يواصل الاحتلال الإسرائيلي إرسال إنذارات هدم بيوت المواطنين في القدس المحتلة، بالتوازي مع هدم عشرات أخرى بين مدة وأخرى، بزعم البناء دون ترخيص، فضلًا عن خطط المستوطنين للاستيلاء على منازل المواطنين بالتزوير والبلطجة.
ويركز الاحتلال على الأماكن التاريخية في المدينة المقدسة، تحديدًا في البلدة القديمة، والمنازل القريبة من المسجد الأقصى المبارك، بمضايقة سكانها، وفرض غرامات مالية طائلة عليهم تمهيدًا لتهجيرهم من بيوتهم.
وتصاعدت عمليات هدم المنازل في مدينة القدس، بعد قرار الإدارة الأمريكية، ديسمبر 2017م، الذي اعترفت بموجبه بالقدس عاصمة لكيان الاحتلال.
وكانت آخر الإنذارات التي وصلت إلى المقدسيين، لعضو لجنة الدفاع عن سلوان فخري أبو ذياب، إذ أنذره الاحتلال بهدم منزله الواقع بحي وادي البستان في بلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى.
أمجد أبو عصب أحد المقدسيين الذي طرده الاحتلال بالقوة من بيته، أفاد أن بيته مكون من طابقين ويطل على المسجد الأقصى المبارك، وطردت قوة كبيرة من الاحتلال عائلته من داخل المنزل، وأسكنت المستوطنين فيه.
وقال أبو عصب لصحيفة "فلسطين": "بيتي يبعد عن المسجد الأقصى قرابة 50 مترًا، ودائمًا كان المستوطنون يحاولون الاستيلاء عليه بمهاجمة البيت في أوقات متأخرة من الليل".
وأضاف: "توجه المستوطنون إلى إحدى المحاكم الإسرائيلية، وهناك ادعوا أن المنزل يعود لهم، وبالفعل حاصرت قوة من شرطة الاحتلال المنزل، وأخرجتني وعائلتي منه بقوة السلاح".
وأوضح أبو عصب أنه لم يتلقَّ الدعم المطلوب من السلطة خلال مدة وجود قضيته في محاكم الاحتلال، على عكس المستوطنين الذين كانوا يتلقون الدعم من جمعيات استيطانية تنشط في مدينة القدس المحتلة.
أما عضو لجنة الدفاع عن أراضي سلوان خالد أبو تايه فأكد أن الاحتلال سارع في المدة الأخيرة إلى هدم بيوت المقدسيين، وإرسال إنذارات لعدد منهم، بحجة عدم الحصول على التراخيص اللازمة.
وقال أبو تايه لصحيفة "فلسطين": "يهدف الاحتلال من وراء زيادة عمليات هدم البيوت في القدس المحتلة إلى تفريغ ممنهج للمدينة من المقدسيين، وإجبارهم على الخروج من القدس وصولًا إلى "الحل النهائي"، والسيطرة و"السيادة" على المدينة المقدسة".
وأضاف أبو تايه: "الاحتلال وبلديته دائمًا ما يضعان رخصة البناء ورقة ضغط على المقدسيين، لكون ذلك يحتاج إلى أكثر من مليون شيقل لإصدارها ولا يستطيع المقدسيون دفع هذه المبالغ، لكون غالبيتهم لا يوجد دخل عالٍ لهم".
وبين أن الدعم المقدم من السلطة الفلسطينية لا يكفي لحماية المقدسيين، ودعم صمودهم، أمام ممارسات الاحتلال التي لا تتوقف ضد بيوتهم خاصة في المناطق القريبة من المسجد الأقصى المبارك.
وأشار أبو تايه إلى أن إصدار الاحتلال إنذارات الهدم مستمر طوال العام بحجة عدم البناء دون تراخيص، لافتًا إلى أن إصدار رخصة بناء يستنزف من صاحب المنزل أموالًا مالية باهظة، وهذا أمر يفقده المقدسيون من السلطة والمؤسسات العربية والإسلامية.