عندما سمعنا كلام الأمير تركي الفيصل في حوار المنامة منتقداً دولة الاحتلال الصهيوني لفلسطين والممارسات الوحشية بحق الفلسطينيين من قتل وتشريد وهدم يومي للبيوت استبشرنا خيراً وقلنا إن هذا هو الموقف المشرف للمملكة العربية السعودية، التي عهدناها دائماً تقف مع فلسطين وتقدم الدعم السياسي والمادي والمعنوي للقضية الفلسطينية، كما كانت تقف ضد الاحتلال الصهيوني لفلسطين وتنتقد وتدين الممارسات العدوانية ضد شعبنا الأعزل على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي، هذا هو الموقف الذي تعودنا عليه من المملكة، ولا ينسى شعبنا الموقف المشرف والتاريخي للملك الراحل فيصل الذي نصر فلسطين بكل السبل، ووقف في وجه الصهاينة وداعميهم من الإنجليز والأمريكان.
وأكد مجلس الوزراء السعودي مؤخراً هذا الموقف التاريخي للمملكة بمساندته للشعب الفلسطيني في إقامة الدولة كاملة السيادة وعاصمتها القدس، كما أدان الاستيطان بكل أشكاله.
بالنظر إلى هذا الموقف الرسمي من المملكة العربية السعودية الذي عهدناه ندرك أن هناك من يريد حرف هذه البوصلة وإلحاق الضرر بسمعتها عندما يخرج الأمير بندر بن سلطان ليوجه النقد للفلسطينيين وقيادتهم عبر ما سماها بالفرص الضائعة، دون أن يشير ولو بالتلميح إلى مسئولية الاحتلال الصهيوني عن معاناة شعبنا على مدار أكثر من سبعين عاماً بل ويحمّل الفلسطينيين المسئولية عن هذه المعاناة، وكأن الفلسطينيين هم الذين رفضوا مبادرة السلام العربية التي أعلنها الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز في القمة العربية في بيروت مارس 2002م. أو أن الفلسطينيين هم الذين رفضوا مبادرة الملك فهد بن عبد العزيز في عام 1981م. لتسوية القضية الفلسطينية.
بالتأكيد الذي رفض المبادرتين السعوديتين هو الاحتلال الصهيوني، وفي كل مرة كانت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية تبارك الجهود السعودية، على الرغم من عدم تحقيق هذه المبادرات طموح الفلسطينيين بتحرير كامل الأرض ودحر الاحتلال الصهيوني عنها.
خلاصة القول إن الشعب الفلسطيني يحب المملكة العربية السعودية بلاد الحرمين الشريفين والمرتبطة عقائدياً بفلسطين عبر معجزة الإسراء والمعراج وينتمي للمملكة التي عرفناها داعمة ومؤيدة ومدافعة عن فلسطين ضد العدو الصهيوني، ولا نريد لأحد أن يحرف البوصلة باستضافة قادة الصهاينة أو التقارب معهم بأي شكل أو فتح أجواء المملكة للطيران الصهيوني، أو اعتقال وملاحقة من يقف مع فلسطين، لأن هذا لا يعبر عن تاريخ المملكة ولا عن الشعب السعودي الشقيق، فما نطق به الأمير تركي هو الحق الذي يجب أن يكون على لسان كل مسئول عربي على هذه الأرض.