فلسطين أون لاين

تقرير لماذا قدمت قيادة السلطة مصالحها على خيارات الشعب والوحدة؟

...
صورة أرشيفية
غزة/ محمد أبو شحمة:

"بدكم وطن أكثر ولا مصاري أكثر".. هذه هي الجملة الشهيرة لرئيس حكومة رام الله محمد اشتية، التي كان يروجها تكرارًا في المدة الماضية التي زعمت فيها السلطة وقف "التنسيق الأمني" مع الاحتلال الإسرائيلي، لكن سرعان ما ذهبت السلطة إلى "الأموال" وتركت "الوطن".

وأعادت السلطة "التنسيق الأمني" مع الاحتلال، دون أي مقابل من قبل حكومة الاحتلال، متجاهلة غضب الشارع الفلسطيني الذي رفض الخطوة، وطالب بإنجاز المصالحة الوطنية بدلًا منها.

وكان وزير الشؤون المدنية برام الله حسين الشيخ، أعلن الثلاثاء الماضي، أن السلطة تلقت رسالة رسمية من حكومة الاحتلال تعلن فيها التزامها الاتفاقيات الموقعة مع منظمة التحرير.

قاسم: السلطة تتودد إلى "بايدن" والمصالحة بعيدة

أكد أستاذ العلوم السياسية د. عبد الستار قاسم، أن قيادة السلطة قدمت مصالحها على مصلحة الشعب الفلسطيني، بقرارها العودة إلى التنسيق الأمني، والاتفاقيات مع سلطات الاحتلال.

وقال قاسم لصحيفة "فلسطين": "لو السلطة استمرت في تجميد التنسيق الأمني فستدفع ثمنًا كبيرًا، لكون دولة الاحتلال لا تقبل وجودها دون تنسيق أمني، وستهدد الامتيازات المقدمة لها، لذا سارعت قيادة السلطة في العودة للتنسيق".

وأضاف: "منذ إعلان السلطة تجميد التنسيق الأمني مع الاحتلال لم تعمل أي شيء يدلل على أنها ستلغي هذا التوجه ولم تنشأ أي مؤسسات جديدة تتلاءم مع المرحلة الجديدة، لذا كان واضحًا أنهم سيعودون للتنسيق".

وأشار المحلل السياسي إلى أن السلطة تريد توجيه رسائل إلى الإدارة الأمريكية الجديدة، وتحديدًا الرئيس جو بايدن، عن طريق العودة للتنسيق الأمني، وهي تدعم "السلام"، وتحترم الاتفاقيات الموقعة، ولكن ذلك لن يجدي نفعًا مع الولايات المتحدة.

ولفت قاسم إلى أن المصالحة والوحدة الوطنية أصبحت بعيدة جدًّا، ولن يحدث هناك أي تقدم فيها في المراحل القادمة، في ظل عودة السلطة للتنسيق الأمني.

الصواف: خطة السلطة ألقت بظلالها السلبية على "فتح"

ن جهته، أكد المحلل السياسي مصطفى الصواف، أن العقيدة التي بنيت عليها السلطة قائمة على التعاون الأمني مع الاحتلال والتفريط بحقوق الشعب الفلسطيني.

وقال الصواف لصحيفة "فلسطين": "السلطة ذهبت للاحتلال مقابل حفنة من الأموال كان ثمنه التنازل عن الوطن، لذلك خطة السلطة شكلت حالة من الانعزال لحركة فتح".

وأضاف: "ما حدث بالعودة إلى التنسيق الأمني هو خيانة، وقرار بإنهاء الوحدة الوطنية والمصالحة".

وأوضح الصواف أن خطوة السلطة هي بمنزلة تقديم "عربون محبة" للرئيس الأمريكي الجديد، لكن سياسته لن تختلف عن الرئيس دونالد ترامب، وكلاهما يخدم مصالح الاحتلال.

المصدر / فلسطين أون لاين