فلسطين أون لاين

"رسائل مُضادة" يُطلقها هاشتاج "مبادرون فوق الحصار"

...
غزة - مريم الشوبكي

"# مبادرون_فوق_الحصار" هو الوسم الذى انضوت تحته 20 مبادرة إعلامية شارك في إطلاقها يوم أمس؛ 200 طالب من كلية الإعلام في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية، وذلك عبر منصات التواصل الاجتماعي.

وتهدف المبادرات إلى إلقاء الضوء على قضايا من واقع الحياة العامة، تحمل رسائل الأمل والإنتاج والتحدي والتغيير، على عكس ما هو سائدٌ من بث الإحباط عبر هذه الأدوات.


حقوق العمال

مبادرة "حقوق العمال" واحدةٌ من المبادرات المشاركة؛ التي اختارها سبعة طلاب من الكلية، لتوعية العمال بحقوقهم المسلوبة وفق القانون الفلسطيني.

وتحدث المسئول عن المبادرة الطالب خليل أبو حية ( 28 عاما): "حملة "مبادرات فوق الحصار" هي أكبر حملة إعلامية، لذا وقع اختيارنا على قضية حقوق العمال، وهي حملة لتوعيتهم بحقوقهم المسلوبة، والتي يجهلها الكثير منهم مما قد يتسبب في إيقاع الظلم بهم".

وذكر أبو حية في حديثٍ لـ"فلسطين" أنه وفق احصاءات جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني، يشكل الذكور 71% من العمال، و19% إناثا ، ويمثلون 45% من مجموع السكان، و20% منهم لا يعرفون حقوقهم.

وبدافع شخصي اختار الشاب فكرة حقوق العمال، وذلك نتيجة تجربة عرض لها سابقاً حينما كان عاملاً وتعرض لظروف إجحاف من أرباب العمل، واضطر إلى التوجه لمحامين ليعرف حقوقه وكيف ينتزعها منهم.

ولفت إلى أنه اختار فئة العمال كونها تتعرض للتهميش في المجتمع وتعاني من واقع مرير، فالكثير من العمال يعانون من معاملةٍ قاسية؛ ويتلقون راتبا زهيدا لا يكفي لتوفير لقمة العيش.

وأشار أبو حية إلى أنه سيطلق التغريد على مواقع التواصل: تويتر، وفيس بوك، وانستجرام، واتس آب، كما أنشأ قناة على يوتيوب، منوهاً إلى أن الفريق قبل إطلاق الحملة الإعلامية نفذ حملة ميدانية؛ أجرى خلالها لقاءات مع عمال، كما تم إنشاء صفحة على الفيس تحمل اسم حقوق العمال.

ولفت إلى أن الفريق تواصل مع شخصيات سياسية وإعلامية على مستوى عال، واستضاف حقوقيين للحديث عن حقوق العمال التي كفلها لهم القانون.

سامح لأجلك

بدورها قالت إحدى المشاركات في مبادرة "سامح لأجلك" آيات مهدي : " اختيار فكرة التسامح جاءت لإعلاء سمة التسامح بين أفراد المجتمع، وهي صفة باتت مفقودة مع تزاحم المشاكل في المجتمع والتعصب الحزبي والتنظيمي، وخاصة أننا على أبواب شهر رمضان الكريم".

وبينت مهدي ( 21 عاما) لـ"فلسطين" أن "سامح لأجلك" تأتي بمعنى أن التسامح يجلب الراحة النفسية للشخص المسامح في الأساس، واعلاء قيمة العفو عن الناس، وعدم رد الإساءة بالإساءة والتحلي بأخلاق الإسلام.

وتواصلت القائمات على المبادرة مع نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، ونفذت ثلاثتهن جولة ميدانية لطالبات وطلاب الكلية والموظفين، والأكاديميين أيضاً، كما سيتم التغريد على منصات التواصل الاجتماعي، وإنشاء صفحة على فيس بوك باسم "سامح لأجلك".

التحدي للظروف

و بين سامي عكيلة منسق العلاقات العامة والإعلام في الكلية، أن كليته أطلقت 20 مبادرة إعلامية بمشاركة نحو 200 طالب وطالبة، للتغريد عبر وسم "# مبادرون_فوق_الحصار".

وأوضح عكيلة لـ"فلسطين" أن المبادرات ستطلق جميعها عبر منصات التواصل الاجتماعي، من الساعة 12 ظهرا و ستنتهي بعد 72 ساعة، بمشاركة 200 مشارك، وبدأ المبادرون بعملية التخطيط منذ شهرين للحملات، حيث قاموا بإعداد المواد الإعلامية والتشبيك والتجسير مع المؤسسات المعنية وشخصيات ووجهاء واعلاميين وحقوقيين.

ولفت إلى أن المشاركين هم من طلبة الإعلام في الكلية، وقاموا بتشكيل فرق وكل فريق عمل اقترح مبادرة، وجميع الأفكار مستوحاة من واقع الحياة العامة الفلسطينية.

وأشار عكيلة إلى أن جميع الموضوعات تحمل رسالة واحدة، بأن جميع الفلسطينيين فوق الحصار، لذا تم اختيار التغريد عبر هاشتاج "مبادرون فوق الحصار"، و هذه المبادرات فيها شيء من التحدي للظروف العامة التي تحيط بنا.

وعن هدف هذه المبادرات الإعلامية، أجاب: "يحاول البعض عبر مواقع التواصل الاجتماعي احباط المجتمع الفلسطيني وانهاك الجبهة الداخلية وايصالها إلى نقطة اللاعودة في التفكير والطموح، واطلاق 20 مبادرة موضوعاتها حيوية تمس الواقع الفلسطيني خطوة لتحدي الذات والتفوق عليها".

وأضاف عكيلة : " لدينا رسالة أيضاً إلى كل من يبث احباطه، أن المجتمع الفلسطيني حي ولديه قدرة على التحدي ليس فقط في المجالات العسكرية بل لديه القدرة على المبادرة والبناء".

واختيار إطلاق المبادرات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أتى من منطلق أنها في الآونة الأخيرة باتت تلعب دورا سلبيا متمثلة في الحرب النفسية، والتي كبدت المجتمع الفلسطيني العديد من الخسائر ليس على المستوى الاقتصادي بل على المستوى النفسي-حسب قوله-.

وأكد عكيلة أن المبادرين استخدموا نفس الأدوات في منصات التواصل الاجتماعي، لإعادة البوصلة من جديد، وايصال رسائل مضادة تحمل الأمل، والتحدي، والعمل والإنتاج، وتدعو إلى التغيير.