قائمة الموقع

التعليم في القدس.. واقع مزري وسيطرة إسرائيلية لِكي عقول الفلسطينيين

2020-11-02T11:12:00+02:00
صورة أرشيفية

أكد مختصان في الشأن المقدسي أن عملية التعليم في القدس تتعرض لتدمير ممنهج من قبل الاحتلال الإسرائيلي، يستهدف كي الوعي للطالب الفلسطيني وتغيير كافة المفاهيم المتعلقة بالثوابت الفلسطينية.

وشددا في أحاديث منفصلة لصحيفة "فلسطين" على أن المنظومة التعليمية في القدس ليست في صالح القضية الفلسطينية وأن الاحتلال نجح حتى الآن في تدمير الكثير من الأجيال في ظل صمت واضح للسلطة الفلسطينية التي لم تقم بدورها تجاه دعم المنظومة التعليمية في المدينة المقدسة.

عضو اللجنة الأهلية للدفاع عن المناهج الفلسطينية في القدس راسم عبيدات قال إن العملية التعليمية في القدس تعيش أخطر مراحلها، بسبب السياسة الممنهجة التي يتبعها الاحتلال من أجل كي الوعي للطالب الفلسطيني وتغيير الكثير من المفاهيم والمعتقدات الثابتة لديه.

وأكد في حديث لـ"فلسطين" أن الاحتلال الإسرائيلي يتعمد عرقلة جميع مناحي الحياة للمقدسين في مدينة القدس، ومنها العملية التعليمية التي تتعرض لتدمير ممنهج، نتيجة قلة الدعم المقدم للمدارس، ومنع إعطاء التراخيص لبناء غرف صفية جديدة وغيرها من الإجراءات.

كما أشار عبيدات إلى أن الاحتلال يعمل على تغيير ملامح العملية التعليمية في القدس؛ بفرض تغيير المنهاج الفلسطيني واستبداله بالإسرائيلي، وإغلاق مقر مديرية التربية والتعليم التابعة للأوقاف الإسلامية العام الماضي.

وأوضح أن القيود الإسرائيلية تسببت في رفع الحاجة إلى الغرف الصفية، حيث تواجه مدارس القدس نقص بواقع (2400) غرفة، وهو ما تسبب في تكدس الطلبة في الصفوف المتوافرة حاليًّا.

وأفاد عبيدات بأن (12%) من مدارس شرقي القدس تدرس المنهاج الاسرائيلي لجميع المراحل، ما يعني استهداف الوعي والهوية الفلسطينية.

ونبه إلى أن السياسات الإسرائيلية تلك تتم في ظل غياب وضعف الميزانية المتوفرة لقطاع التعليم، "فالسلطة الفلسطينية لم تقم ببناء أي مدارس جديدة ولا تتوفر أي ميزانيات تساعد في استقطاب مدرسين جدد للعمل في مدارس القدس".

وذكر أن عدد الطلبة في مدينة القدس يقارب (100) ألف طالب، يدرسون تحت خمس مظلات تعليمية موجودة في المدينة وهي: المدارس التابعة للأوقاف الإسلامية، وكالة الغوث، بلدية القدس ودائرة المعارف الإسرائيلية، المدارس الأهلية والخاصة ومدارس المقاولات والاستثمارات.

منهاج ضعيف وهش

من جانبه، أكد الخبير في شؤون مدينة القدس، جمال عمرو أن الاحتلال الإسرائيلي يركز في الهجوم على المنهاج الفلسطيني بادعاء أنه يتضمن معاني تهاجمه، "وهذا عار عن الصحة فالمنهاج الفلسطيني ضعيف وهش ولا يهدد الاحتلال بأي شكل من الأشكال".

وأكد في حديث لـ"فلسطين" أن معركة التعليم في القدس قوية وشديدة بين الطرف الفلسطيني والاحتلال الإسرائيلي، إلا أن الجهة الفلسطينية هي الجهة الأضعف، فالفلسطينيون حققوا أكبر هزيمة في القدس في ملف التعليم.

ووصف عمرو المنظومة التعليمية في القدس بأنها متفرعة ومتشعبة ولا تخضع لجهة واحدة بل لخمس جهات، أولها المدارس التابعة للأوقاف الإسلامية والتي تعمل في إطار السلطة الفلسطينية، مشيرًا إلى أن الاحتلال أغلق مقر المديرية وأبعد مديرها إلى منزله، كما أن نسبة الطلبة المنضمين لها قليلة للغاية.

وذكر أن المدارس الأخرى أكبر حجمًا واستقطابًا للطلبة وتصرف لها بلدية الاحتلال جميع الإمكانيات والأموال بهدف السيطرة على التعليم والذي يعني السيطرة على عقول الطلبة الفلسطينيين.

وأشار إلى وجود مدارس لها رسائل خاصة بها مثل المدارس التابعة للكنائس وتشكل الطالبات المسلمات (95%) من التشكيلات الصفية، إلا أن إدارة المدرسة لا تسمح لأي طالبة بارتداء أي رمز ديني ومنها الحجاب.

وتحدث عمرو عن "مدارس تبشيرية" لديها تعليم قوي ولكن بعيد عن الثوابت الفلسطينية، "وهذه المدارس تتنافس على تقديم الخدمات التعليمية من جهة، وتفكيك المجتمع المقدسي من جهة أخرى، ليخرج خريجون وخريجات أقوياء على المستوى التعليمي ولكن منسلخين تمامًا لغويًّا عن الدين الإسلامي"، وفق تقديره.

وأردف: "وهناك مدارس الأونروا لوكالة الغوث وهي قلية وعدد الطلبة المنضمين لها قليل للغاية، وتتعرض للقمع والتنكيل ومحاولات إسرائيلية مستمرة لإغلاقها".

ويتوجه العدد الأكبر من الطلبة المقدسيين للدراسة في مدارس المعارف التابعة لبلدية الاحتلال، والتي عدّها عمرو "قلاعًا عسكرية للاحتلال ومجهزة على أعلى المستويات وتصرف عليها ملايين الشواقل ليكون الطلبة بعيدين كل البعد عن قضيتهم ورسالتهم الدينية".

ووصف عمرو الوضع التعليمي في القدس بأنه مزري، حيث نجح الاحتلال بجذب المدرسين الفلسطينيين للتدريس في مدارسه وفقًا لسياساته معتمدًا على الرواتب العالية مقارنة بما يحصل عليها المدرس في المدارس التابعة للجهات الفلسطينية.

وشدد على أن المقدسيين على الرغم من فوزهم في كثير من المعارك مع الاحتلال إلا أنهم خسروا معركة التعليم في القدس التي يتعرض طلبتها لأبشع صور الإساءة في التاريخ من خلال التلاعب بعقولهم وتغير معتقداتهم التي هي أهم ما يمكن الاعتماد عليه في الحرب ضد الاحتلال، كما قال.

اخبار ذات صلة