فلسطين أون لاين

ما الذي يمكن أن يعرضه ترامب؟!

لقد ضرب عباس مجتمع غزة عدة ضربات موجعة، كانت الأولى خصومات الرواتب بنسبة ٣٠٪ وهو ما أصاب الموظفين بالدوار، وبات الموظف لا يفكر إلا في أمر تدبير ما تبقى من راتبه وكيف يوازن بين البقية القليلة ومستلزمات حياة أسرته اليومية.


وكانت الضربة الثانية أوسع وأشمل، حيث أصابت كافة شرائح المجتمع وأعني بها وقف تزويد محطة الكهرباء الوحيدة في غزة بالوقود بعد انتهاء المنحة القطرية التركية الأخيرة.
وكانت الضربة الثالثة الطلب من الطرف الإسرائيلي وقف دفع ثمن تزويد غزة بالكهرباء القطرية الإسرائيلية، لأن السلطة لن تدفع ثمن هذه الكهرباء من المقاصة؟! ولكن الطرف الإسرائيلي يرى أن تداعيات هذه الخطوة كارثية، لذلك لم ينفذها حتى الآن.


وكانت الضربة الرابعة طلب السلطة من سلطة مياه ميكروت الإسرائيلية بأن توقف دفع ثمن تزويد غزة بالمياه حتى تدفع غزة فاتورة المياه عن ٢٠١٦ م، وهو ما لا تستطيعه غزة المسكونة بالفقر والبطالة.


السؤال الذي يتردد على ألسنة السكان في غزة: لماذا هذه الضربات القاسية الآن؟!


إن عمر الانقسام عشر سنوات ولم يكن أحد يفكر بهذه الضربات القاسية، وجل الناس يقول لك إن عباس أعقل من أن يعادي غزة وسكانها، لا سيما أنه لا يملك أوراق قوة في مواجهة الطرف الإسرائيلي الذي يبحث عن استسلام فلسطيني لمطالبه.


قلنا إن عباس يواجه شعبه بهذه الشراسة فلماذا؟!، في الإعلام العبري يفسرون هذه القسوة ضد حماس وغزة بأنها المهر الذي يقدمه بين يدي لقائه بترامب في البيت الأبيض.


ولكن ما الذي ينتظره عباس من ترامب؟! هل ينتظر دولة فلسطينية على حدود ١٩٦٧ م ؟! إن هذا ضرب من الخيال المستحيل ؟! هل ينتظر الطلب من (إسرائيل) تجميد الاستيطان؟! وهذا لم يفعله أوباما من قبل، فكيف يمكن أن يفعله ترامب؟! إن ما يمكن أن يسمعه عباس من ترامب لا يتجاوز رؤية نتنياهو للحل، سلطة حكم ذاتي للمناطق السكانية، وحل إقليمي اقتصادي تشارك فيه الدول العربية، والدولية. وتقول مصادر أميركية إن ترامب سيطلب من عباس وقف صرف مخصصات الأسرى والجرحى والشهداء، وهو مطلب تكرر على لسان نتنياهو، واستجابة السلطة لهذا المطلب تعني تجريدها من مسئوليتها الوطنية؟!


إن كان الأمر كذلك، فلماذا يعدو عباس على غزة في الكهرباء والمياه، والرواتب والأدوية، وغيرها؟ لماذا لا يتصالح عباس مع غزة ويشد ظهره بها؟! الأمر في غاية الغرابة، ويبعث على قلق غير مسبوق. ثم أين جامعة الدول العربية مما يجري ضد السكان في غزة؟! وأين منظمة التعاون الإسلامي؟! وأين أصدقاء فلسطين وغزة على وجه التحديد؟! غزة تستغيث من شدة الحصار وحرب عباس ضدها، فمن يجيب غزة ويخفف ألمها؟!