فلسطين أون لاين

​منحوتات وطنية

...
بعض من منحوتات الهندي (أرشيف)
غزة - هدى الدلو

من إحدى غرف البيت اتخذ منها مشغلًا ليطلق العنان للرسم والفن التشكيلي اللذين صقلا شخصيته، فأودع موهبته إلى جانب شغف عمه في المجال الفني بالحرف اليدوية، ليتلاقيا على نقطة جوهرية انسجمت مع قدراتهما الفنية التي نتج عنها النحت، ليتحول المشغل فيما بعد من غرفة إلى آخر خاص فيه العديد من الإنجازات والأعمال والمشاركات.. فبإرادته صاغ تحفًا فنية متحديًا الحصار وسوء الأوضاع الاقتصادية ليعبر عن القضية الفلسطينية بطريقته الخاصة..

يوسف الهندي (26 عامًا) شاب غزي من عائلة بسيطة يعيش في مخيم الشاطئ، وهو فنان تشكيلي، درس الخدمة الاجتماعية لرغبته في دعم المجتمع وليمزج بين الفن والقيم الاجتماعية.

كان قد اكتشف موهبته في سن الطفولة المبكرة، حيث كان ينجذب نحو شراء الألوان، ورسم الشخصيات الكرتونية مما لفت انتباه أهله المتذوقين للفن، واستدعى تكريس اهتمامهم عليه من جانب فني.

قال الهندي: "عملت على تطويرها من خلال الممارسة والعمل المستمر على كل ما هو جديد فالتحقت بالدورات الفنية وأنا بعمر 12 عامًا في جمعية الفنانين التشكيليين، مما أهلني لنيل عضويتها ولو بشكل الرمزي لصغر سني"، وتم دعمه من خلال جمعية الفنانين التي ساهمت في توفير كل ما يحتاجه من دعم نفسي مباشر وغير مباشر لموهبته.

وأوضح أن أكثر ما يشده للعمل النحتي تلك المنحوتات التي تحمل قضية ومضمونا وطنيا ولذلك اختار اسم "يبوس" ليحمل الهوية الخاصة بهم كفريق، وأكثر ما يتم التركيز عليه المنحوتات المقدسية لأنها الوطن والهوية والتراث والأصالة، ومن هذا المنطلق كانت قناعتهم منذ تأسيس المشغل، أن تحمل منتجاته كل ما يعزز القضية الفلسطينية ويظهر الصورة الفنية والتراثية والتاريخية لحضارة فلسطين ومقدساتها.

فقد أصبح الفن شيء أساسي في حياته الشخصية في شكله وحديثه، وفي ما تصنعه يداه، فلا يجد الراحة والسعادة إلا بين ألواح النحت والمنحوتات.

وكحال كل الحرفيين يجد عقبات في توفير المواد الخام بسبب ندرتها وارتفاع سعرها نتيجة الحصار والمنع لبعضها بسبب الوضع القائم في غزة، فلا إمكانية لتصدير ما تنتج، ولا حتى التسويق في السوق المحلي لضعف القدرة الشرائية بسبب الحصار.

ولدى الهندي مشاركات فنية عديدة داخل أسوار مدينة غزة فلا يكاد يقام معرض إلا وترك له بصمة فيه، وشارك في مهرجان للفنون الدولية في ايطاليا, وفي عام 2010 شارك في مشروع متنقل لإبراز الفنانين الفلسطينيين في بلجيكا, وعرض فيه جدارية لمدينة القدس القديمة كانت من أكثر الأعمال التي نالت إعجاب الكثيرين.

ويعمل جاهدًا على تطوير عمله بشكل دائم وأن يكون له أعمال وبصمات جديدة يضيفها على موهبته واللوح النحتي الذي يفرغ فيه طاقاته الإبداعية، آملًا كأي فنان يحمل في مضمون فنه رسالة وقضية أن تصل إلى كل العالم.