فلسطين أون لاين

تقرير الفلتان الأمني بمخيمات الضفة الغربية.. السلطة غائبة وسلاح "التنظيم" يعربد

...
صورة أرشيفية
نابلس-غزة/ محمد أبو شحمة:

على مدار الأيام الماضية لم يهدأ مخيما الأمعري وبلاطة في الضفة الغربية المحتلة، حيث ينتشر مسلحون ويطلقون النار فضلا عن تسجيل مواجهات بين مواطنين وأجهزة أمن السلطة، إثر مقتل أحد الكوادر التنظيمية المحسوبة على "التيار الإصلاحي" في حركة فتح.

ووفقًا لمتابعة الأحداث الجارية في مخيمي الأمعري وبلاطة، فلم يبقَ لأجهزة أمن السلطة أي سيطرة على المخيمين، حيث يسود سلاح العائلات وتنظيم حركة "فتح"، وهو ما يهدد النسيج الاجتماعي، بحسب مراقبين.

كانت شرارة الأحداث في مخيم بلاطة اشتعلت حين قتل الشاب حاتم أبو رزق، متأثرًا بإصابته الخطيرة جراء اشتباك مسلَّح وقع في المخيم يوم السبت، في حين اندلعت مساء مواجهات عنيفة بين عشرات الشبان والأجهزة الأمنية على مدخل مخيم الأمعري وسط مدينة رام الله.

ويعد مخيم بلاطة من أكبر مخيمات الضفة الغربية من حيث عدد السكان الذين تجاوز عددهم 23,000 لاجئ مسجل لدى وكالة "الأونروا"، وتبلغ مساحته 252 دونم، وهو يقع ضمن حدود مدينة نابلس.

كما يقع مخيم الأمعري على بعد كيلومترين جنوب مدينة البيرة في وسط الضفة الغربية، ويبلغ عدد سكانه 10,377 لاجئ مسجل لدى "الأونروا".

الخبير العسكري والأمني، يوسف الشرقاوي، أكد أن سلاح التنظيم والعائلات مسيطر بشكل كبير في مخيمات الضفة الغربية، لذا تغيب السيطرة الأمنية لأجهزة السلطة عن تلك المناطق.

وقال الشرقاوي لصحيفة فلسطين: "السلاح المسيطر في المخيمات يعود للحزب الحاكم (حركة فتح) فهم من يجلبون الأسلحة بكل سهولة، ويفعلون ما يريدون في المخيمات وغيرها، وبسط السيطرة على الاقتصاد إلى جانب الأمن".

وأضاف الشرقاوي: "السلطة وأجهزتها الأمنية فشلت في إعداد خطة أمنية مهنية لنشر الأمن داخل المخيمات التي يسودها الفلتان في الفترة الأخيرة بسبب انتشار السلاح بشكل كثيف، وسيطرة التنظيم والعائلة".

وأشار إلى أن مشروع السلطة في الضفة الغربية، بما يشمل الصحة والتعليم والقضاء والأمن "فشل ولم تحقق فيه أية نتائج"، بزعم وجود الاحتلال.

ولا يستبعد الخبير العسكري والأمني أن تشهد مخيمات الضفة الغربية مزيداً من القتال الشرس خلال الفترة القادمة، خاصة في ظل عدم قدرة أجهزة أمن السلطة على فرض هيبتها والسيطرة، واعتقال الخارجين عن القانون.

"خارج السيطرة"

مصدر من مخيم بلاطة في نابلس، أكد أن الأوضاع الأمنية خارج السيطرة داخل المخيم، حيث لا تزال هناك حالة من الغليان بين صفوف سكانه، مع وجود اتهامات للأجهزة الأمنية بقتل الشاب أبو رزق.

وقال المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه لصحيفة فلسطين: "لم يهدأ مخيم بلاطة، وهناك اشتباكات بالحجارة بين سكان المخيم وأجهزة أمن السلطة، ويحدث بين الفترة والأخرى تبادل لإطلاق النار".

وأضاف المصدر: "مسلحون من حركة فتح هم من يمتلكون السلاح في المخيم، ولا أحد غيرهم يستطيع حمله، ويوجد أيضا عدد من العاملين في الأجهزة الأمنية يطلقون النار ويشاركون في الفلتان".

وأوضح أن ما يحدث "هو ضمن صراع بين مسلحين من داخل حركة فتح أنفسهم، أي من المنتمين لرئيس السلطة محمود عباس، والقيادي (زعيم التيار الإصلاحي) محمد دحلان".

وأشار إلى أن الشاب أبو رزق الذي قتل هو قائد سابق في كتائب شهداء الأقصى، وهو من مؤيدي دحلان، وسبق أن اعتقلته أجهزة أمن السلطة أكثر من مرة.

يشار إلى "اللجنة الشعبية لخدمات مخيم بلاطة" دعت رئيس السلطة محمود عباس إلى التدخل العاجل والفوري لحقن الدماء ووقف الاشتباكات التي قد تطال أرواح الأبرياء في المخيم.

ووصفت اللجنة الشعبية في بيان لها، مخيم بلاطة بأنه "أشبه بساحة حرب واقتتال وفتنة".