فلسطين أون لاين

تخفيف "قيود كورونا" لا يعني "اللامبالاة"

...
غزة- مريم الشوبكي:

يعيش قطاع غزة حاليًا مرحلة تخفيف القيود المفروضة على الحركة بسبب جائحة كورونا، باستثناء المناطق المصنفة "حمراء"، وعادت عجلة الحياة للدوران من جديد، مع تشديد وزارتي الصحة والداخلية على ضرورة الالتزام بإجراءات الوقاية والتباعد الاجتماعي لمنع تفشي المرض بوتيرة أسرع.

لكن هذا التخفيف لا يعني اللامبالاة في لبس الكمامة الطبيَّة والتزام مسافة متر بين الأشخاص، وغسيل الأيدي وتعقيمها بالكحول –كما يؤكد خبراء- إذ إن أي استهتار وتراخٍ في تطبيقها من شأنه أن يؤثر سلبا في جهود مكافحة الجائحة.

مدير دائرة التثقيف وتعزيز الصحة في وزارة الصحة بغزة معين الكريري، يقول: "إن مفهوم التعايش الجزئي مع فيروس كورونا هي أن تعود عجلة الحياة للدوران من جديد بمناحيها المختلفة على أن يحافظ المواطن على نفسه وألا يكون بالمطلق بؤرة مرض متحركة يلتقطه ويعاود نشره للآخرين".

ويؤكد الكريري لصحيفة "فلسطين" أن "الحيطة والحذر والالتزام بإجراءات الوقاية هو لصيق لهذا المفهوم".

ويقول: "المواطن وصل إلى مرحلة نسبية من امتصاص الصدمة من هذا المرض، الإعلام أظهر بشكل جيّد خطورة وطبيعة هذا الفيروس، وأصبح لدى الناس ثقافة عالية عن المرض وتطوره في العالم، وبالتّالي التزم في المرحلة الأولى بالمحاذير".

ويتابع الكريري: "من الواضح أن هذا الحذر آخذ بالتراخي، مع اقتراب عام على انتشار الفيروس ما يزال العلماء لم يتعرفوا على الفيروس وانتشاره وتطوره بشكل كامل، ويخضع لدراسات متواصلة، على الرغم من وجود قفزات في توفير أدوية وعلاجات وتطعيمات".

ويحذر من إهمال البعض "لبس الكمامة أو الاكتفاء بوضعها على الفم دون الأنف، أثناء ركوب السيارات أو التسوق في المولات والمحال التجارية الكبرى والمصاعد، وهي من الأماكن التي يجب أن يكون فيها الالتزام حديديًّا".

كما يحذر الكريري من أن التراخي في اتخاذ إجراءات الوقاية يهدد "بتفشي الفيروس بشكل أكبر".

ويشدد على وجوب الالتزام بإجراءات الوقاية من لبس الكمامة الطبية والابتعاد مسافة متر، وغسل اليدين عند الوصول إلى البيت أو مكان العمل، وتجنب الاقتراب من الوجه عند التحدث.

وينبه الكريري إلى ضرورة التشديد في اتخاذ اجراءات الوقاية في ظل العودة إلى المدارس، مع التزام الطلبة بارتداء الكمامة داخل الفصل وساحة المدرسة، وعودة فتح المساجد في القطاع، باستثناء المناطق المصنفة حمراء، يستوجب من المواطنين الالتزام بالكمامة وإجراءات التباعد الاجتماعي أيضا.

ويشير إلى حاجة المجتمع لتبني لثقافة احترام المباعدة كجزء حضاري ووقائي، ويجب أن تكون مسئولية الفرد و رب العمل التذكير بالالتزام بإجراءات الوقاية.

ويشدد على أن الاستهتار هو بعد شخصي، والوقاية ذات بعد مجتمعي، من يستهتر بشخصه يتوقع أنه يهمل ذاته، ولكنه قد يصبح بؤرة خطيرة لنقل المرض لشخص آخر، مشيرا إلى أن80% من الأشخاص لا تظهر عليهم الأعراض وقد يعملون على نقله للآخرين في ضوء عدم التزامهم بإجراءات الوقاية.

ويذكر الكريري أن الإصابات التي تسجل يوميا، لا تعني عدم وجود حالات مصابة أخرى لم تظهر عليهم الأعراض، ويكونوا ناقلين للمرضي ودون أن يعوا ذلك.

"كالنّار في القش"

من جهتها تقول أخصائية التثقيف الصحي بوزارة الصحة بشرى عودة: "قطاع غزة مكون من الأسرة الممتدة فكل أسرة تكون من 30 إلى 40 فردًا ويسكنون في مربع واحد، وهذا يعمل على زيادة الحالات وتفشي بؤر المرض، مما يزيد من أعباء وزارة الصحة".

وتضيف عودة لصحيفة "فلسطين": " في القطاع (ما يزيد عن) مليوني شخص أي بمعدل 5000 شخص في كل كليو متر مربع، وهذا سيزيد عدد الإصابات، ناهيك عن وجود 90 ألف مريض أمراض مزمنة، وبالاستهتار في اتباع اجراءات الوقاية يمكن أن يجعلهم ضحايا لجائحة "كورونا"".

وتحذر من أن الاستهتار بإجراءات الوقاية سيؤدي إلى زيادة أعداد الوفيات، وارتفاع المنحى الوبائي، وتسارع تفشي الفيروس، وبالتالي ستواجه الجهات المختصة صعوبة في السيطرة على المرض.

وتشير عودة إلى أن العالم أجمع يترقب خطورة الفيروس في ظل تفشي الإنفلونزا الموسمية حاليا، وتطبق أعراضها مع أعراض "كوفيد-19"، ومع اغلاق البيوت بسبب برودة الجو وقلة سطوع الشمس يؤثر على تعقيم الأماكن والبيوت، وفق إفادتها.

وتختم حديثها: "الشخص المستهتر يكون فعله الوبائي كالنار في القش، يصعب السيطرة عليها".

وتفرض وزارة الداخلية والأمن الوطني حظر التجوال المسائي يوميا في جميع محافظات قطاع غزة بدءا من الثامنة مساءً، ضمن الإجراءات المتخذة لمواجهة جائحة كورونا.