فلسطين أون لاين

التشكيك بالأقصى والترويج لـ"الهيكل".. خُزعبلاتٌ أثارها التطبيع مع (إسرائيل)

...
صورة أرشيفية
غزة/ أدهم الشريف

لم تكن نيران التطبيع بين دول خليجية وكيان الاحتلال الإسرائيلي تهدأ في قلوب الشعب الفلسطيني، حتى تبعته جملة من المفاعيل المثيرة للغضب والتنديد. وفي وقت تحرك الفلسطينيون في الأراضي المحتلة ضد التطبيع وتداعياته، فإن أطرافًا خليجية ما زالت تمعن فيه، حتى وصل الأمر إلى التشكيك بأن الأقصى المبارك ليس المسجد الواقع بمدينة القدس المحتلة.

وفي مقالة نشرتها صحيفة عكاظ السعودية للكاتب السعودي أسامة يماني، شكك فيه بوجود الأقصى المبارك، وذكر أن "سبب اعتقاد كثير من الناس أن المسجد الأقصى يقع في فلسطين يعود إلى أن كثيرًا من كتب التاريخ والتفاسير وخاصة المتأخرة منها تقول إن الأقصى يقع في القدس، ومن هنا صار الخلط بين القدس والقبلة والمسجد الأقصى".

وزعم أن المسجد الأقصى الذي تحدث عنه النبي ﷺ، هو موجود في منطقة تدعى الجعرانة بين مكة والطائف، وليس في فلسطين.

ولاحقًا، لجأت شركة الاتحاد للطيران الإماراتية لاستخدام صورة مجسم سمته "الهيكل الثاني" اليهودي، في إعلان ترويجي لها، لرحلات ستسيرها في مارس/ آذار المقبل إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ نكبة الـ48.

وظهر في الإعلان المرئي، صورة لأحد الأزقة بالبلدة القديمة من مدينة القدس المحتلة، باعتباره أحد المعالم في (إسرائيل). ونشرت الشركة المملوكة بالكامل للحكومة الإماراتية، أمس، شريطًا تسويقيًّا قصيرًا للترويج لرحلات تعتزم تسييرها إلى (إسرائيل)، تحت عنوان "زيارة تل أبيب".

وبحسب قرارات جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة، فإن الجزء الشرقي من القدس المحتلة، حيث يوجد المسجد الأقصى، هي مدينة عربية فلسطينية محتلة، وجزء لا يتجزأ من الأراضي التي احتلتها (إسرائيل) عام 1967.

وتوصلت الإمارات والاحتلال الإسرائيلي في 13 أغسطس/ آب الماضي، إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بينهما تم التوقيع عليه يوم 15 سبتمبر/ أيلول الماضي في واشنطن.

بدوره، قال رئيس لجنة المتابعة في الداخل المحتل سنة 48، الشيخ كمال الخطيب: "بما أن الإمارات قامت بالذنب الكبير بإقامة علاقات رسمية مع (إسرائيل) سياسية واقتصادية وتجارية وأمنية، فهذا يعني أن ما تقوم به بعد ذلك متوقع وطبيعي منها".

وأضاف الخطيب في تصريح لـ"فلسطين"، أن اتفاق التطبيع بين الإمارات والبحرين والاحتلال طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية والأمة العربية والإسلامية.

وأشار إلى أن للإمارات دورًا كبيرًا وخطرًا جدًّا أن تقوم بالترويج لرحلات لـ(إسرائيل) عبر الحديث عن الهيكل الثاني، وليس عن المسجد المبارك، وهذا يؤكد أنها تتبنى رواية الاحتلال الإسرائيلي بحذافيرها.

وذكر أن المقال المنشور في صحيفة "عكاظ" للكاتب يماني، يترادف مع ما حاول المستشرق الإسرائيلي اليميني مردخاي كيدار الترويج لها منذ عام 2008، وهو يدعي أن الأقصى المعلم الإسلامي المقدس عند المسلمين موجود في منطقة الجعرانة بين مكة والمدينة.

وأضاف الخطيب أن ما قاله الكاتب السعودي صدى صوت لما قاله مسبقًا المستشرق اليهودي، ويعزز بمقاله هذا رواية الاحتلال.

ونبَّه إلى أن مثل هذه المواقف تدفع الاحتلال الإسرائيلي لارتكاب المزيد من الانتهاكات وتنفيذ مشاريع التهويد في القدس المحتلة.

من جهته، قال الباحث في شؤون القدس فخري أبو دياب، إن أنظمة عربية تدفعها شخصيات أصبحت لسان حال الصهاينة وجسرًا لتمرير ما يريده الاحتلال تجسيدًا لروايته التلمويدية في القدس والأقصى تحديدًا.

وأضاف أبو دياب في تصريح لـ"فلسطين": أن هؤلاء أصبحوا في خدمة الاحتلال الذي يسعى لفرض وقائع جديدة في المسجد الأقصى ومحاولة تقسيمه زمانيًّا ومكانيًّا، في وقت تسعى فيه أطراف خليجية يروجون للروايات التلمودية الصهيونية.

وتابع: إن أهالي القدس سيتعاملون مع هؤلاء المطبعين كما يتعامل مع الاحتلال ومع المتطرفين اليهود الذين يريدون واقع الأقصى المبارك.

وتساءل: ألا يوجد في هذه الدول (المطبعة) رجل رشيد وحكماء متمسكون بديهم وعقديتهم ووطنيتهم، للحد مما يقوله هؤلاء؟ لكن واضح أن بعض الأنظمة العربية أصبحت بوقًا للاحتلال يجب أن تحاربهم الأمة بمقاطعتهم، مشددًا على أهمية الدفاع عن مسرى الرسول المسجد الأقصى وعقديتنا الإسلامية.