فلسطين أون لاين

وثيقة حماس صالحة لتكون استراتيجية وطنية جامعة

...
جانب من إعلان وثيقة حماس (أ ف ب)
عمان / غزة - يحيى اليعقوبي

"الوثيقة السياسية التي أعلنتها حركة حماس أول من أمس صالحة لأن تكون استراتيجية وطنية فلسطينية في ظل فشل مشروع التسوية الذي تطرحه السلطة".. هذا ما يؤكده محللون فلسطينيون، أجمعوا أن الوثيقة تقرب حماس من إمكانية دخول المؤسسة الفلسطينية الرسمية، وإعادة بنائها وترتيب الوضع الفلسطيني دون التفريط بمبادئها الأساسية، مما يتيح لها توسيع دائرة تحالفاتها الخارجية.

الكاتب والمحلل السياسي حمزة أبو شنب، يرى أنه لا يوجد تعارض فيما طرح أمس بوثيقة حماس، مع ما كانت تطرحه حماس بالعقود السابقة، مشيراً إلى أن مؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين قبل دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 1967، شريطة أن يكون ذلك مقابل هدنة تستمر لعشر سنوات.

في المقابل، أوضح أبو شنب في حديثه مع صحيفة "فلسطين" أن هناك اختلافا كبيرا بين ما يطرحه رئيس السلطة محمود عباس وما تطرحه حركة حماس، مبينا أن حماس أكدت في وثيقتها أن فلسطين كاملة من بحرها لنهرها هي للشعب الفلسطيني، وأكدت على المقاومة المسلحة بكافها أطرها.

ويّن المحلل السياسي أن الرئيس محمود عباس وافق على دولة فلسطينية على حدود عام 67 واعترف بـ (إسرائيل)، فيما لم تعترف حماس بها، كذلك وافق على منطق تبادل الأراضي مع الاحتلال الأمر الذي ترفضه حماس.

ومن الفروق بين نهج حماس ونهج الرئيس عباس، وفق أبو شنب، أن عباس يقوم بالتعاون الأمني مع الاحتلال وفق منهجية اتفاق "أوسلو"، وهذا ما ترفضه حماس حسب وثيقتها، مؤكدا أن حماس بنت جمهورها وحضورها وتوسعها من خلال عملها المقاوم على الأرض الذي شكل لها رافعة سياسية وجماهيرية لها.

ورأى أن هناك بنودا تضمنتها الوثيقة ستزيد من خشية وشكوك حركة فتح بأن تكون حماس بديلا عنها، خاصة أن حماس لم تعترف ضمن الوثيقة بأن منظمة التحرير ممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، وهي من الإشكاليات الفلسطينية السابقة.

صياغة هوية

من جانبه، يرى الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل أن حماس أعادت صياغة هويتها باعتبارها حركة تحرر وطني بمرجعية إسلامية، وليس بمرجعيات تنظيمية دولية، وذلك يساعدها على طمأنة دول إقليمية وعربية مختلفة، ويوسع دائرة التفاهمات مع مصر ودول عربية مهمة، بأنه لا توجد علاقة بينها وبين ما يجري من متغيرات عربية داخلية.

وقال عوكل لصحيفة "فلسطين: "إن حماس مزجت بين الاعتدال والمقاومة بكافة أشكال النضال"، مؤكدا أن صياغة حماس لهويتها بهذه الطريقة هو عنوان للاعتدال بالدرجة الأساسية، وأن نظرتها للصراع الفلسطيني مع الاحتلال على أنه صراع سياسي تحرري وليس ديني عرقي ضد اليهود.

وبذلك تغلق حماس الباب أمام الاحتلال، والكلام لعوكل، وتنزع عنه ادعاء أن احتلال فلسطين يستند إلى التوراة وأنها تريد إقامة دولة يهودية، وكذلك أغلقت الباب أمام المشككين من حلفاء الاحتلال بأن حماس تريد تحويل غزة لإمارة إسلامية.

وأشار إلى أن منظمة التحرير الفلسطينية قدمت تنازلات كبيرة للاحتلال، ومع ذلك يتعامل معها المجتمع الدولي بحذر، فيما يرفض الاحتلال الإسرائيلي التعامل مع الحقوق والثوابت الفلسطينية، مؤكدا على ضرورة تحقيق المصالحة والشراكة السياسية الفلسطينية من خلال هذه الوثيقة.

مخطط ضد حماس

إلا أن السفير الفلسطيني السابق لدى السلطة، ربحي حلوم من عمان، يعتقد أن هناك أطرافا فلسطينية منخرطة في تصفية القضية الفلسطينية، ولا يهمها حسن نية حماس.

وقال حلوم لصحيفة "فلسطين": "ما هو مطروح الآن على طاولة ملف رئيس السلطة محمود عباس، الذي سيلتقي بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب غدا، هي الطريقة التي سيتم بها تجريد حماس من سلاحها وتصفية المقاومة".

وذكر أن الوثيقة تتضمن إيجابيات مشرفة وتفسيرات ذات أثر كبير، وتحمل في معظمها مواقف تاريخية ونضالية هامة والتزاما بالثوابت، معللا أن حماس قبلت بدولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو/ حزيران عام 1967م مع عدم الاعتراف بالاحتلال، بهدف إسكات الأصوات المعادية لحماس بالرأي العام العالمي، الأمر الذي سيحدث قبولا دوليا بها.