينيين على أنهم شعب متعطش لدماء اليهود والعمل على إغراقهم في البحر.

وذكر علقم أن نتنياهو تحديدًا لا يريد للخطاب الفلسطيني المقاوم أن يصل إلى الغرب، خشية من تحول سياسي دولي قادم من شأنه أن يضر بمصالح دولته.

المحلل السياسي المختص في الشأن الإسرائيلي ناجي البطة، رأى أن تصرف نتنياهو في مؤتمره الصحفي الذي مزق في نهايته وثيقة "حماس" ليس إلا دليلًا قاطعًا على أنه "فقد السيطرة على أعصابه".

وقال البطة لـ"فلسطين"، إن الوثيقة أثبتت قوتها، وآتت أُكلها، وقد عملت على تحقيق برغماتية عالية تصل إلى تحقيق أهداف إيصال الرسالة لكافة الأطراف المعنية.

ولفت النظر إلى أن نتنياهو لديه شعور قوي أن الوثيقة تبطل أو تعمل على إبطال دعاية صهيونية طالما مارستها المؤسسة اليهودية من داخل دولة الاحتلال أو خارجها، وإحداث شرخ بمظلومية اليهود وظلم الفلسطينيين لهم.

ونبه البطة إلى أن الاحتلال وزعيم حكومته نتنياهو يحاولان أن يقوما بدعاية مضادة ضد وثيقة حماس، والعمل على ألا تخترق جدر الدول الغربية، عبر تشنيع المقاومة التي تقوم بها حماس ضد دولة الاحتلال وتأثيراتها.

وذكر أنه حتى وإن قام الاحتلال بذلك، فإن الوثيقة الخاصة بحركة حماس حملت من الحنكة والذكاء والفهم ما يخاطب به الغرب في جزئيات متعددة، وإن عمل الاحتلال على تفريغها من محتواها ومضمونها والقول بأنها لم تأتِ بأي جديد.