قال النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي د. حسن خريشة: إن نتائج انتفاضة الحجارة "سرقت" لمصلحة اتفاق أوسلو الذي وقعته منظمة التحرير الفلسطينية وسلطات الاحتلال الإسرائيلي في سبتمبر/ أيلول 1993.
وأحيا الفلسطينيون أمس ذكرى مرور 33 عامًا على اندلاع الانتفاضة الأولى في 8 ديسمبر/ كانون الأول 1987، والتي عدَّها خريشة أكبر هبة جماهيرية فلسطينية، ساهم فيها المجتمع الفلسطيني بفئاته كافة بما في ذلك المسنون والنساء والأطفال، "مساهمة فعلية حقيقية من أجل كنس الاحتلال".
وقال خريشة في تصريح لـ"فلسطين": "ذكرى انتفاضة الحجارة راسخة في عقول أبناء شعبنا وربما في العالم كله".
وأضاف: "قيادة الانتفاضة كانت من خلال منظمة التحرير خارج الأراضي المحتلة، وكنا نتوقع الكثير من هذه الانتفاضة لكنها سرقت لمصلحة أوسلو وتبعاتها (...) أمس كانت فلسطين قريبة جدًا، لكنها اليوم أصبحت أكثر بعدًا".
ونبه إلى الإنجازات التي حققتها انتفاضة الحجارة ممثلة بالوحدة الوطنية والشعبية، ووحدة الموقف والقرار في مواجهة الاحتلال، "إلا أن اتفاق أوسلو خلق شرخًا في الصف الفلسطيني، وأتى بما لا ينسجم مع ما قدمه الشعب الفلسطيني من تضحيات وصمود ووحدة".
وتحدث خريشة كذلك عن التكافل الاجتماعي الذي أوجدته انتفاضة الحجارة، والمشاركة الشعبية الواسعة في صناعة أحداثها.
ومضى إلى القول: "في ذلك الوقت لم تكن السلطة الفلسطينية موجودة، وكانت قيادة الانتفاضة تديرها أحداثها في أحياء ومحافظات قطاع غزة، إضافة إلى إدارة أحوال السكان بطريقة فيها الكثير من العدالة والإنصاف، بروح ثورية حقيقية تسود الشارع الفلسطيني"، مشددًا على أن الشعب الفلسطيني أصبح اليوم بحاجة إلى استعادة هذه الروح.
وتابع: "يجب أن نحيي ذكرى انتفاضة الحجارة بقوة، حتى نذكر أصحاب القرار اليوم والقوى والفصائل الوطنية ووقادتها، بضرورة التقارب من الشارع الفلسطيني واستعادة ثقة الناس، ودون هذه الثقة سيكون من الصعب مشاركة المواطنين في أي انتفاضة قادمة".
وشدد خريشة على أن قدرة الشعب الفلسطيني على العطاء والتضحية واستعداده لذلك، تتطلب قيادة حقيقية تستطيع أن تستوعب الجميع في بوتقة واحدة تواجه عدوًا واحدًا هو الاحتلال الإسرائيلي.
"وفي عهد انتفاضة الحجارة، لم يكن آنذاك عمليات تطبيع، ومن كان يفكر بالحديث مع الإسرائيليين كان يعد خارج عن الإجماع الوطني الفلسطيني والعربي"، كما يقول خريشة، مشيرًا إلى أن تطبيع بعض الدول العربية مع الاحتلال هو نتيجة غياب رؤية وسيادة وقيادة فلسطينية حقيقية قادرة على اتخاذ قرارات مصيرية صعبة وصحيحة في هذا الوقت.