فلسطين أون لاين

رسوم التعليم الإلكتروني بين متطلبات رياض الأطفال وتنصل بعض الأهالي

...
صورة أرشيفية
غزة/ فاطمة الزهراء العويني

بعد انقطاع رياض الأطفال عن التدريس بسبب جائحة كورونا وتسجيل إصابات داخل المجتمع بغزة قبل أسابيع، لجأت بعض الرياض إلى تدريس الأطفال إلكترونيًّا لتطالب الأهل بدفع جزء من الرسوم لقاء هذه الخدمة كي تستطيع الاستمرار في عملها ودفع رواتب المعلمات.

وقد أثار هذا الأمر استهجانًا من قبل بعض الأهالي الذين رفضوا التجاوب مع ذلك.

نداء العامودي أم لطفلة بمرحلة التمهيدي عبرت عن استنكارها لطلب روضة ابنتها دفع جزء من الرسوم لقاء الدروس الإلكترونية.

وعن ذلك تقول لـ"فلسطين": "أبذلُ جهدًا كبيرًا في تعليم ابنتي فكيف يطالبونني بدفع رسوم؟!"، مشيرة إلى أنها ستمتنع عن دفع أي رسوم لا تكون مقابل تعليم وجاهي يفيد ابنتها.

في حين كان لديما المغاري رأي آخر، حيث رأت أن من حق "الروضات" طلب جزء من الرسوم لقاء ما تبذله المعلمات من مجهود كبير في التواصل مع الطلبة.

وقالت لـ"فلسطين": "يوميًا ترسل المعلمات لنا فيديوهات مصورة للدروس، وهن يقمن بإعالة أسرهن فليس من المنطق ألا يتعاون معهن أولياء الأمور بدفع جزء بسيط من الرسوم".

مديرة "روضة ميرا النموذجية"، وجدان دياب، أكدت أن الروضة تعتمد في عملها على إنشاء مجموعات "واتس أب" أو "فيسبوك" لكل فصل بحيث يكون هناك تواصل بين المعلمات والأطفال.

وقالت دياب: "بمجرد تعطلنا عن الدوام بسبب كورونا في شهر أغسطس الفائت استمرت المعلمات في التواصل مع الأهالي وتوجيه نصائح ودروس وقصص للطلاب لتشجيعهم على الدراسة".

وأضافت: "بعد أن طالت المدة أصبحت المعلمات يعملن طول الليل على تصوير دروس وبثها للطلاب، فتقديرًا لجهودهن طلبنا من الأهل سداد جزء من الرسوم حتى يستطعن تسيير أمورهن المعيشية وتسديد رسوم الإنترنت في بيوتهن".

وأشارت دياب إلى أن بعض الأهالي استجابوا على عكس الكثيرين بسبب الوضع المادي الصعب وتعطل الآباء عن العمل.

واستدركت بالقول: "لكننا اضطررنا لاستمرار تقديم خدمة التعليم الإلكتروني للجميع سواء دفعوا الرسوم أم لا"، مشيرة إلى أن بعض أولياء الأمور برروا رفضهم دفع الرسوم بأن المجهود في التعليم الإلكتروني يقع غالبًا على الأم.

وبينت أن الروضة دخلت في ضائقة مالية جديدة مما أثر سلبًا على المعلمات اللاتي يعانين وضعًا صعبًا جدًّا، كما أن المكان مستأجر ولم يستطع القائمون دفع الرسوم، قائلة: "كثير من الروضات اضُطرت للإغلاق بسبب عدم القدرة على الاستمرار في ظل عدم وجود موارد مالية".

ونبهت إلى أن "الروضة تعيل أربعين منزلًا بخلاف أسرتي، والجهات المسؤولة بغزة والضفة لم تفعل أي شيء لتعويضنا رغم مناشداتنا، باستثناء مساعدة لمرة واحدة لبعض العاملين في الرياض وليس كلهم".

بدورها، بينت مديرة روضة "يا هلا"، مها نبهان، أن الروضة "لم تلجأ للتعليم الإلكتروني لأنه ليس من السهل بدء العام الدراسي لا يكون فعالا، لأن الطفل لم يكن قد دخل الروضة بعد ولم يتعودها، خاصة أننا في الدوام الوجاهي نبدأ بتدريبات قبل الكتابة وهذه لا يمكن إعطاؤها وجاهيًا".

وأضافت نبهان أن التوقف عن الدراسة وعدم دفع الرسوم سبب أزمة مالية للروضة مما يؤثر على جودة التعليم، مشيرة إلى أن قرار الروضة بخصوص تحصيل الرسوم سيعتمد على المدة النهائية للانقطاع عن الدراسة.