فلسطين أون لاين

بالفيديو والصور لا يملكا سيارة وعملا بالمختبر يوم زفافهما.. تعرف على صاحبا لقاح كورونا!

...
لا يملكا سيارة وعملا بالمختبر يوم زفافهما.. تعرف على صاحبا لقاح كورونا!

كشف الدكتور أوغور شاهين رئيس مجلس إدارة شركة بيونتك الألمانية، التي تطور لقاحا مضادا لفيروس كورونا بمشاركة فايزر الأمريكية، عن تفاصيل مهمة بشأن اللقاح المرتقب.

وقال الدكتور شاهين في لقاء مع قناة الجزيرة الإخبارية إنهم يعملون حاليا مع عدد من المؤسسات التي ستوفر اللقاح للدول الفقيرة، حيث إنه من المهم أن يتم إنتاج كميات كافية من اللقاح حتى يصير متوفرا في كافة أنحاء العالم، موضحا أن هذا  هو أحد الأهداف التي يعملون عليها.

وعن مدى فعالية اللقاح قال إن لديهم بعضَ البيانات الأولية الآن التي أظهرت قدرة اللقاح على منع الإصابة بالفيروس بأكثر من 90 في المئة لدى الأشخاص الذين تلقوا اللقاح، وهذا يشير إلى أن فاعليته عالية جدا، مضيفا أنهم بصدد الحصول على المزيد من البيانات خلال الأسبوعين أو الثلاثة المقبلة.

وأضاف أن البيانات المتوفرة حاليا تظهر "حماية أولية" أي في الفترة المبكرة بعد إعطاء اللقاح، ولكنهم يعتقدون أن اللقاح ربما يبقى مستقرا من حيث فعاليته لأشهر أو حتى سنة، إلا أن تقييم هذا الأمر يتطلب دراسات مطولة.  

وبالنسبة إلى خصائص سلامة اللقاح، قال إن النتائج أظهرت أن نسبة ضئيلة جدا، تقدر بعشرين في المئة، من الذين تلقوا اللقاح عانوا بعض الأعراض الجانبية من متوسطة إلى منخفضة تمثلت في ارتفاع درجة الحرارة وهو أمر طبيعي بالنسبة لأي لقاح.

وعن توزيع اللقاح قال "إنه في المرحلة الأولى من المهم جدا أن يصل إلى  الفئات التي  هي في أمس الحاجة إليه أكثر من غيرها، مثل فئة العاملين في المؤسسات الطبية وكل من يقدم الرعاية الصحية للمرضى".  

وأضاف أنه "من المعروف أن فئة المسنين هم الأكثر عرضة للإصابة بمضاعفات خطيرة في حال إصابتهم بالفيروس، ولذلك فهم في أمس الحاجة للقاح وخاصة من يعانون من أمراض مزمنة وهؤلاء هم أول من سيتلقى هذا اللقاح".

وتابع "وبعدها إذا توفرت جرعات أخرى سيعطى للجميع، ولكن يجب أن ننتظر بعض الوقت حتى يصير اللقاح متوفرا في العالم".

وأردف "نحن نعتبر أن سنة 2021 ستشهد تأمين ما يكفي من الجرعات، وهناك شركات أخرى أيضا ستسهم في ذلك، فشركتنا ليست الوحيدة التي ستمتلك لقاحا فعالا، أنا متأكد أن شركات أخرى ستقدم لقاحات فعالة أيضا، وإذا عملنا معا يمكننا أن نضمن توريدا ملائما وسريعا وفعالا للقاح".

ويعمل الدكتور شاهين وفريقه على تطوير اللقاح منذ شهر يناير كانون الثاني، أي منذ انتشاره في مدينة ووهان الصينية، وبمجرد علمهم بخصائص الفيروس التي تجعل منه عرضة لأن يصير جائحة عالمية.

وقررت الشركة أن تبدأ برنامجا للقاح على الفور في نهاية شهر يناير/ كانون الثاني.

وعن سعر اللقاح، الذي تم الإعلان عنه من قبل المسؤولين في فايزر وهو 20 دولارا، قال شاهين إن هذا السعر هو الخاص بالمجال الصناعي في الولايات المتحدة، كما أنه يعتمد على عدد الجرعات التي يتم تأمينها. 

وأوضح أنه حين يتم توفير اللقاح للدول التي تعاني من صعوبات اقتصادية فسوف يتم أخذ ضرورة تخفيض السعر في الاعتبار حتى يتسنى إتاحته في تلك الدول على نطاق واسع.

 

من هو الدكتور أوغور شاهين؟

من أصول متواضعة باعتباره ابن مهاجر تركي يعمل في مصنع فورد في كولونيا، أصبح الرئيس التنفيذي لشركة بيونتك، أوغور شاهين (55 عاما) من بين أغنى 100 ألماني، إلى جانب زوجته وزميلته عضو مجلس الإدارة أوزليم توريتشي (53 عاما) وفقا لما نقلت رويترز عن أسبوعية "فيلت أم سانتاغ" (Welt am Sonntag).

 

وقال تقرير رويترز إن القيمة السوقية لشركة بيونتك المدرجة في بورصة ناسداك، والتي شارك الزوجان في تأسيسها، قد ارتفع إلى 21 مليار دولار اعتبارا من إغلاق يوم الجمعة من 4.6 مليارات دولار قبل عام، مع استعداد الشركة لتأدية دور رئيسي في التحصين الشامل ضد فيروس كورونا.

 

وقال ماتياس كروماير، عضو مجلس إدارة شركة رأس المال الاستثماري "ميغ آغ" (MIG AG)، التي دعمت صناديقها شركة بيونتك منذ إنشائها في عام 2008، متحدثا عن شاهين "على الرغم من إنجازاته، لم يتغير أبدا من كونه متواضعا وأنيقا بشكل لا يصدق".

 

وأضاف أن شاهين عادة ما يسير في اجتماعات العمل، وهو يرتدي الجينز، ويحمل معه خوذة الدراجة المميزة وحقيبة الظهر.

 

سعى شاهين بإصرار لتحقيق حلم طفولته في دراسة الطب ليصبح طبيبا، وعمل في المستشفيات التعليمية في كولونيا، ومدينة هومبورغ الجنوبية الغربية، حيث التقى بتوريتشي خلال مسيرته الأكاديمية المبكرة، وأصبح البحث الطبي وعلم الأورام شغفا مشتركا لهما.

 

وقالت توريتشي، وهي ابنة طبيب تركي هاجر إلى ألمانيا، في مقابلة إعلامية إنه حتى في يوم زفافهما، خصص كلاهما وقتا للعمل في المختبر.

 

في 2001 أسسا شركة "غانيمد فارماكيوتيكالز" (Ganymed Pharmaceuticals) لتطوير أجسام مضادة لمكافحة السرطان؛ لكن شاهين -الذي كان حينها أستاذا في جامعة ماينز- لم يتخل أبدا عن البحث الأكاديمي والتعليم.

تم بيع هذا المشروع لشركة "أستيلاس" (Astellas) اليابانية في 2016 مقابل 1.4 مليار دولار. بحلول ذلك الوقت، كان الفريق الذي يقف وراء غانيمد منشغلا بالفعل ببناء بيونتك، التي تأسست في 2008، لمتابعة مجموعة أوسع بكثير من أدوات العلاج المناعي للسرطان.

وأخذت قصة بيونتك منعطفا عندما صادف شاهين في يناير/كانون الثاني ورقة علمية عن تفشي فيروس كورونا الجديد في مدينة ووهان الصينية. ثم قامت شركة بيونتك بسرعة بتعيين حوالي 500 موظف للعمل على عدة مركبات محتملة، وفازت بعملاق الأدوية "فايزر" وشركة الأدوية الصينية "فوسن" (Fosun) كشريكين في مارس/آذار.

وقال ماتياس ثيوبالد، أستاذ علم الأورام بجامعة ماينز، والذي عمل مع شاهين لمدة 20 عاما، إن ميله نحو التقليل من شأنه يتناقض مع طموح لا هوادة فيه لتحويل الطب، يتجلى في قفزة الإيمان إلى لقاح كوفيد-19.

وأضاف "إنه شخص متواضع للغاية. المظاهر تعني القليل بالنسبة له؛ لكنه يريد إنشاء الهياكل التي تسمح له بتحقيق رؤاه، وهذا هو المكان الذي تكون فيه التطلعات بعيدة كل البعد عن التواضع".