فلسطين أون لاين

بين الانتخابات الأمريكية والمصالحة الفلسطينية

تابع الفلسطينيون الانتخابات الأمريكية كغيرهم من سكان هذا الكوكب بترقب وعين ناقدة، لكن الغريب في الأمر أن السلطة الفلسطينية لم تملك مشاعرها بل لم تصبر حتى ظهور النتائج حتى تعلن رغبتها بفوز جو بايدن ممثل الحزب الديمقراطي مقابل دونالد ترامب ممثل الجمهوريين.

وكأننا لم نتعلم أو نأخذ العبرة من الإدارات الأمريكية المتعاقبة التي اتفقت جميعها على دعم دولة الاحتلال اللامحدود بالمال والسلاح والسياسة مقابل سرقة حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة والتي وقعت عليها دول العالم بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية.

بايدن عمل نائبًا للرئيس الأمريكي الديمقراطي الأسبق أوباما وزار دولة الاحتلال أكثر من مرة بل دعم العدوان الصهيوني البربري على شعبنا، وأيد دولة الاحتلال في سرقة الأراضي الفلسطينية وقتل أصحابها، حتى خرج نتنياهو ليرحب بفوز بايدن ويعتبره صديقًا حميمًا لدولة الاحتلال على مدار أربعين عامًا.

المشكلة تكمن في القيادة الفلسطينية التي لم تتعلم أو تأخذ العبرة وتحاول في كل مرة أن تعطي مزيدًا من الأمل الكاذب والخادع لشعبنا أن هذه الإدارة يمكن لها أن تضغط على دولة الاحتلال لإعطاء الفلسطينيين بعض حقوقهم.

أقول إن كلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري يوجه لكمات قاسية لشعبنا الفلسطيني لكن الفارق أن الديمقراطيين يحملون قفازات ناعمة، أما الجمهوريون فيحملون قفازات خشنة، فهما وجهان لعملة واحدة.

وخروجًا من هذا الجدل لا بد لقيادة حركة فتح التي تقود السلطة الفلسطينية أن تكون جادة في تحقيق المصالحة الوطنية للخروج من حالة الانقسام الطويلة والذهاب لتشكيل حكومة وحدة وطنية تهيئ الأجواء لإجراء انتخابات فلسطينية شاملة للمجلس الوطني والرئاسة والمجلس التشريعي لتجديد الشرعيات المنتهية والتي مل شعبنا منها لأنها لم تعد تمثل طموح ومطالب مواطنينا، ومن ثم البدء في برنامج مقاومة شامل لكل فصائل العمل الوطني الفلسطيني لتصويب الأخطاء التاريخية التي ارتكبتها فئة من أبناء شعبنا عندما وثقت بالإدارة الأمريكية ومنحتها صفة الراعي لعملية السلام المزعوم.

فلم يعد هناك مزيد من الوقت نضيعه في مراهنات خاسرة على إدارات أمريكية متعاقبة، في حين تلتهم دولة الاحتلال مزيدًا من الأراضي المحتلة، وتعمل على تهويد مدينة القدس، وتقتل الفلسطينيين يوميًا على الحواجز الصهيونية دون رادع.