فلسطين أون لاين

تقرير ناشط: الاحتلال كثَّف استهداف "الأغوار" مستغلاً الانشغال بالانتخابات الأمريكية

...
صورة أرشيفية
الأغوار-غزة/ فاطمة الزهراء العويني

أكد ناشط في شؤون الاستيطان أن الاحتلال الإسرائيلي كثف من استهدافه للأغوار الشمالية في الضفة الغربية المحتلة، مستغلاً انشغال العالم في إجراء الانتخابات الأمريكية.

وقال حمزة زبيدات لـ"فلسطين": "إن قضية الأغوار عادت للطفو على السطح مجددًا، بعد الاهتمام العربي والدولي بهدم الاحتلال مؤخراً لخربة "حمصة الفوقا" بالكامل"، مبينًا أن ذلك لا يعني أن عمليات الهدم والتجريف توقفت يوماً في المنطقة.

والأسبوع الماضي، دمرت جرافات الاحتلال 11 منزلًا في "خربة حمصة الفوقا" يعيش فيها 73 شخصًا، بمن فيهم 41 طفلًا.

ولفت زبيدات إلى أن الاحتلال يستهدف بشكل أكبر "الأغوار الشمالية" بسبب قلة الكثافة السكانية فيها وتباعد البيوت بشكل كبير.

وأضاف: "ففي قرية الجفتلك – مثلاً- يهدم الاحتلال البيوت ويقتلع الأشجار يومياً، وها هو اليوم يحفر بئراً للمياه لخدمة البؤر الاستيطانية جنوب الأغوار بالقرب من أريحا".

وتابع: "فسيطرة الاحتلال على هذه المنطقة تضمن له السيطرة على سهل البقيعة الواسع جداً، وهو الأمر الذي يسعى له منذ سنوات، كما يسعى في الوقت ذاته للسيطرة على أراضي سهل عاطوف".

وبين أن دبابات الاحتلال تقتحم يوميا الأراضي في عاطوف وتدمر المحاصيل وشبكات المياه خاصة عند اقتراب فصل الشتاء من كل عام.

وأشار إلى أن هدف الاحتلال النهائي بالأغوار، هو بناء تجمع استيطاني كبير جدا أعلن عنه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مسبقاً (سيتكون من ثلاث مستوطنات تم بناء واحدة منها) ومضاعفة عدد المستوطنين فيها.

ولفت إلى أن المستوطنين بغطاء من جيش الاحتلال و"الإدارة المدنية" يسيِّجون أراضيَ محيطة بخربة "حمصة الفوقا"، بهدف منع الفلسطينيين من الوصول لها، ومن ثم تحويلها لبؤر استيطانية لاحقاً.

وأكد الناشط في شئون الاستيطان، أن استهداف الاحتلال الأغوارَ سبق الإعلان عن "خطة الضم لأراضي من الضفة لـ(إسرائيل)" لكنه تضاعف بعد الإعلان، في محاولة لسرقة ما تبقى منها من أراضٍ، حيث إنها تخضع فعلياً الآن بكاملها للسيادة الإسرائيلية.

وبين زبيدات أن (إسرائيل) تسعى لأن تكون الأغوار بكاملها تحت سيادتها في أي اتفاق سياسي لاحق، فهي تقوم بإتمام الضم فعلياً على الأرض بنهب مساحات كبيرة منها وترك الفلسطينيين في بؤر معزولة عن بعضهم.

ونبه إلى أن الاحتلال يمنع الفلسطينيين في الأغوار من الوصول للمياه للزراعة والشرب من خلال تدمير الآبار ومصادرة شبكات المياه خاصة في الأغوار الشمالية بجانب "تسييج" أراضٍ وضمها له.

وذكر أن جيش الاحتلال "يستخدم الأراضي كمناطق تدريب عسكري ويطلق النار ما يؤدي لتشريد السكان واستشهاد عدد منهم بسبب مخلفات تلك التدريبات، مشيرًا إلى أن الاحتلال سلم مؤخراً إخطارات شفوية لسكان "حمامات المالح" لإخلائها والابتعاد عنها عدة كيلومترات لأنه سيجري تدريبات عسكرية في المنطقة.

وأكد زبيدات أن كل تلك الإجراءات هدفها زيادة الضغط على السكان وفرض حياة غير مستقرة عليهم وعدم تمكينهم من زراعة الأرض وإقامة مساكن دائمة والبقاء في خيام يمكن التحكم فيها وإزالتها في أي وقت.

وشدد على أن ما حدث في خربة "حمصة الفوقا" مؤخراً خطر جدًا، حيث إنه شمل هدم التجمع بشكل كامل في استغلال لفترة الانتخابات الأمريكية، مشيراً إلى أن الاحتلال لم يتوقع ردود الفعل الدولية الرافضة لهذا التهجير.