فلسطين أون لاين

الهيئة القيادية العليا لحماس تدعو الأسرى إلى الاستعداد الكامل لأي طارئ

تحذير من تغذية "المضربين" قسرًا ومطالبات بـتدخل "الصحة العالمية"

...
محافظات-عواصم/ محمد القوقا

حذرت شخصيات ومؤسسات فلسطينية تعنى بمتابعة شؤون الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي من مغبة إقدام إدارة السجون على تغذية الأسرى قسرًا، في ظل مواصلة نحو 1600 أسير منهم في إضرابهم المفتوح عن الطعام منذ الـ17 من نيسان/أبريل الماضي.

جاء ذلك عقب أنباء تداولتها وسائل إعلام عبرية حول بدء سلطات الاحتلال التّحضيرات الأولية لنقل أطبّاء من دول أجنبية لتنفيذ التغذية القسرية بحقّ الأسرى المضربين، وذلك بعد موقف نقابة الأطباء الإسرائيلية لتطبيق الإطعام القسري لما قد يترتب عليه من نتائج قاتلة.

والتغذية القسرية قانون إسرائيلي يتيح "تغذية الأسرى الفلسطينيين قسرًا في حال الخطر على حياتهم"، فيما يراه الجانب الفلسطيني "سياسة إعدام للأسير كونه يستخدم التغذية العنيفة لشخص لا يريدها".

فمن جانبه، دعا رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحرّرين عيسى قراقع ورئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس منظمة الصّحة العالمية لاتّخاذ موقف ضد نيّة إدارة سجون الاحتلال تطبيق سياسة التغذية القسرية بحقّ الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطّعام.

وأكّدت الّلجنة الإعلامية المنبثقة عن هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير، في بيان اليوم، أن الموقف الدّولي حرّم هذا النّوع من التغذية، كما أكّد أن للأسير الحقّ بأن يختار بإرادته وسيلة الإضراب عن الطعام كوسيلة احتجاج شرعية، ولا يحقّ لأي طرف التدخّل في إرادته.

ونوّهت اللجنة إلى أنها تعتبر ذلك ترخيصًا لقتل الأسرى الفلسطينيين تحت ذريعة حماية الأسير، مشيرة إلى أنّ تطبيق هذه السياسة تسبّب باستشهاد الأسيرين راسم حلاوة وعلي الجعفري في سجن "نفحه" عام 1980، خلال إضرابهما عن الطّعام.

وبيّنت أن التغذية القسرية تتم باستخدام ما تسمى بـ"الزوندة"، التي توضع إما بالأنف أو بالفم، ويتم ذلك بشكل متكرّر بعد تكبيل الأسير بمقعد، وغالبًا ما يصاحب هذه العملية نزيف بسبب تكرار إدخالها.

وقال البيان: لقد استخدم الاحتلال هذا النوع من التّغذية بحقّ الأسرى الفلسطينيين في ثلاثة إضرابات بين العامين 1970-1980، وتوقّف عن استخدامها بقرار من المحكمة العليا وذلك بعد استشهاد الأسيرين الجعفري وحلاوة، فيما عاود "الكنيست" إقرار هذا القانون عام 2015.

من جهتها، قالت نقابة أطباء فلسطين، اليوم، "إن إطعام الأسير المضرب عن الطعام قسرًا، يخالف إرادته، ويتناقض مع قانون حقوق المريض، ويعتبر جريمة قانونية، وفقا لنقابة الأطباء العالميين الذي اعتبرته نوعًا من أنواع التعذيب".

وحملت النقابة في بيان مكوب، "(إسرائيل) المسؤولية الكاملة عن صحة وسلامة الأسرى عمومًا، والمضربين منهم على وجه الخصوص".

وشددت على أن "مشاركة الطواقم الطبية في إرغام الأسرى على كسر ارادتهم وتغذيتهم قسريًا مخالف لأخلاق المهنة والأعراف الطبية المتوافق عليها عالميا".

وطالبت النقابة مؤسسات عربية ودولية "بالقيام بالخطوات القانونية اللازمة بمنع الاحتلال من اجبار الأسرى على كسر إضرابهم وتغذيتهم قسريا".

كما دعت "المؤسسات الدولية القانونية والحقوقية والجمعيات والنقابات الصحية إلى إعلان مقاطعتها للنقابات الصحية الإسرائيلية التي يشارك منتسبوها في هذه الجريمة اللاإنسانية ضد حقوق الأسرى المضربين".

بدورها، دعت الهيئة القيادية العليا لأسرى حركة حماس، الأسرى كافة في سجون الاحتلال الإسرائيلي إلى "الاستعداد والجاهزية الكاملة لأي تطور قد يطرأ على أوضاع الأسرى المضربين عن الطعام".

واستنفرت الهيئة في بيان كل المؤسسات الحقوقية والقوى الحية في الشعب الفلسطيني والأمة والعالم للتحرك العاجل واتخاذ كل الإجراءات اللازمة للضغط على الاحتلال الإسرائيلي لحماية الأسرى من قمعه وإجرامه.

واعتبرت عزم سلطات الاحتلال جلب أطباء من الخارج لتغذية الأسرى قسرًا "بمثابة إعلان حرب على الأسرى وتجاوز لكل الخطوط الحمراء".

ولفتت الهيئة إلى أن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى تفجير الأوضاع في السجون وخارجها، وهو ما يجعلنا نحمل الاحتلال وحده مسئولية النتائج الوخيمة لهذه السياسة.

وأوضحت أن الاحتلال يواصل من خلال إدارة مصلحة السجون سياسة القمع والإرهاب بحق أسرانا الذين يخوضون بشرف معركة الحرية والكرامة.

ووجهت الهيئة رسالة للاحتلال ومصلحة السجون بالقول: "لن نألم وحدنا وستألمون كما نألم إن أقدمتم على هذه الجريمة"، مبينة أن "وحدة وقوة الحركة الأسيرة اليوم هي أكبر رد على الاحتلال وضمان النصر بإذن الله".

إلى ذلك حذر قراقع، من تصعيد الاستهداف الإسرائيلي للأسير مروان البرغوثي، الذي يقود الإضراب الجماعي المفتوح عن الطعام منذ 20 يومًا على التوالي.

وقال قراقع في بيان صحفي آخر، اليوم، "إن حكومة الاحتلال تستهدف البرغوثي بشكل خاص بصفته قائد ومحرك إضراب الحرية والكرامة"، مشيرًا إلى أنها تواصل عزله في زنازين سجن "الجلمة" وتمنع محاميه من زيارته منذ بداية الإضراب، بتاريخ 17 نيسان/ أبريل الماضي.

وبيّن أن "إدارة سجن الجلمة منعت محامي هيئة الأسرى، تميم يونس، من زيارة البرغوثي يوم الخميس، وأن الصليب الأحمر الدولي لم يقم حتى الآن بزيارته لأسباب غير معروفة".

وأضاف "الزنزانة التي يعيش فيها البرغوثي تشبه القبر، وهي ضيقة بمساحة متر في مترين، ولا يستطيع فيها الحركة أو النوم بشكل جيد وبدون أية شبابيك، ويمنع من الخروج إلى الساحة، ولم ير الشمس منذ بداية الإضراب، وهذه الزنزانة مكونة من الباطون ذي اللون الغامق، والسرير الذي ينام عليه مصنوع من الباطون، وهي زنزانة ذات ضوء خافت، إضافة إلى وجود المرحاض في نفس الزنزانة".

ولفت قراقع إلى قيام إدارة سجون الاحتلال بمصادرة جميع ملابس البرغوثي وأغراضه الشخصية.

وأكّد فقدان القيادي الأسير لعشرة كيلوغرامات من وزنه، فضلا عن تعرّضه لارتفاع في مستوى السكري وضغط الدم، مضيفا "وضع البرغوثي في ظروف غير إنسانية وغير صحية يستهدف المساس بحياته ووضعه في دائرة الخطر".

وكشف قراقع عن مخاوف من تصفية مروان البرغوثي في الأسر بشكل مباشر أو غير مباشر، في ظل تواصل حملة التحريض ضده بتوجيهات من المستوى السياسي الإسرائيلي.

في جانب متصل، دعا النائب في المجلس التشريعي جمال الخضري، إلى مزيد من الدعم الرسمي والشعبي عربيا وإسلاميا ودوليا لتعزيز صمود الأسرى المضربين عن الطعام وتقربهم من الانتصار.

وشدد الخضري في تصريح صحفي اليوم، على ضرورة ممارسة ضغط دولي على الاحتلال الإسرائيلي للاستجابة لمطالب الأسرى العادلة. ودعا إلى تفعيل البعد القانوني الدولي لدعم الأسرى من خلال نقابات المحامين العربية والدولية، إضافة للمؤسسات الحقوقية.

وقال النائب في المجلس التشريعي عن محافظة الخليل باسم الزعارير، إن الأسرى هم أيقونة الصمود والتضحية، وقضيتهم من ثوابت شعبنا التي تحظى بإجماع الكل الفلسطيني، مبيناً أن إضرابهم حق ومطالبهم حق، وأنه حقٌ على شعبنا بكافة مؤسساته نصرتهم والوقوف معهم في قضيتهم العادلة.

وأكد الزعارير في تصريح صحفي، اليوم، أن صلف الاحتلال وظلمه لأسرانا بمصادرة حقوقهم والتنكيل بهم هو من دفعهم للمواجهة بأمعائهم الخاوية، ليثبتوا للاحتلال المرة تلو الأخرى أن إرادتهم لا تنكسر وأنهم أُسود وإن كانوا خلف القضبان.

وتابع "إن الاحتلال يدرك معنى انتصار الأسرى في الإضراب وتحقيق مطالبهم، ومدى تأثيره في كسر كبرياء حكومة نتنياهو وفرض معادلات جديدة على السجانين، بالتالي يصرّ على رفض المطالب ويستمر بالتنكيل بالأسرى، ويضرب بعرض الحائط القوانين الدولية وحقوق الإنسان، ويتجاهل جميع الأصوات التي تنادي باحترام حقوق الأسير".

وأوضح النائب في التشريعي بأن دخول الأسرى في الإضراب على شكل أفواج وتماسكهم وإحكام خطتهم هو من أهم عوامل الانتصار، داعيا لتشكيل رافد شعبي قوي يدعم إضرابهم ويتابع قضيتهم باهتمام.

من جهته، وجه خطيب المسجد الأقصى المبارك، الشيخ عكرمة صبري، في خطبته اليوم، أربع رسائل؛ إحداها للأسرى في سجون الاحتلال داعيا لأكبر حالة إسناد لهم حتى تحقيق مطالبهم العادلة.

وقال صبري: "نوجه للأسرى تحية إعزاز وإكبار، ونشد على أيديهم، ونقف إلى جانبهم، وندعو لهم بالثبات، وأن يحقق الله مساعيهم"، مطالبا سلطات الاحتلال بالاستجابة إلى مطالبهم المعيشية الإنسانية العادلة إلى أن يتنسموا عبير الحرية.

كما أدى مواطنون صلاة الجمعة على المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم، تضامنا مع الأسرى المضربين، حيث أكد خطيب الجمعة أهمية الوقوف إلى جانب الأسرى في معركة الأمعاء الخاوية. وأشاد بصمودهم في مواجهة عنجهية السجان.

وفي طولكرم، أدى المئات من المواطنين قدموا من مختلف قرى وبلدات ومخيمات وضواحي المحافظة صلاة الجمعة في خيمة الاعتصام وسط المدينة تضامنا مع الأسرى المضربين.

وأكد خطيب الجمعة الشيخ شريف عجاج، أن الأسرى ضربوا أروع الأمثلة في الوحدة والصبر والثبات، وهم يرجون من إخوانهم على مر القارات والدول والشعوب أن يكونوا معهم يدا واحدة.

وأضاف أن الأسرى في الصف الأول يشعلون الأنوار ويبعثون الأمل ويرجون النصر والثبات من الله تعالى، مهيبا بهم إلى أن يكونوا على قدر المسؤولية وأن يثبتوا لتثبت الأمة من ورائهم.

وفي سلفيت أدى عشرات المواطنين في مدينة سلفيت، اليوم وللجمعة الثانية على التوالي صلاة الجمعة داخل خيمة التضامن مع الأسرى المضربين عن الطعام، بمشاركة أهالي أسرى وممثلين عن فصائل العمل الوطني.

وقال نزار الدقروق مدير نادي الأسير في سلفيت، إن فعاليات التضامن يجب ان تستمر، وانه سيكون هناك فعاليات شعبية للتضامن مع الاسرى المضربين عن الطعام.

وأكد ان الايام القادمة ستشهد العديد من فعاليات التضامن مع الاسرى المضربين عن الطعام.

كذلك شارك آلاف المواطنين في محافظة قلقيلية، في تشييع جثمان الشهيد، الأسير المحرر هشام العدل، بعد الصلاة عليه في خيمة التضامن مع الأسرى المضربين، اليوم.

وفي السياق، تواصلت الفعاليات الداعمة للأسرى وخطواتهم التي يقومون بها في ظل تصعيد الاستهداف الإسرائيلي بحقهم.

فقد نظمت لجان المقاومة في مدينة رفح, وقفة تضامنية مع الأسرى المضربين أمام منزل الأسير علاء أبو جزر بمشاركة شعبية وفصائلية حاشدة.

وأكد عضو القيادة المركزية للجان المقاومة حيدر الحوت، أن تحرير الأسرى واجب شرعي, داعيًا كافة فصائل المقاومة إلى العمل على تحريرهم بكل السبل والوسائل وإلى تحشيد الدعم والمساندة للأسرى المضربين.

وألقى إبراهيم أبو زيد أمين سر الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في محافظة رفح كلمة القوى الوطنية والإسلامية، مؤكدًا على ضرورة إسناد ودعم الأسرى في إضرابهم في معركة الكرامة والذي يدخل يومه العشرين.

إلى ذلك، أنهت سفارة دولة فلسطين اليوم المرحلة الأولى من فعاليات الدعم والمساندة للأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال.

وبدأت هذه الفعاليات قبل ثلاثة أيام في العاصمة السريلانكية كولومبو وكان مقرها السفارة، وهدفت إلى إيصال رسالة الأسرى إلى المجتمع الدولي وشرح ما يعانيه هؤلاء المناضلون من ظروف معيشية قاسية داخل معتقلات وزنازين الاحتلال.

من جانبه، قدم السفير الفلسطيني زهير زيد شرحا للحضور حول خطورة ما تنوي إسرائيل القيام به من عمليات إجبار الأسرى على الطعام القسري، والذي قد يعرض حياة البعض منهم للخطر الحقيقي والوفاة أحيانا.

وقد شارك المئات من أبناء الشعب الأردني اليوم في مسيرة تضامنية مع الأسرى المضربين عن الطعام دعت لها الحركة الإسلامية وحركات شبابية وشعبية أردنية.

وانطلقت المسيرة بعد صلاة الجمعة من المسجد الحسيني في العاصمة الأردنية عمان، وتخللها العديد من الهتافات المناصرة للأسرى داخل سجون الاحتلال وكلمات لشخصيات إسلامية ووطنية أردنية.

وفي تونس نظم قضاة ومحامو تونس عبر نقاباتهم وجمعياتهم الأساسية اعتصاما جماهيريا ضخما أمام قصر العدالة (مقر وزارة العدل) في تونس العاصمة تضامنا مع الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام منذ 17 نيسان/ إبريل الماضي.

وعبر قادة القضاة والمحامين في كلمات لهم أمام الحشود عن تأييدهم التام لمطالب الأسرى العادلة ووقوفهم بشكل ثابت مع هذه المطالب.

وأكد المتحدثون الاستعداد للتواصل في اعتصاماتهم في حال استمرار اعتصام الأسرى في الأراضي المحتلة.

وقام المعتصمون في تعبير رمزي بتناول الماء والملح تعبيرا عن مشاركتهم الأسرى معاناتهم.

ومن جانبه، قال عميد المحامين التونسيين عامر المحرزي إن القضاة والمحامين التونسيين سيدعون إلى مسيرة ضخمة بتونس العاصمة تعبيرا عن مساندتهم للأسرى.