في إطار هجوم التطبيع أو حالة التطبيع المستمرة منذ سنوات تعمل (إسرائيل) ومن خلفها الولايات المتحدة الأمريكية على تشجيع المسلمين والعرب التابعين على زيارة المسجد الأقصى المبارك والصلاة فيه.
هذه الدعوات التي دعا لها جاريد كوشنر عراب صفقة القرن والمتعاقد الأهم في مشروع تصفية القضية الفلسطينية، حيث دعا المسلمين لكسر موقفهم المزعوم برفض زيارة القدس تحت الاحتلال، هذا الموقف الذي طالب الفلسطينيون منذ سنوات طويلة بتغييره والقدوم للقدس لدعم أهلها المحاصرين والوقوف إلى جانبهم في ظل الممارسات الاحتلالية التي تستهدف التضييق عليهم وخنقهم ماديًّا واجتماعيًّا وديموغرافيًّا لكي يتركوا هذه المدينة ويَرْحلوا أو يُرحَّلوا رغمًا عنهم، إلا أن هذه الدعوات المتكررة التي وصلت إلى حد الاستجداء لم تلقَ الآذان المصغية أو القلوب المهتمة لأمر هذه المدينة ولأقدس مقدسات المسلمين على الإطلاق.
إلا أن الأمر حتمًا سيتغير في قادم الأيام، إذ سنرى الكثير من مدعي العروبة يدخلون عبر مطار اللد "بن غوريون" وستكون حجتهم الأبرز هي زيارة القدس والمسجد الأقصى المبارك.
هذه الزيارات ستجلب الكثير من الأموال للأماكن السياحية والمصالح الاقتصادية للإسرائيليين الذين بدؤوا فعلًا في التجهيز لاستقبال بعضٍ من المسؤولين الخليجيين، فالمصلحة الإسرائيلية والأمريكية واضحة من خلال إدارة تحالف خليجي إسرائيلي يهدف لكسر العزلة عن (إسرائيل) وتصفية القضية الفلسطينية وإيجاد أعداء جدد بالمنطقة بدلًا من هذا العدو الذي اعتادت شعوب العرب والمسلمين عدَّه العدو الأوحد، وذلك في تغيير جذري لطبيعة الصراع المستمر في المنطقة منذ عقود متجاوزين نهائيًّا القضية الأم واحتلال فلسطين وتشريد شعب بكامله وبناء مئات المستوطنات على أراضي هذا الشعب واعتقال مئات الآلاف من أبنائه لسنوات طويلة.
هذا عدا عن آلاف الضحايا الذين قتلوا على أيدي هذا الاحتلال، كل هذه الإجراءات المتواصلة منذ عقود لم تحرك نخوة بعض أصحاب العباءات وبقوا صامتين لم يحركوا ساكنًا، واليوم بعدما ظهرت الحقيقة وسمح الراعي الأمريكي لهم سيندفعون في طوابير التطبيع التي ستدعي حتمًا بأنها قدمت للصلاة في الحرم ولزيارة الفلسطينيين الذين تجبرهم سلطات الاحتلال على هدم منازلهم بأيديهم أو تقوم هي بهدمها وتغريمهم بملايين الشواقل في إجراء عنصري لم يشهد التاريخ مثيلًا له، هذه الرواية الزائفة التي ستكشف هي ذاتها حقيقة الهدف المعلن أو غير المعلن لهذه الزيارات غير البريئة والتي ستكون في معظمها لعقد صفقات بين رجال أعمال أو رجال مخابرات أو جزء من مشروع تجميل صورة هذه الدولة التي فقدت الكثير من معاقلها الأساسية في أوروبا وأمريكا نتيجة فضح سياساتها فوجدت ضالتها في مجموعات تدعي العروبة وتعمل بخلاف ما تدعي.