فلسطين أون لاين

على سطح منزل.. "باسل" يعيد الحماس للاعبي "التايكوندو"

...
غزة- مريم الشوبكي:

تدريب التايكوندو "أون لاين" لم يستهوِ باسل أبو شمالة، ولم يجد فيه متعة ولا أثرًا في اللاعب الذي لن يستطيع تطبيق الحركات الجديدة التي يعلمه إياها عن طريق الإنترنت، ولكنه كان يواصل مرغمًا بسبب إغلاق ناديه.
حينما ضربت جائحة "كورونا" عمق قطاع غزة وسجلت إصابات داخل المجتمع في أواخر أغسطس/ آب الماضي، أغلقت معها جميع المحال التجارية والأندية الرياضية أيضًا.
وجد أبو شمالة في عرض والد أحد طلابه باستثمار سطح بيته بديلًا عن صالة النادي لمواصلة تدريبات ابنه والطلاب الآخرين، فرصة تشبث بها كي يعيد اللياقة والحماس للاعبين، ويحافظ على الشغف متقدا فيهم اتجاه التايكوندو.
المدرب أبو شمالة من محافظة خان يونس حاصل على بكالوريوس تربية رياضية، منذ 2004 عمل مدربًا للفنون القتالية، ومن ثم تخصص مدربًا لرياضة التايكوندو في العام ذاته.
إغلاق الأندية الرياضية كان له أثر عكسي على متدربي ومحترفي هذه الرياضة، يقول أبو شمالة لصحيفة "فلسطين": "التايكوندو بالذات رياضة مرتبطة بجداول مسابقات تقام داخليًّا وخارجيًّا، لذا لا يمكن التوقف عن التدريب يومًا واحدًا، وواصلت التدريب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وإن لم يكن الأمر فعالًا".
وبناء على طلب الأهالي بمواصلة تدريب أبنائهم في مكان مفتوح، فكر في شاطئ البحر أو المتنزهات العامة كأماكن مناسبة لإقامة التدريبات ولكنها أغلقت أيضا، حتى جاء عرض ماهر داود الذي له ابن محترف لهذه الرياضة واثنين آخرين يتدربان عليها أيضًا.
يضيف أبو شمالة: "استثمرت الفرصة لا سيما أن سطح البيت كان يخصصه ماهر لتدريب أبنائه وبه بعض الأدوات التي تسمح بمواصلة التدريب ويعد بديلًا جيدًا مؤقتًا، وأصبحت أدرب أبناءه وطلابًا آخرين في سطح البيت يومًا في الأسبوع لمدة ساعة ونصف جميعهم من حي الأمل، ومن ثم أصبحنا نتدرب يومين في الأسبوع حاليًّا".
يقتصر التدريب على الطلاب الذين يقطنون حي الأمل فقط، ووصل عددهم كما يذكر إلى 15 متدربًا ما بين الأطفال والأشبال والناشئين، ستة أشخاص في الحصة التدريبية الواحدة، ملتزمين إجراءات الوقاية والتباعد الاجتماعي.
وعن الصعوبات التي تواجه لاعبي التايكوندو، يتحدث أبو شمالة: "هذه الرياضة كورية المنشأ تقوم على الأحزمة، كل أربعة أشهر يجب أن يتخطى اللاعب حزامًا، وهناك 14 متدربًا من المفترض أن يخوضوا فحصًا للحصول على الحزام الأسود في شهر سبتمبر المنصرم، وتأخر استئناف الأنشطة الرياضية سيؤخر حصولهم على الحزام".
ويشير إلى أن إغلاق الأندية الاضطراري بفعل الجائحة يسبب تراجعًا في اللياقة البدنية للمتدرب، لأنها رياضة تعتمد على حركة الأرجل بنسبة 90%، والتوقف عن التدريب لمدة طويلة يعيد المتدرب إلى نقطة الصفر، حيث يستغرق وقتًا في استعادة لياقته والحركات التي تدرب عليها مسبقًا، قبل الانتقال إلى التدريب على حركات جديدة.
والتدريب الوجاهي له أثر لا يمكن أن يترك التدريب الإلكتروني، يوضح أبو شمالة أن المتدربين يعتمدون بشكل أساسي على المدرب، فالتدريب المباشر يعطيهم الحماس، أما التدريب عن بعد يجعلهم يميلون إلى الكسل.
ومع تعطل الأندية فقد أبو شمالة كغيرهم من عمال القطاع الخاص مصدر رزقهم، حيث يبين أن  الجائحة أن أثرت عليهم من الناحية المالية.