فلسطين أون لاين

يؤدي رسالته رغم جائحة كورونا

المعلم الفلسطيني في يومه.. "شعلة" لا يطفئها "التحدي الاستثنائي"

...
غزة/ هدى الدلو:

"المعلم الفلسطيني شعلة لا تنطفئ، لقد أثبت في كل أماكن وجوده بهذا الوطن أنه الرقم الصعب في كل المراحل"، هذه هي رسالة المعلمة رنا زيادة في يوم المعلم الفلسطيني الذي يوافق الـ14 من كانون الأول (ديسمبر).

زيادة التي تعمل معلمة رياضيات لمرحلة الثانوية العامة تقول لصحيفة "فلسطين": "هذا العام يحتفل المعلم الفلسطيني مع عبء جديد يضاف إلى سلسلة الأعباء الجمّة، وهو تحدي التعليم عن بعد، فالمعلم في هذه المرحلة يجند كل طاقته لإيصال المعرفة إلى طلابه".

"معلمو مرحلة الثانوية العامة في الميدان ضمن التعليم المدمج، ومعلمو بقية المراحل ضمن التعليم الإلكتروني" تضيف زيادة، مشيرة إلى أنهم بالرغم من كل الصعوبات والمعيقات يعملون بكل طاقاتهم لضمان استمرارية العملية التعليمية.

وترى أن جميع أفراد المجتمع يقدرون المعلم وعمله في هذه الظروف الاستثنائية، التي تتطلب جهدًا مضاعفًا من كل العاملين في الميدان التربوي.

حال المعلمين كحال جميع المواطنين في قطاع غزة، من حيث العمل في هذه الجائحة، تتابع زيادة: "ونحاول أن نكون مرشدين وموجهين ومعلمين، نعطي التعليمات الصحية الخاصة بطريقة تعامل طلابنا مع التعقيم والتباعد لضمان وجود بيئة آمنة لهم ولنا".

أما تجربتها فتصفها بـ"المتميزة" وتفتخر بها، فقد حصلت على المركز الأول في مسابقة الصفوف الافتراضية التي عقدتها مديرية التربية والتعليم شرق غزة.

وتضيف زيادة: "الصفوف الافتراضية تحتاج إلى حنكة في إدارتها، وإلى مهارة عالية.. ليست فقط بيئة الكترونية لتغذيتها بالمادة العلمية".

أما معلم اللغة الإنجليزية في مدرسة عمار بن ياسر الثانوية للبنين في مديرية شرق خان يونس نبيل مسمح فيقول: "يحل يوم المعلم هذا العام علينا المعلمين ولا يخفى واقع المدارس على أحد من ظروف استثنائية نتيجة جائحة كورونا، فعلى سبيل المثال لا الحصر: كنا نداوم ستة أيام أسبوعيًّا كالمعتاد ولكن نتيجة هذا المرض عُلِّق الدوام مدة ثم أصبح ثلاثة أيام أسبوعيًّا مع سبل الوقاية والسلامة".

وفي يوم المعلم الفلسطيني يتحدث بأنه عليهم المعلمين متابعة الطلاب افتراضيًّا عبر المنصات الإلكترونية، يضيف: "فوضعي معلمًا في هذه الجائحة مليء بالحذر والخوف من انتقال العدوى بين الطلاب أو بين الزملاء، فقد كان عامًا مليئًا بالتباعد من حيث المعاملة معهم، فلا تصحيح أوراق ولا كتب".

وينبه مسمح إلى أن وزارة التربية والتعليم بغزة تسعى لتسخير كامل إمكاناتها محاولة لاستمرار العملية التعليمية، ففي أغلب المدارس توجد أجهزة حاسوب متقدمة يمكن المعلم استثمارها في متابعة طلابه ووضع اختبارات إلكترونية.

وينصح الطلاب بمتابعة معلميهم عبر الصفوف الافتراضية، وأن يضعوا الأمانة العلمية أمام أعينهم وإياهم والغش أو السماح لأحد بتقديم الاختبار عنهم، قائلًا: "فمن غشنا فليس منا".

أما معلمة التكنولوجيا في مدرسة عمواس الأساسية زينات كحيل فتقول: "يحل يوم المعلم هذا العام بنكهة مختلفة لما نعيشه اليوم في جائحة كورونا، إذ غدا المعلم الفلسطيني أكثر قوة، وإن كان بعيدًا عن طلابه، حيث انتقل إلى التعليم الإلكتروني، ما جعل جهده مضاعفًا في سبيل إيصال رسالته السامية إلى طلابه".

وتتابع حديثها: "جاء يوم المعلم هذا العام ليثبت أن المعلم معطاء كيفما كانت الظروف، ولن يتخلى عن أداء رسالته، وإن كان بعيدًا عن صفه ومدرسته، وأنه قادر على التأقلم والتكيف مع أصعب الظروف".

وتلفت كحيل إلى أنه لا شك أن هناك العديد من الصعوبات التي تواجه المعلم في هذا الوضع، أولها عدم قدرتهم على الوصول إلى الطلاب كافة، لانقطاع الإنترنت، ومحدودية الأجهزة الذكية في البيوت، وصعوبة إيصال بعض المهارات العملية إلكترونيًّا.

"الجهد الذي نبذله ليس بالجهد اليسير؛ أبناؤنا في البيت من جهة وطالباتنا من جهة أخرى، نجد من يقدر ويثمن جهودنا ونجد من هم غير ذلك، لكن الجميع أصبح على وعي بقيمة المعلم ودوره الكبير في تعليم أبنائهم، خاصة أنهم أصبحوا يشاركوننا في جزء من هذه المهمة" تضيف.

ومعلمة اللغة العربية للصف العاشر في مدرسة نسيبة بنت كعب (ب) إنعام البطريخي ترى أن المعلم في غزة بيومه "حزين جدًّا" لبعده عن مقاعد الدراسة وملاقاة الطلاب وجهًا لوجه، وتقول: "وفي مثل هذا اليوم من الأعوام السابقة كنا وسط الفرح والبهجة ونحن نحضر للاحتفالات بهذا اليوم الذي به يكون تكريم للمعلمين، وفقرات عديدة متنوعة تظهر جهد المعلم، أما اليوم فكل هذا لو حصل فسيكون عبر الإلكترونيات حيث لا دفء مشاعر ولا دفء لقاء".

تضيف: "التعليم الإلكتروني يحتاج إلى العديد من المتطلبات: الإنترنت والكهرباء (...)، ونحن تفتقر إلى هذه الإمكانات، ونحاول قدر المستطاع إيجاد الحلول لتخطي هذه الصعوبات".

وترى البطريخي أنه لا بد من عقد دورات مكثفة للمعلمين عبر برنامج الزوم، للتدرب على كيفية تفعيل الفصول الافتراضية، واستخدام التطبيقات المعينة في التعليم الإلكتروني، مكملة: "الوزارة بخطوة مباركة ستعمل على تقديم أجهزة لبعض الطلبة الذين لا يستطيعون توفيرها ولديهم الرغبة في التعليم الإلكتروني".

وعملت خلال تلك الجائحة على ثلاثة محاور: المتعلم، والمعلم، وتطوير الذات، ومع ذلك حصة من التعليم الوجاهي تعادل في نظرها ألف حصة من التعليم الإلكتروني، ولكن الحاجة ملحة والظرف التي يمر بها العالم هي التي فرضت التعليم الإلكتروني لأجل استمرارية العملية التعليمية.

وفي يوم المعلم الفلسطيني توجه رسالتها للمعلم بأن يتقي الله في طلابه "فهم أمانة في عنقه حتى لو فرقت بينهم المسافات"، وأن يستخدم كل ما هو مستطاع لإيصال رسالته، أما الطالب فعليه بالعلم ثم العلم؛ "فهو نبراس حياته"، آملة أن يزول الوباء والعودة لأحضان مدرستها، تعقب: "فكم اشتقنا لطلابنا والسبورة والجدران وأروقة مدارسنا ومعشوقتي البيضاء(الطباشير)!".