فلسطين أون لاين

في ذكرى اغتياله الـ8.. ماذا قال أحمد الجعبري قبيل استشهاده؟

...
الشهيد أحمد الجعبري

تحل الذكرى الثامنة لاغتيال الاحتلال الإسرائيلي نائب القائد العام لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس أحمد الجعبري، واندلاع معركة "حجارة السجيل" التي خاضتها فصائل المقاومة للرد على الجريمة في 14 نوفمبر/ تشرين الثاني 2012.

وأورد موقع القسام رسالته الأخيرة قبيل استشهاده التي يقول فيها: "أنا مطمئن اليوم على حماس، فقد شكلت جيشا قويا، وأقر الله عيني بصفقة وفاء الأحرار، وأتمنى أن ألقى ربي راضيا مرضيا".

وحينئذ، بدأ الاحتلال عدوانه في 2012 باغتيال الجعبري، إثر استهدافه مع مرافقه في غارة جوية حينما كانا يستقلان سيارة وسط مدينة غزة.

وارتكب الاحتلال خلال عدوانه سلسلة مجازر بحق عائلات كاملة مثل عائلتي الدلو وأبو زور، ونفذ أكثر من 1500 غارة على قطاع غزة، وادعى أنه دمر 19 مقرا قياديا ومركزا للقسام، فيما هدم أكثر من 200 منزل سكني بشكل كامل و1500 منزل بشكل جزئي.

كما استهدف عشرات المساجد، ودمر اثنين منهم بالكامل في حين تضررت عشرات أخرى جزئيا، إلى جانب استهدافه عددا من المقابر.

وقتل الاحتلال خلال عدوانه 175 مواطنا منهم 43 طفلا و18 مسنا، وأصاب 1222 آخرين، بينهم 431 مواطنا و207 سيدات و88 مسنا، في المقابل اعترف بمقتل 5 إسرائيليين بينهم جندي وإصابة 240 آخرين.

وقدرت الخسائر الاقتصادية اليومية المباشرة جراء العدوان في قطاع غزة بمبلغ 5 ملايين دولار، أي بإجمالي 40 مليون دولار خلال فترة العدوان.

وأعلنت كتائب القسام أنها أطلقت 1573 قذيفة صاروخية على مواقع الاحتلال واستهدفت طائراته وآلياته، إضافة إلى استخدامها لأول مرة صواريخ بعيدة المدى ضربت حتى 80 كلم، ولأول مرة في تاريخ الصراع طالت مدينتي (تل أبيب) والقدس المحتلة.

أما سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي فأعلنت عن إطلاقها 600 صاروخ على مواقع الاحتلال من بنيها صواريخ "فجر 5 "وكورنيت إضافة إلى صواريخ غراد.

وكلفت صواريخ المقاومة حكومة الاحتلال نحو 30 مليون دولار لتشغيل نظام "القبة الحديدية" الدفاعية.

وقد أعلن اتفاق وقف إطلاق النار لإنهاء عدوان الاحتلال عبر وزارة الخارجية المصرية بعد تدخلات أمريكية وإقليمية واسعة النطاق على أن يتضمن رفع الحصار عن قطاع غزة وفتح معابره التجارية.

قائد فذ

وفي الذكرى، يقول موقع القسام عن القائد الجعبري إن اغتاليه شكل نهاية مسيرة قائد فذ شجاع بدأها في العمل على انطلاق مسيرة العمل الجهادي في فلسطين، وتخللها انتزاع صفقة "وفاء الأحرار"، ثم اختتمها بتأدية فريضة الحج قبل أن يرتقي إلى العلياء.

وأوضح أنه ولد عام 1960 بمدينة غزة، وكان "طبع الجهاد والمقاومة فطريا في قلبه"، حيث اعتقل حينما كان يبلغ من العمر 18 عاما بتهمة المشاركة في خلية مسلحة مقاومة الاحتلال.

وحكم عليه بالسجن 13 عاما، تأثر خلالها بشخصية وفكر القائد العام لكتائب القسام صلاح شحادة (اغتيل في صيف 2002) رغم الاختلاف التنظيمي بينهما آنذاك، وسريعا ما انضم لصفوف حركة حماس رغم كل الضغوطات التي لاحقته.

وكرس الجعبري وقته خلال اعتقاله في السجون المركزية في السنوات التسع الأولى من اعتقاله للاطلاع وخدمة الأسرى، وقاد معهم عددا من الإضرابات، وكان في كثير من الأحيان يمثلهم أمام إدارة السجن التي تهابه لمواقفه القوية والحازمة.

وفي مطلع عام 1994، قررت سلطات الاحتلال الإفراج عن أسرى فلسطينيين كبادرة حسن نية تجاه منظمة التحرير بعد توقيع اتفاقية أوسلو، شريطة أن يوقع الأسير على تعهد بعدم ممارسة المقاومة، والالتزام بالاتفاقيات.

إلا أن الجعبري رفض التوقيع مقابل الإفراج عنه، وقال آنذاك: "أمضيت في السجن 11 عاما، وسأكمل العامين الباقين ولا يقال لي يوما إن اتفاقية أوسلو هي التي أخرجتك من المعتقل، وإنك وقعت على تعهد بعدم ممارسة المقاومة، فلماذا نحن خلقنا واعتقلنا؟".

وبين موقع القسام أن للجعبري كان دور كبير في ترتيب وقيادة العمل العسكري قبل وخلال انتفاضة الأقصى وتدرج في قيادة الكتائب ولعب دورا لوجستيا كبيرا، لاسيما بعد استشهاد القائد العام الشيخ صلاح شحادة.

ويوضح أنه شارك في زيادة تدريب وتسليح كتائب القسام بشكل كبير، وحولها برفقة إخوانه من مجموعات مسلحة إلى جيش شبه نظامي يتكون من تشكيلات قتالية نظامية.

وخلال عمله العسكري، نجا من عديد محاولات الاغتيال، كان أبرزها عملية الاغتيال في 7 أغسطس/ آب 2004، حينما قصفت طائرة إسرائيلية منزل عائلته في حي الشجاعية شرق غزة، فاستشهد نجله محمد (23 عاما) وشقيقه فتحي (38 عاما) وصهره، وعدد من أقاربه، ومرافقه علاء الشريف (27 عاما)، وأصيب هو بجراح طفيفة.

مهندس وفاء الأحرار

ولمع اسم الجعبري إعلاميا خلال عمليات التفاوض التي قادها نيابة عن القسام مع عدد من الوساطات العربية والدولية للإفراج عن الجندي الإسرائيلي "جلعاد شاليط" الذي أسرته كتائب القسام عام 2006 في عملية "الوهم المتبدد".

ويؤكد موقع القسام أن الجعبري أظهر "صلابة وشراسة المفاوض القسامي، أمام المراوغات الإسرائيلية في كل جولة من المفاوضات التي استمرت لقرابة الخمس سنوات".

ويلفت إلى أنه سعى برفقة إخوانه من قادة القسام، لإخراج العدد الأكبر من الأسرى القدامى وأصحاب المحكوميات العالية، وهذا ما حدث في أكتوبر/ تشرين الأول 2011، عند إتمام صفقة "وفاء الأحرار" بنجاح كبير.

 

المصدر / فلسطين أون لاين