تبدي عائلة زيد من مدينة جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة قلقًا كبيرًا على نجلها نزيه الأسير في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ (18) سنة.
ويزداد هذا القلق بمرور الأيام رغم تعافي نجلها من فيروس "كورونا"، وتخشى أن يصيبه المرض مجددًا تزامنًا مع اتساع رقعة الأسرى المصابين بالفيروس المستجد المسبب لمرض "كوفيد 19".
وقال نجيب زيد، وهو شقيق نزيه: إن قلق العائلة لا يتوقف على الأسير في ظل استمرار سياسة الإهمال الطبي التي تتبعها إدارة السجون بحق الأسرى.
وكان عدد كبير من الأسرى المعتقلين في سجن "جلبوع" الإسرائيلي أصيبوا بفيروس "كورونا"، بعدما انتقل إليهم من مخالطة أفراد إدارة السجون، وخاصة ضباط التحقيق.
ويتفشى الوباء كثيرًا في دولة الاحتلال، وأصاب أكثر من (350) ألفًا، وتسبب بقرابة (3) آلاف وفاة.
وأضاف نجيب لـ"فلسطين": أن معاناة الأسرى لم تقتصر على انتهاكات إدارة السجون وممارساتها من حملات اقتحام وتفتيش، وانتقلت إليهم "كورونا" وسط إهمال طبي متبع بحقهم، ولذلك لن يهدأ لنا بال إلا عندما نراه حرًّا بين أفراد عائلته.
من جهته قال مجدي أبو الوفا الأسير المحرر من سجون الاحتلال: إن أوضاع الأسرى في ظل تفشي "كورونا" صعبة نتيجة عدم اكتراث إدارة السجون لحياتهم.
وأبو الوفا، الذي أمضى (19) سنة متصلة خلف قضبان السجون، كان واحدًا من المخالطين للأسرى المصابين بـ"كورونا" وألحق أضرارًا صحية بهم في سجن "جلبوع".
وقال لـ"فلسطين"، إنه لجأ إلى الإجراءات الوقائية كالتباعد الاجتماعي وغسل اليدين باستمرار، حفاظًا على نفسه وعلى أسرى السجن.
وأضاف أن الأسرى المصابين بـ"كورونا"، تمَّ عزلهم في غرف خاصة بهم، مشيرًا إلى أن أي مرض يصيب الأسرى، دواؤه معروف عند إدارة السجن، ولا يتعدى "حبتي أكامول". وتابع: إن ذلك زاد من المخاوف والقلق على الأسرى.
وأكمل أبو الوفا: إن إدارة السجن لجأت إلى إغلاق أقسام السجن بعد اكتشاف عشرات الإصابات بـ"كورونا" في صفوف الأسرى، وانسحبت بالكامل من أقسام السجن.
وتابع: إننا طلبنا من إدارة السجن المستلزمات اللازمة للوقاية من الفيروس، لكنها لم تقدم لنا سوى بعض الإرشادات والأكامول وعبوة "كلور" لاستخدامها في التعقيم.
ومقابل ذلك لجأ الأسرى إلى إجراء عملية حجر ذاتي لأنفسهم داخل السجن مع اتباع الوقاية لحماية أنفسهم، وعدم نقل العدوى إلى الأسرى غير المصابين.
وقال أبو الوفا: استطعنا الخروج من الأزمة دون مساعدة إدارة السجون، ولم تهبط رغم ذلك معنويات الأسرى وبقيت عالية ما ساعد في تجاوز الأزمة، مستفيدين من تجارب الأسرى القدامى في سجن جلبوع، والذين لديهم يقين أن إدارة سجون الاحتلال لن تقدم ما ينقذ أسرى السجن.
وحذَّر من أن استمرار استهتار إدارة السجون بحياة الأسرى مع تغير الأجواء وزيادة برودتها، ما يشكل بيئة أنسب لفيروس "كورونا" وإمكان انتشاره مجددًا في سجن "جلبوع"، وسجون أخرى يقبع في آلاف الأسرى الفلسطينيين.