فلسطين أون لاين

مراقبان: (إسرائيل) تسعى لتنازل فلسطيني "تاريخي" في عهد ترامب

...
دونالد ترامب (أ ف ب)
غزة - يحيى اليعقوبي

رأى مراقبان سياسيان، أن (إسرائيل) تسعى لتنازل "تاريخي" من قبل السلطة الفلسطينية، لصالح إقامة دولتها العبرية، وخلق واقع جديد من التطبيع العربي معها، وذلك بدعم من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في رئاسته الحالية.

وأكد المراقبان لصحيفة "فلسطين"، أمس، أن بوادر "الحل الإقليمي" الذي تطرحه الولايات الأمريكية المتحدة، تبدو واضحة قبيل زيارة رئيسها دونالد ترامب المقررة في 22 من مايو/ أيار الجاري لدولة الاحتلال الإسرائيلي، خاصة أن مبدأ حل الدولتين أصبح من المستحيل تطبيقه بالضفة بسبب الرفض الإسرائيلي لذلك.

وقال أستاذ الإعلام في جامعة بيرزيت، د. نشأت الأقطش: إن سياسة ترامب حتى اللحظة غير واضحة في المنطقة العربية، مشيرا إلى أن اللقاءات الأخيرة التي شهدت زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ورئيس السلطة محمود عباس، لأمريكا، "قد يتبلور عنها موقف واضح لدى الأمريكان بالشرق الأوسط".

وأضاف الأقطش: "السيناريو المتوقع في هذا الإطار، عبارة عن مساعٍ إسرائيلية أمريكية لإقامة دولة فلسطينية موسعة بغزة، مع هدنة طويلة، وانفتاح العالم العربي علانية مع الاحتلال، والتزام حركة فتح والسلطة بحكم ذاتي بالضفة مع توفير الأمن للاحتلال".

وتابع: "أمريكا تحاول حماية مصالحها بالمرحلة القادمة، وهذا لا يتحقق إلا بتسوية إقليمية وهدوء بالمنطقة العربية، قد تجبر الاحتلال خلالها على التنازل عن أجزاء من الضفة وشرقي القدس، لخلق حالة من الهدوء".

إلا أنه ذكر أن الأمريكان ليس لديهم حاليا تصور واضح لفكرة الحل مع الفلسطينيين، مشيرا إلى أن "من لديهم فكرة الحل هي الحركة الصهيونية التي تجري مفاوضات داخلية للوصول لحل يرضي الأمريكان".

وذكر أن "الاحتلال اليوم ونتيجة المتغيرات الإقليمية أمام فرصة تاريخية، يحاول خلالها أن يبقي أجزاء كبيرة بالضفة تحت سيطرته، مقابل الضغط على الفلسطينيين للتنازل عن قضايا مصيرية كحق العودة، أو موضوع السيادة الكاملة على الضفة، وأجزاء من شرقي القدس".

واستطرد الأقطش: "الظروف الحالية ليست في صالح الفلسطينيين لا إقليميا ولا دوليا ولا اقتصاديا أو سياسيا، وهي فرصة للاحتلال كي ينتزع تنازلا أخيرا من السلطة، والمتعلق بالعمق الاستراتيجي وبناء المستوطنات الكبرى بهدف ضم الضفة للاحتلال لاحقا".

ورأى الأقطش أن الفلسطينيين "على مفترق طرق إما الحرب أو التسوية"، مشيرا إلى أن الاحتلال لأسباب أيديولوجية لا يستطيع القبول بدولة فلسطينية بالضفة؛ لأن (إسرائيل) قامت على أكذوبة توراتية.

واستدرك: "الاحتلال يروج مخططه لإقامة دولة فلسطينية تقام على غزة الموسعة وهذا يرضي الأمريكان من وجهة نظرها، كذلك، المضي بمشروع تصدير الغاز الفلسطيني الذي استولى عليه الاحتلال من خلال أنابيب ضخمة لأوروبا"، مؤكدا أن هذا الأمر لا يمكن أن يحدث دون فترة هدوء، ولا سيما مع حماس في غزة، وحزب الله في لبنان.

غير واضحة

من جهته، أكد أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية، فارس الفايز، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لم يصدر عنه تصريح واضح فيما يخص القضية الفلسطينية، أو حل الدولتين، مستبعدا أن ينتج عن زيارته لأراضي السلطة شيئ ينصف الفلسطينيين أو حتى العرب.

وقال الفايز لصحيفة "فلسطين": "إن زيارة ترامب بهدف الابتزاز والقرصنة المالية لثروات دول الخليج، من خلال عقد صفقات عسكرية"، وهو ما أعرب عنه ترامب في تصريحات سابقة مفادها أن "على دول الخليج أن تدفع مقابل الأمن الذي توفره أمريكا لها".

وأضاف: "ترامب المتصهين المتشدد تجاه التوراة، سيؤدي طقوسا تلمودية خلال الزيارة، التي ستحدد حكومة الاحتلال مسار الأماكن التي سيزورها بمناطق الكيان".

وربط الفايز سياسة ترامب بسياسة رؤساء الولايات المتحدة السابقين، موضحا أن جميع زعماء أمريكا درجوا على عملية "التمويه والمراوغة، وعدم طرح مبادرة حقيقية لحل القضية الفلسطينية".

ولفت إلى أن رئيس السلطة محمود عباس لم يوضح بعد لقائه مع ترامب ما الذي طرحه عليه ترامب، خاصة فيما يتعلق بالاستيطان بالضفة.

وعدم الوضوح في الموقف الأمريكي، وفق الفايز، دليل عدم وجود إرادة حقيقية لدى أمريكا لحل القضية الفلسطينية، مؤكدا أن أمريكا تريد كسب الوقت كي يخلق الاحتلال واقعا جديدا على الأرض، في المقابل، تقوم الدول العربية بتطبيع العلاقات مع الاحتلال دون أن يقدم الأخير أي شيء لهم.

وأكد الفايز أن أمريكا والاحتلال لا يريدون إعطاء الفلسطينيين دولة مستقلة بالضفة، مبينا أنه مضى على احتلال الضفة 50 عاما ولم ينتزع العرب أو السلطة أي مكسب سياسي للقضية.