قائمة الموقع

بلال مطر.. "بالتهريج" يسرق قلوب الأطفال

2020-11-11T09:05:00+02:00

"فاكهة البيت" هكذا كان يطلق على بلال في مرحلة طفولته، حيث كانت الضحكة لا تفارق وجنتيه، فيضحك ويُضحك من حوله، حتى بات حينها يوصف بـ"أصغر مهرج" لإسعاد الأطفال.

بلال مطر (22 عامًا)، من مدينة غزة، أدى دور المهرج أول مرة في حياته عندما كان يبلغ 12 عاما من عمره، أمام ابن جيرانه الذي لا يكف عن الصراخ والبكاء وكان عمره لا يتجاوز أربعة أعوام.

جاء اليوم الذي يخرج فيه علبة الألوان المائية من دولابه الصغير، فأخذ الريشة وبدأ بتلوين وجهه ولكنه لم يجد قميصًا ملونًا بألوان البهجة والفرح، أو حتى ذلك الأنف الدائري الأحمر، فاكتفى بذلك وأدى حركات أسكتت الطفل عن بكائه.

آمنت والدته وأخوه الكبير بموهبته الكوميدية، ليبحث عن جهة تنمي موهبته ويتمكن من ممارستها، فأشركه مع فرقة ترفيهية تقدم عروض تهريج للأطفال، ورافقهم في أول عرض في رياض للأطفال وهو مرتدٍ ما يحلم به "زي المهرج".

ورغم صغر أعمار الأطفال الذين يقدم أمامهم العرض فإن التوتر والخوف كادا يتملكانه، وبعد أول حركتين إلى ثلاث حركات مرتجفة بدأ يزيل ذلك الحاجز، ويؤدي العرض بسلاسة، ليضحك والأطفال من أعماق قلوبهم.

لعلك عزيزي القارئ تضحك من فكرة طفل مهرج يضحك طفلا آخر، والفارق بينهما أعوام بسيطة في العمر، لكنها الموهبة والإيمان بها، وعن ذلك يقول بلال: "صغر عمري لم يمنعني وقتها من التعلم والتدريب عن طريق موقع اليوتيوب والانترنت، وصديق أخي الذي يمتلك خبرة سابقة في المجال بتعليمي كيفية دخول المهرج والنغمات، وبعض الأساليب".

ويرى أن زي المهرج وما يحمله من ألوان مبهجة كفيل أن يزيل عنه الخوف والتوتر في المرات التي تبعت المرة الأولى، "كان الأمر يحمل الفرح والخوف في آن واحد، حيث كنت انتظر اليوم الذي أظهر فيه أمام الأطفال للتهريج، ولكن الخوف لم يتركني إلا بعد الظهور أمامهم".

ويستذكر بلال أنه خلال فترة دراسته في المدرسة، كان يعود إلى البيت لينهي واجباته المدرسية ومراجعته، ليجلس يتابع على الانترنت الفيديوهات لتعلم حركات جديدة.

اهتمامه بموهبته في صغره جعله عضوًا في فرق ترفيهية متعددة، فكبر وبات "يسرق قلوب الأطفال "حركاته وأسلوبه، ويسعى جاهدًا ليزيد معرفته ويبتكر أساليب جديدة يكون لها الأثر الفعال على الأطفال بطريقة جذابة وخيالية.

لم يخلُ مشوار مطر من الشخصيات التي تبث اليأس، والسلبية التي لم يلتفت إليها حتى لا توقفه في منتصف الطريق، واستثمر فترة الحجر المنزلي في ممارسة الحركات الصامتة الخاصة بالتهريج أمام عائلته حتى لا يعتليه الجمود حين العودة إلى العروض الترفيهية.

التحق بلال في اختصاص الصحافة والإعلام، وبعد عام لم يتمكن من إكمال دراسته الجامعية بسبب ظروف اقتصادية، ولكنه يحلم بأن يدرس التهريج، "في الغرب مهنة المهرج عن مجال مستقل بذاته يدرس ويعلم، ويحتاج لشخص لديه القدرة على التعامل مع الأطفال بمختلف مزاجاتهم، وابتكار وسائل مؤثرة في التعامل معهم للتأثير فيهم"، وهو ما يختم به حديثه.

اخبار ذات صلة