فلسطين أون لاين

في الذكرى الثانية لاستشهاده

نور الدين بركة.. القسامي الذي قاد عملية حدّ السيف

...
صورة أرشيفية
غزة/ نور الدين صالح

توافق اليوم الذكرى الثانية لاستشهاد القائد في كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس نور الدين بركة، الذي قاد عملية "حد السيف" لإفشال تسلل وحدة إسرائيلية خاصة إلى قطاع غزة قبل عامين.

ففي 11 نوفمبر/ تشرين ثانٍ عام 2018، حاولت قوة إسرائيلية خاصة مُستخدمة مركبة مدنية، التسلل إلى قطاع غزة في المناطق الشرقية من خان يونس، قبل أن تكشفها قوة قسامية يقودها "بركة".

وبعدما شكّ "بركة" في ادعاءات أفراد القوة الذين انتحلوا هوية أشخاص فلسطينيين، دار اشتباك بينها وبين عناصر القسام، استدعى تدخل الطيران الحربي الإسرائيلي لتشكيل غطاءٍ ناريٍ يسمح للقوة بالفرار عبر طائرة مروحية عسكرية، ما أدى استشهاده برفقة 6 من القسام، وقائد القوة.

وولد الشهيد بركة في مدينة خان يونس عام 1980، وهو متزوّج وأب لستة أطفال وعاش كأنه كتابٌ مُغلق، لا أحد يعلم عن عمله شيئًا، ولا يفشي سرّه إلى أحد- وفق مقربين منه-، لكن بعد استشهاده بدأ جزء من سيرته الحياتية والجهادية يتكشّف للنور.

درسَ المرحلة الابتدائية في مدرسة بني سهيلا، وأكمل المرحلة الإعدادية بمدرسة البكرية ثمَّ المرحلة الثانوية بمدرسة المتنبي قبل أن يلتحقَ بالجامعة الإسلامية بغزة لدراسة الشريعة الإسلامية وحصلَ منها على درجة الماجستير في الفقهِ المقارن في رسالة عنوانها: "الإهمال في العمل الجهادي: دراسةٌ مقارنة".

التحق "بركة" في صفوف كتائب القسام مطلع 2003، بعدما خاض العديد من الدورات العسكرية، وتدرج في رتبه العسكرية من جندي مقاتل، إلى قائد مجموعة قسامية بعد ذلك، وبعدها قائد فصيل قسامي، ثم قائد سرية قسامية من المجاهدين عام 2007م، إلى أن انتهى به الحال لتقلده منصب نائب قائد كتيبة قسامية حتى استشهاده.

وخلال دراسته في الجامعة عام 2002؛ اعتُقل نور الدين بركة من مخابرات الاحتلال التي حولته لمركز تحقيق عسقلان فمكثَ فيه شهرين ووجهت له العديد من التهم بما في ذلك "الانتماء لكتائب عز الدين القسام". حُوِّل للاعتقال الإداري 4 شهور ثم أُطلق سراحه فيما بعد.

أصبحَ بركة في وقتٍ ما إمامًا في مساجد محافظة خانيونس؛ ثم التحقَ فيما بعد بكتائب القسام قبل أن يصعدَ تدريجيًا ليصبح قائدًا ميدانيًا، قاد العديد من عمليات المقاومة متصديًا لاجتياحات جيش الاحتلال وحروبه العدوانية الثلاث على القطاع بين عامي 2008 و‌2014.

وخلال عمله معَ الكتائب؛ تولى نور الدين إمارة "وحدة الاستشهادين" في المنطقة الشرقية حيثُ كان يُرابط برفقةِ عدد من القسَّاميين في الخطوط المتقدمة للتربص بالقوات الإسرائيلية الخاصة. وفي عام 2008 أصيب بركة بجراحٍ متوسطة خلال تصديه برفقة عددٍ من المقاومين للقوات الخاصة بمنطقة الزنة شرق خانيونس.

و عدّ الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم، استشهاد القائد بركة "حلقة في سلسلة متواصلة من تضحيات شعبنا الفلسطيني في نضاله لانتزاع حقوقه من الاحتلال الصهيوني".

وقال قاسم في تصريح لصحيفة "فلسطين": "استشهاد بركة شكّل مثالًا حيًا على تقدم قيادة المقاومة لصفوف القتال ضد الاحتلال وأنهم في مقدمة من يضحون في ميدان المعركة".

وأضاف: "بقدر حجم الجريمة التي مثلها اغتيال نور الدين بركة كان حجم البطولة التي سطرتها المقاومة حينما ردت على هذه الجريمة بكل قوة وجرأة".

وشدد قاسم على أن "كتائب القسام رغم خسارتها للقائد نور بركة، إلا أن لديها القدرة الكاملة على إكمال المسيرة ومواصلة الإعداد والمقاومة حتى استكمال طريق الحرية".