فلسطين أون لاين

خاص "فلسطين" تكشف تفاصيل المخطط الاستيطاني الجديد في مركز "شرقي القدس"

...
صورة أرشيفية
القدس المحتلة-غزة/ نور الدين صالح

كشف مدير دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية خليل التفكجي خلال حديثه مع صحيفة "فلسطين"، عن تفاصيل المخطط الاستيطاني الذي تنوي اللجنة اللوائية الإسرائيلية تنفيذه في مركز مدينة شرقي القدس، ويمتد لسنوات طويلة قادمة.

وأوضح التفكجي خلال حديث خاص مع صحيفة "فلسطين" أن المقصود بمركز المدينة هو الذي يضم الأبنية التاريخية القديمة، حيث يريد الاحتلال بهذا المخطط تغيير حركة سير المواطنين وخط المُشاة الخاص بهم.

وأشار إلى أن هذه المنطقة "أثرية" ولا يُمكن البناء فيها مُطلقاً إلا بإذن خاص من سلطات الاحتلال، حيث بدأ ظهورها في نهاية القرن التاسع عشر واستمرت في الفترة الأردنية، وبقيت في حدود بلدية القدس الأردنية.

تفاصيل المخطط

وبحسب التفكجي، فإن سلطات الاحتلال تريد من خلال هذا المخطط المحافظة على وجود الأبنية القديمة التاريخية، بالإضافة إلى إحداث بعض التغييرات المتعلقة بخط سير المُشاة، نافياً وجود تدمير لـ 200 منشأة ضمن الخطة.

وذكر أن المخطط الذي أُطلق عليه "مشروع مركز شرق المدينة" يبدأ من شارع المصرارة على الشارع رقم واحد مرورا بشوارع السلطان سليمان وصلاح الدين والزهراء والأصفهاني والرشيد وشارع عثمان بن عفان في واد الجوز وصولا إلى منطقة الشيخ جراح وفندق "الأمريكان كولوني" وامتداداً على الشارع رقم واحد الفاصل بين شطري المدينة الشرقي والغربي.

وبيّن التفكجي أن هذا المخطط ستكون له انعكاسات سلبية على التُجار كون هذه المنطقة تُعد منطقة تجارية وتكثر فيها المحلات.

وأفاد أن التجار الموجودين في تلك المنطقة شكّلوا لجنة للدفاع والاعتراض على تنفيذ المخطط الإسرائيلي المنوي تنفيذه.

وكانت سلطات الاحتلال وضعت في الأيام الأخيرة العشرات من الإشارات الخضراء على أعمدة الإنارة في المنطقة ذاتها التي سيشملها المخطط لتعطي السكان فرصة الاعتراض على المشروع.

حق الاعتراض

وكانت ما تُسمى اللجنة اللوائية الإسرائيلية قد منحت السكان فرصة حق الاعتراض على المشروع حتى الثالث والعشرين من شهر كانون الأول/ ديسمبر المقبل.

وقال التفكجي إن القانون الإسرائيلي ينص على أنه بعد الإعلان عن المخطط يتم تخصيص 60 يوماً لتقديم الاعتراضات، ثم بعد ذلك تجتمع لجنة مرة أخرى مرة أخرى لمناقشة الاعتراضات المُقدمة لها.

وأشار إلى أنه "ليس شرطاً أن تُؤخذ تلك الاعتراضات بعين الاعتبار، فقد يتعامل معها الاحتلال في بعض الأوقات وأخرى لا"، لافتاً إلى أنه يُعاد نشر المخطط مرة أخرى وتُمنح فرصة أخرى لمدة 15 يوماً.

وحول المخطط المُعلن، أفاد التفكجي، أن هذه المنطقة تُعد جزءاً من الحوض المقدس لسلطات الاحتلال، لذلك يزعمون أنهم يريدون الحفاظ على الآثار التاريخية.

وأكد أن الاحتلال يريد تنفيذ سياسته بشتى السبل من أجل دمج شرقي القدس المحتلة مع غربها، "وهو ما يعني أن الاستجابة للاعتراضات باتت وفق مصالحه، كما يتحدث قانونهم الخاص".

شبكة مواصلات

في السياق ذاته عرضت وزيرة المواصلات في حكومة الاحتلال، ميري ريغيف، أمس، خطّة استراتيجيّة بعيدة المدى لشبكة مواصلات جديدة تربط بين المستوطنات في الضفة الغربيّة المحتلة.

وتتضمّن الخطّة مخطّطات للعشرين عامًا المقبلة، وتشمل شوارع التفافية تصل بين المستوطنات وشوارع أفقية وعموديّة جديدة.

وعلّق التفكجي على هذا المشروع، أنه "مخطط قديم جديد"، مشيراً إلى أنه صدر في عام 1983 أمر عسكري رقم (50) خاص بالطرق، يهدف لشق طرق طولية وعرضية لتقسيم الضفة الغربية إلى مربعات.

وبيّن أن جزءا كبيرا من الشوارع المُعلن عنها في المخطط، تم تنفيذها بعد توقيع اتفاقية "أوسلو" بين السلطة والاحتلال، ضمن ما تُسمى خطة "إعادة الانتشار".

وتضمّ الخطة مشاريع جديدة، منها شارع جديد يحمل رقم 80 سيحوي مقاطع من شوارع قائمة الآن سيصار إلى تطويرها وأخرى جديدة، إضافة إلى شوارع جديدة للربط بين شارعي 80 و90، كما ستضمّ الخطّة شوارع التفافيّة جديدة، ستسمّى "التفافي حوارة" و"التفافي بيت أمّر" و"التفافي العروب"، إضافة إلى تطوير وتوسيع شارع 55 من شارع 6 حتى شارع 60.

وسيقام شارع جديد يصل حاجز قلنديا بمدينة القدس، وتوسعة شارع 437 في منطقة حاجز حزما وشارع 375 من مستوطنة تسور هداسا في القدس وحتى مفرق حوسان، وتوسعة شارع 446 بين مستوطنتي شيلات وموديعين، إضافة إلى توسعة شارع 505 بين مستوطني تبواح وأرئيل.

وذكر التفكجي، أن جزءاً من هذه الشوارع تم توسيعها فعلياً على أرض الواقع، في حين يتم توسيع بعض الشوارع الأخرى، مؤكداً أن هدف الاحتلال هو السيطرة على التجمعات الفلسطينية وعدم إقامة دولة فلسطينية ذات تواصل جغرافي.

وأوضح أن (إسرائيل) تحاول تسويق نفسها أنها تنتهج طرقا قانونية في التعامل مع المخططات الاستيطانية، لكنها في حقيقة الأمر تبدأ في تنفيذ مشاريعها ثم تُعلن عن ذلك فيما بعد.

وحول مصير ملف الاستيطان بعد فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن، قال التفكجي، إن (إسرائيل) لديها برنامج استيطاني في الضفة الغربية تسعى لتنفيذه بالكامل.

وأشار إلى أن هذا البرنامج الاستيطاني يزداد أو يتناقص وفق الإدارات الأمريكية والوضع العام القائم، مبيّناً أنها ازدادت في عهد الرئيس دونالد ترامب.

وتوّقع أن يتم تجميد الاستيطان في الضفة الغربية بشكل مؤقت وليس إلغاء بالكامل، وذلك نتيجة لممارسة بعض الضغوط على بايدن، منبّهاً إلى أن جميع الإدارات الامريكية تدعم الاستيطان في الضفة.

وتنتهج (اسرائيل) منذ اللحظات الأولى لاحتلالها القدس عام 1967، سياسة عدوانية عنصرية تجاه الفلسطينيين المقدسيين؛ بهدف إحكام السيطرة على مدينة القدس وتهويدها وتضييق الخناق على سكانها الأصليين؛ وذلك من خلال سلسلة من القرارات والإجراءات التعسفية والتي طالت جميع جوانب حياة المقدسيين اليومية.