يستهدف الاحتلال الإسرائيلي النساء بالضفة الغربية، خاصة الناشطات في مجالات الطلبة والأسرى والصحفيات، بالاعتقال المتكرر ودون تهمة محددة، وهو أمر فسرته محررتان أنه يهدف إلى ترهيب الشارع الفلسطيني وتثبيط أي نشاط قد تقوم به النساء لصالح القضية الفلسطينية.
وكان الاحتلال الإسرائيلي أعاد مساء أول من أمس اعتقال الصحفية بشرى الطويل، على حاجز عسكري قرب نابلس. وتعرضت الطويل للاعتقال مرات عدة لدى قوات الاحتلال، فضلاً عن التنكيل والضرب خلال السنوات الماضية ومنعها التغطية الإعلامية.
المحررة بيان فرعون أكدت أن الاحتلال الإسرائيلي لا يبحث عن سبب لاعتقال أي امرأة فلسطينية فهو في سياق احتلاله لشعبنا يعتقل ويبطش بمن يريد، وقالت: "الاحتلال يشن حملات اعتقالات عشوائية تطال النساء والرجال على حد سواء وتلقي بهم تحت بند الاعتقال الإداري".
وأضافت فرعون لصحيفة "فلسطين": "اعتقال الناشطات والصحفيات يهدف لتغييبهن عن الساحة وتذكيرهن بأن الاحتلال موجود يراقبهن، والهدف منه ترهيبهن وتخويفهن".
وأشارت إلى أن الاعتقال تجربة صعبة تجعل من السيدة تخشى تكراره ثانية، قائلة: "عند التعرض لاحتمالية الاعتقال مجدداً تسترجع السيدة شريط ذكريات الاعتقال المليئة بالمرارة والقهر والوجع والبعد عن الأهل".
وأضافت فرعون: "صعوبة تجربة الأسر تجعل الأسيرة المحررة على أعصابها خشية تكرار التجربة ما يربك مخططات حياتها في أي لحظة"، مشيرة إلى أنها تظل في ترقب لإمكان تكرار عملية الاعتقال مجدداً بأي لحظة.
وأشارت إلى أن أوضاع الاعتقال ازدادت سوءاً في ظل انتشار "جائحة كورونا" حيث انقطعت زيارات الأهل والاتصالات معهم ما جعل الأسيرات في قلق على وضع أهاليهن بالخارج.
وتابعت: "وهو ما زاد أمور الاعتقال سوءاً حيث تعاني الأسيرات بالداخل سوء الطعام والمماطلة في مواعيد المستشفيات والإهمال الطبي خاصة للأسيرات المريضات كإسراء جعابيص".
بدورها بينت الكاتبة المحررة لمى خاطر أنه من الملاحظ خلال الأعوام القليلة الماضية قد صعد الاحتلال من انتهاكاته بحق النساء الفلسطينيات بالضفة.
وقالت خاطر لصحيفة "فلسطين": "في الماضي كان يقتصر الاعتقال على النساء الناشطات في المجال العسكري والمالي والتنظيمي بينما أصبح يطال الآن إعلاميات يعملن في خدمة الأسرى وقضاياهم".
وتابعت: "كما يطال طالبات الجامعات خاصة من الأطر الطلابية من الكتلة الإسلامية "التابعة لـ"حماس" والقطب الديمقراطي "التابع للجبهة الشعبية" على خلفية نشاطهن الطلابي وإنْ كن لا يمارسن أي نشاط تنظيمي خارج الجامعة".
وأشارت خاطر إلى أنه يتم اعتقال الناشطات في المجال الطلابي بتهمة "العضوية في تنظيم محظور"، ويتم اعتقالهن لفترات طويلة ويحاكمن بنفس المعايير التي يحاكم وفقها الرجال.
وأكدت أن الاحتلال يرسل عملياً رسائل لهؤلاء الأسيرات ولمحيطهن المجتمعي وللشارع الفلسطيني بأن النساء لسن خطا أحمر وأنه قد يعتقلهن ويحقق معهن ويحكم عليهن بأحكام عالية مثل الرجال.
وشددت خاطر على أن الهدف من تلك الإجراءات خلق حالة من الردع في الشارع الفلسطيني في الضفة ليظل خاملاً وفي حالة استنزاف دائم وخوف من أي نشاط ضد الاحتلال.