فلسطين أون لاين

أجندة متوقعة للقاء نتنياهو وابن سلمان

تتواتر التسريبات الإسرائيلية بشأن مداولات الاجتماع السري الذي جمع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وولي العهد السعودي محمد بن سلمان لفترة وجيزة في مدينة نيوم السعودية الساحلية، وبحثهما جملة من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

بدا لافتا أن الرقابة العسكرية الإسرائيلية سمحت لوسائل الإعلام المحلية بالكشف أن نتنياهو سافر للسعودية والتقى بمسؤوليها الكبار، والتقى بابن سلمان في اجتماع رتبه وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، وما كان الرقيب العسكري ليوافق على نشر الخبر لولا الضوء الأخضر من مكتب رئيس الوزراء.

ما زال الجدل الإسرائيلي قائما حول موقف السعوديين من تسريب نبأ الاجتماع، وربما يكون الجانبان اتفقا مقدمًا على اعتراف علني شبه رسمي بالحدث، دون التقاط صور أو ضجة إعلامية، لكن شيئا واحدا مؤكدا وهو أن القيادة في الرياض ليست مستعدة بعد لعلاقات رسمية مفتوحة مع "إسرائيل"، أو إجراءات تطبيع أخرى، ولا تزال مصرة على إحراز تقدم كبير في المفاوضات بين "إسرائيل" والفلسطينيين، على الأقل وفق القراءة الإسرائيلية.

من الواضح أن السعوديين حصلوا على ما يريدون بتثبيت التحالف مع نتنياهو، عبر ائتلاف واسع مناهض لإيران قبل تغيير الحرس في البيت الأبيض والبنتاغون، صحيح أن نتنياهو سيخسر ترامب بالفعل، لكن "إسرائيل" ما زالت تتمتع بدعم واسع في واشنطن، فيما يعتقد السعوديون أن وضع أنفسهم بجانب الإسرائيليين في مواجهة إدارة بايدن، قد يمنحهم إحساسًا بالأمان، أو يقدم عرضًا للقوة، هكذا يتخيلون!

السعوديون قلقون أكثر من الإسرائيليين من أن الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن قد يعيدهم لأيام إدارة باراك أوباما، ويخفف العقوبات عن إيران، ويجدد المفاوضات النووية مع طهران، ولذلك أراد نتنياهو وابن سلمان التأكيد له أنهما على الوجهة نفسها، ويقدمان لأعضاء إدارة بايدن كجبهة موحدة.

تأمل "إسرائيل" ألا تفكر الولايات المتحدة بالعودة للاتفاق النووي الذي تخلت عنه قبل عامين، ويعتبره نتنياهو كارثة تاريخية لأمن "إسرائيل" القومي، مع أن اجتماع نتنياهو وابن سلمان لم يحدث اختراقا جديا في موضوع التطبيع العلني بينهما، لأن السعوديين راضون، كما يبدو، عن علاقاتهم الوثيقة الحالية مع "إسرائيل"، لكنهم يفضلونها سرية، ومع أن نتنياهو سوف يستغل صداقته المزدهرة مع السعوديين في حملته الانتخابية المقبلة، فإن التطبيع الإسرائيلي معهم لا يزال هدفًا بعيد المنال.

أخيراً.. لا أحد يعلم حقيقة مدى عفوية أو دقة تزامن لقاء نتنياهو مع ابن سلمان مع إطلاق الحوثيين صاروخًا على حقل نفط سعودي قرب مدينة جدة، لكن هذا الصاروخ مثال ممتاز على حقيقة أن تغيير الحرس في واشنطن قد يخلق مناخًا خطرًا للغاية وغير مستقر في الشرق الأوسط، على الأقل بالنسبة لـ"إسرائيل"، على أمل أن تنتهي هذه المرحلة دون تصعيد على أي جبهة عسكرية.