فلسطين أون لاين

توافق اليوم الذكرى الـ 16 لاندلاع انتفاضة الأقصى

...
صورة أرشيفية
القدس المحتلة / غزة - أحمد المصري

توافق اليوم الأربعاء الذكرى السادسة عشرة لاندلاع انتفاضة الأقصى، (الانتفاضة الثانية) والتي تفجرت في أعقاب اقتحام زعيم حزب الليكود اليميني المتطرف في حينه أرئيل شارون للمسجد الأقصى، مع مجموعة من وزراء حكومة الاحتلال ومسؤوليها.

اقتحام ولد شرارة وصل أثرها إلى كل نقاط الأرض الفلسطينية المحتلة، حيث شهدت ساحات المسجد الأقصى في اليوم ذاته لاقتحام "شارون" مواجهات عنيفة أسفرت عن عدد كبير من الشهداء والجرحى، لتمتد بعده المواجهات لكافة المدن والبلدات الفلسطينية ويعلن عبرها انطلاق انتفاضة الأقصى.

وتميزت الانتفاضة مقارنة بما سبقها من انتفاضات شعبية فلسطينية اشتعلت في وجه الاحتلال، بكثرة المواجهات بداية عبر رشق الحجارة وقنابل المولوتوف، إلى أن تطورت نحو الاشتباكات المسلحة والعمليات الفدائية الاستشهادية وإطلاق الصواريخ والتي ألحقت فصلًا مؤلمًا لدولة الاحتلال لم تعهده في تاريخ الصراع.

وفي ظل اشتعال الانتفاضة أردى الفلسطينيون وعبر عملياتهم الفدائية المختلفة نحو 334 قتيلا من جنود وضباط جيش الاحتلال، و735 قتيلًا من المستوطنين، والآلاف من الجرحى، وذلك وفقًا لتوثيقات جهات ومؤسسات رسمية.

وبعد مرور 16 عامًا على انطلاق هذه الانتفاضة، توقفت فعليًا في 8 من مايو/ أيار خلال (قمة شرم الشيخ) حيث وقع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على اتفاق هدنة رسميًا مع دولة الاحتلال.

ولا تزال مدينة القدس تعيش في ظل إطلالة هذه الذكرى برسم الاقتحام اليومي لمستوطني وجنود الاحتلال للمسجد الأقصى الذي يتعرض إلى مخاطر حقيقية أكبر مما كانت عليه سابقًا، حيث تجري محاولات التقسيم والسيطرة واختلاق الأسباب لإقامة الهيكل المزعوم.

ويقول عضو الهيئة الإسلامية العليا في مدينة القدس، جميل حمامي: إن انتفاضة الأقصى التي انطلقت عام 2000، كانت شرارة شعبية ردًا على تدنيس الأقصى من قبل "شارون"، واعتداءات متصلة من قبل المتطرفين اليهود.

ويؤكد حمامي لـ"فلسطين" أن انتفاضة الأقصى أدت دورًا كبيرًا في ردع الاحتلال ومخططاته في سعيه لتغيير معالم مدينة القدس، والمسجد الأقصى بشكل خاص، عبر الاستيلاء عليه وتحويله لمركز ومعبد يهودي خالص.

ويذكر أن الاحتلال وعبر مؤسسات يهودية بداخله كان يتحدث عن حفريات تجري تحت المسجد الأقصى قبل اندلاع انتفاضة عام 2000، مع وجود اقتحامات قليلة العدد، وهو يحسب حسابا كبيرا لذلك، فيما أنه وبعد توقف انتفاضة الأقصى بات يعلن انتهاكاته وحفرياته ومخططاته لإقامة الهيكل المزعوم والتقسيم المكاني للأقصى بصورة رسمية.

ويلفت حمامي إلى أن الاحتلال يظن ووفقًا لرؤية قاصرة أن سياسة القوة والتنسيق الأمني يمكن أن تحول دون قيام الشعب الفلسطيني بالمطالبة بحقه أو الانتفاض طلبًا لحرية الأقصى والقدس وتخليصهما من الواقع الأليم الذي يعيشان.

ويشدد على أن كافة أسباب ومؤهلات استمرار الانتفاضة الحالية "القدس" أو إيجاد انتفاضات وهبات شعبية جديدة "موجودة بقوة"، مضيفًا: "الاحتلال لا ينفك لحظة عن القيام باعتداءات يومية بحق الأقصى، ولا يتورع عن هدم البيوت وإبعاد المقدسيين، والسيطرة على الأراضي".

"ما زالت مستمرة"

المختص في شأن القدس، وعضو لجنة الدفاع عن أهالي المدينة، مراد أبو شافع، هو الآخر قال: إن كافة الأسباب التي أدت إلى اشتعال انتفاضة الأقصى عام 2000 ما زالت مستمرة، وذلك في الوضع الميداني والسياسي.

ويضيف أبو شافع لـ"فلسطين"، أن الاقتحامات زادت كثافتها، ولم تعد تقتصر على المتطرفين أو المتدينين اليهود، إذ إن مشاركة الأقطاب في العمل السياسي بات ملاحظًا في هذه الاقتحامات، فيما أن الوضع السياسي لوضع حلول للمدينة مغلق تمامًا.

ويرى أن المتطرفين اليهود والمؤسسات التلمودية تقوم بشبه يومي بعمليات اقتحام لساحات المسجد الأقصى، ومحاولة لأداء طقوس داخل الأقصى ذاته، مبينًا أن ذلك هو تكرار لمشاهد اقتحام الأقصى التي جرت من قبل "شارون"، لكن "بصورة أكبر وأخطر".

ويذكر أبو شافع أن الأسباب التي أشعلت انتفاضة الأقصى زادت في عددها واتسعت في خطورتها، وهو ما يؤهل إلى إمكانية وجود انتفاضات متلاحقة على غرار انتفاضة الأقصى والقدس بوجه الاحتلال.

ويلفت إلى أن انتفاضة القدس الجارية، هي "نقطة تحول انتفاضية جديدة في الشارع الفلسطيني"، أوجدتها الاعتداءات الإسرائيلية والاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى، غير أن زخم المشاركة العريضة اتجه بداخلها نحو المشاركة الفردية لأسباب سياسية مختلفة.