شمال مقبرة باب الرحمة وبمحاذاة سور القدس الشرقي تقع مقبرة اليوسفية التي تتعرض منذ سنوات الى هجمة إسرائيلية وحفريات، وصلت إلى مداميك أثرية قريبة من عتبة باب الأسباط.
وفي إطار ذلك هدمت قوات الاحتلال سور المقبرة الملاصق لباب الأسباط وأزالت درجها الأثري أيضا إضافة الى الدرج المؤدي الى امتدادها من مقبرة الشهداء، تنفيذا لمجموعة مخططات إسرائيلية متداخلة، أعدت منذ فترة طويلة.
وفي عام 2014 منع الاحتلال الدفن في جزئها الشمالي وأقدم على إزالة عشرين قبرا تعود إلى جنود أردنيين استشهدوا عام 1967 فيما يعرف بمقبرة الشهداء ونصب الجندي المجهول.
إخفاء للتاريخ
مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، أكد أن مقبرة اليوسفية وامتدادها تعتبر أحد أهم وأبرز المقابر الإسلامية في مدينة القدس، حيث تعج برفات عموم أهل المدينة المقدسة وكبار العلماء والصالحين والمجاهدين، إلى جانب مئات الشهداء الذين رووا بدمائهم الزكية ثرى هذه الأرض الطيبة منذ بداية الفتح العمري.
ولفت المجلس إلى أن بلدية الاحتلال تعمل منذ فترة طويلة على محاصرة المقبرة وإحاطتها بالمشاريع التهويدية والمسارات والحدائق التلمودية على امتداد السور الشرقي لمدينة القدس وبمحاذاة المقبرة بهدف إخفاء معالم الممرات والمواقع التاريخية الأصيلة المحيطة بالمقبرة.
تهويد للهوية
من جانبه أكد رئيس الهيئة المقدسية لمقاومة التهجير ناصر الهدمي أن الدرج المهدوم يؤدي الى نصب الجندي المجهول ويرتبط بالهوية الوطنية وحرب 1967م.
وأوضح الهدمي أن مدينة القدس تتعرض لعمليات تهويد خطرة، فعام 2007 أصدر الاحتلال مخطط "زاموش" الذي يتضمن إقامة بؤر استيطانية في القسم الشرقي من القدس حول ما يسمى بالحوض المقدس الذي يمتد من وادي الجوز الى سلوان.
ونبه الهدمي الى أن إحدى هذه النقاط الاستيطانية وفق المخطط في باب الأسباط، ويمتد الى قطعة أرض في باب الرحمة إضافة الى بناء عمارة من خمسة طوابق لا تبعد سوى 50 متراً عن أسوار المسجد الأقصى.
كما أشار الى أن الاحتلال يتصرف من منطلق السيادة وفعل ما يشاء ولا يقبل تدخل أي سلطة غيره وخاصة دائرة الأوقاف الإسلامية.
وشدد الهدمي على أن القدس تحتاج الى قيادة حقيقية تعمل على حماية المدينة وتوحد جهود المواطنين في الدفاع عنها.
وكانت سلطات الاحتلال قد هدمت الأحد الماضي الدرج المؤدي إلى طريق باب الأسباط الموصل إلى المسجد الأقصى.
ويحاول الاحتلال فرض تغييرات جذرية على معالم المدينة المقدسة، كسياسة احتلالية تواجه الفلسطينيين لتنفيذ مخططات الضم والتهويد.