كشفت رسالة وجهتها ما تسمى مؤسسة "تراث جبل المعبد"، إلى وزير أمن الاحتلال الداخلي أمير أوحانا، عن مدى رغبة الاحتلال في تقسيم المسجد الأقصى المبارك زمانيا ومكانيا تزامنا مع اتفاقيات تطبيع وأفعال وتصريحات مثيرة للجدل من أطراف خليجية داعمة له، حسب ما قالت شخصيتان رفيعتا المستوى في حديثين منفصلين لصحيفة "فلسطين".
وتدعو الرسالة إلى السماح لأتباع المدارس التلمودية بقضاء كل الفترة المتاحة للاقتحامات في تعلم التوراة وتعليمها في الساحة الشرقية للمسجد الأقصى.
وفي رسالتها قالت المؤسسة إنها لا تعترف بالأوقات المحددة لليهود، وترى فيها "تمييزا ضد اليهود" تمارسه شرطة الاحتلال في الأقصى، علما أنها المسؤولة عن تأمين اقتحامات قطعان المستوطنين وحمايتهم بحراسة مشددة.
وقال خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، إن مطامع الاحتلال بالمسجد الأقصى غير محدودة، ويحاول كل مدة تحقيق هدف عدواني جديد.
وأشار صبري في تصريح لـ"فلسطين" إلى أن الاحتلال قرر الأسبوع الماضي تمديد فترة اقتحام اليهود للمسجد الأقصى مدة 40 دقيقة إضافية، مشددا على أن دائرة الأوقاف الإسلامية هي المسؤول الوحيد عن تحديد الفترات الزمنية المقررة لزيارة غير المسلمين للمسجد المبارك.
وذكر أن هذا الترتيب معمول به منذ عشرات السنين حتى ما قبل عام 1967، السنة التي احتلت فيها (إسرائيل) كامل مدينة القدس، مشيرا إلى أن سلطات الاحتلال تستغل الظروف الراهنة من أجل مزيد من الاقتحامات ولا تكتفي بالفترة المحددة. وعدَّ ذلك تجاوزا لصلاحيات الوقف الإسلامي.
وأشار إلى مطالبة المؤسسة اليهودية بشأن تعليم التوراة في المسجد الأقصى وتحديدا في المنطقة الشرقية التي يقع فيها مصلى باب الرحمة، مؤكدا أن ذلك مرفوض جملة وتفصيلا.
وحذر خطيب الأقصى الاحتلال من الإقدام على هذه "الخطوات الجنونية"، محملا إياه المسؤولية الكاملة عن تداعيات ذلك، كما طالب الدول العربية والإسلامية بتحمل مسؤولياتها تجاه المسجد المبارك.
واعتبر مطالبات المؤسسة اليهودية دليلا على مخطط رهيب لتقسيم المسجد الأقصى، المشروع الذي تنفذه (إسرائيل) منذ سنوات طويلة خطوة بخطوة، وبشكل تدريجي وصولا لسحب صلاحيات الوقف الإسلامي في إدارة المسجد.
وأكد أن الأجواء التطبيعية من بعض الدول العربية تُجرِّئ الاحتلال على تنفيذ مخططاته تزامنا مع انشغال العالم العربي في صراعاته التي تخدم الاحتلال.
وتساءل: "أين الحراك السياسي الرسمي والدبلوماسي؟ لم يحصل أي ضغط على الاحتلال لأنها أطرافا عربية غير معنية بالأقصى في وقت يحاول أهله المقدسيون شد الرحال لنصرته".
وذكر أن مدينة القدس محاصرة إسرائيليا بشكل مشدد، وقد عزلها الاحتلال عن باقي المناطق من خلال المشاريع الاستيطانية.
وقال نائب مدير عام أوقاف القدس ورئيس أكاديمية الأقصى للوقف والتراث ناجح بكيرات، عن الجماعات التي طالبت بتعليم التوراة في الأقصى، إنها متطرفة وإرهابية تدّعي وتركض خلف خرافات "الهيكل" المزعوم.
وأضاف بكيرات في تصريح لـ"فلسطين"، أن "الأقصى مسجد خالص للمسلمين الذين عاشوا وقدموا من أجل أن يبقى رمزا وهوية للقضية الفلسطينية، ولا يقبل القسمة على اثنين ولا يقبل غير المسلمين فيه".
وتابع أن هذه الادعاءات الهدف منها محاولة شطب القضية الفلسطينية وجذورها خاصة أن المسجد الأقصى يعد هوية لمدينة القدس العاصمة الأبدية للدولة الفلسطينية.
وتابع "نحن نرفض هذا الإجراء، ولن نقبل به مهما كلف الأمر، وسيبقى المسجد الأقصى محروسًا بأهله، وكل هذه الادعاءات للضغط على حكومة الاحتلال من أجل زيادة مدة اقتحام المسجد الأقصى، وفعلا قد تم ذلك".
ودعا الفلسطينيين إلى شد الرحال للمسجد الأقصى للدفاع عنه، مع الالتزام بالإجراءات الوقائية من فيروس كورونا.