فلسطين أون لاين

خاص ممثل حماس بإيران: الاستحقاقات الميدانية للمصالحة تضعها على المسار الصحيح

...
ممثل حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في إيران، د. خالد القدومي

طهران-غزة/ حاوره أحمد المصري:

*القضية الفلسطينية تمرّ بمرحلة حساسة ومنعطف تاريخي

* الجميع تحت المقصلة سواء من يؤمن ببرنامج التسوية أم المقاومة

* التطبيع لمصالح فئة سياسة ضيقة ليس لها صلة بالشعوب

* طهران شجعّت كل مبادرات إنهاء الانقسام الفلسطيني

بدأ قطار المصالحة الفلسطينية من بعد تعطل، والإعلان عن سلسلة لقاءات سياسية بين حركتي فتح و"حماس"، ومن ثم عقد لقاء الأمناء العامين للفصائل، في طور تطبيق اتفاقات المصالحة، والذي في إطاره دعا ممثل حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في إيران، د. خالد القدومي، لتدشين هذا الحراك بخطوات عملية ميدانية على الأرض.

وشدد القدومي في حوار خاص مع "فلسطين"، على أن هناك استحقاقات ميدانية للأطراف الفلسطينية الرئيسة، وعلى رأسها حركتي "فتح" و"حماس"، لابد من انجازها على أرض الواقع حتى يتم ما أسماه مصادقة "القول بالعمل".  

وأضاف القدومي: "حين نصادق القول بالعمل نستطيع أن نقول إننا على المسار الصحيح، وأن بوصلتنا صحيحة، أما غير ذلك، ستصبح الأمور خطابات، وصورًا، ما يزيد من معاناة شعبنا ويأسه".

حاجة وضرورة

وأكد أن حركته لمست جدية لدى حركة "فتح" في ما يتعلق بملف المصالحة وإنهاء الانقسام، وقد عزز ذلك، اعلان الضمانات، ودعوة رئيس السلطة محمود عباس لاجتماع الأمناء العامين، وقبله إعلان تجميد الاتفاقات مع الاحتلال. 

وقال: "لمسنا حاجة وضرورة على مستوى كل الفصائل سواء في الخارج أو الداخل، بأن المصالحة لابد أن تتم"، مضيفا "قوتنا من المصالحة ما تصنعه من وحدة".

وفي الإطار رأى ممثل حركة حماس في إيران أن المهم هو التطبيق الميداني، لإفرازات واجتماعات المصالحة، ليشعر الجميع بنجاحه، وأن يكون هناك معايير ومتطلبات من الجميع لا بد وأن يقوموا بها.

وأضاف: "من غير المقبول أن تكون لقاءات المصالحة في وقت تستمر الملاحقات الأمنية والاعتقالات السياسية في الضفة الغربية، وأيضا تغيب أحد معايير تخفيف الحصار عن أهلنا في غزة وهي الإجراءات التي يجب على رئاسة السلطة أن تقوم بها".

ورأى القدومي أن هناك تساؤلًا عن جدوى استقبال "عباس" في مقره برام الله، رئيس الكونغرس اليهودي العالمي "رون لاودر"، والتي لم تجر إلا لتفعيل حالة ضغط يعطل مسار المصالحة وإفشالها، ولا يمكن أن تُحسب في إطار حسن النوايا.

وشدد على أن حركة حماس، تدرك معادلة الضغوط، وأن الاحتلال واليمين الأمريكي على قمة القائمة من التهديدات.

ونبه إلى أن حركته قدمت التزامات، وتنازلت عن كل شيء مما يمكن تسميته بالمحاصصات الحزبية، وعملت على نزع كل الذرائع، في سبيل تحقيق المصالحة.

وأكمل: "اليوم ندرك تمامًا أن مصالح شعبنا وقوة شعبنا من خلال وحدتنا كفصائل فلسطينية، والتقدم في ملف المصالحة".

وأكد القدومي أن القضية الفلسطينية تمر بمرحلة حساسة ومنعطف تاريخي، ومحاولات تصفية لها منذ قدوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لسدة الحكم، الذي ألغى المرجعيات الدولية، وخيار "حل الدولتين"، وأن هناك فقط دولة واحدة دولة يهودية، بينما نقل سفارة بلاده من (تل أبيب) للقدس المحتلة، واعترف بها عاصمة أبدية للاحتلال، وأعلن بدء تنفيذ "صفقة القرن" التصفوية.

وأردف: "الجميع الآن مدرك ويعلم أنه تحت المقصلة سواء من يؤمن ببرنامج التسوية أو برنامج المقاومة"، مضيفا: "في المقابل نعلم أن وحدتنا هي الأساس والعامل الأقوى لمواجهة العدو الصهيوني ومشاريعه التصفوية للقضية الفلسطينية".

وتابع: "الجميع يشعر أنه مستهدف من قبل التيار الصهيوأمريكي الذي يريد تصفية القضية (..)؛ والجميع يشعر بحاجته للآخر لوقف هذا الاستهداف إدراكا وتحقيقا للمصلحة الوطنية".

توسيع المشترك

وقال: إن حركته تريد أن توسع المشترك بينها وبين كل الطيف الفلسطيني، وليس فقط حركة "فتح"، وتنظر إلى الوحدة بأنه السلاح الأنجع والأقوى لمواجهة الاحتلال، وتحقيق مصالح شعبنا.

وفي شأن القبول الدولي والإقليمي للتصالح الفلسطيني الداخلي، أكد ممثل حركة حماس في طهران، أن هناك من الأطراف من هو محب ويريد الخير للقضية الفلسطينية، ومن هو في الجهة المعاكسة تمامًا.

وأضاف القدومي: "هناك للأسف من لا يريد لهذه الوحدة، ويريد للألم والجرح الفلسطيني أن يستمر في نزفه وهم يتفرجون ويستمتعون بهذا الألم".

وشدد على أن الفلسطينيين يعرفون موقف هذه الأطراف الدولية والإقليمية، والذي لم يبدأ من خطوات المصالحة الأخيرة، وأنه لابد في مقابلها أن يتم نقل "العربة" لخط متقدم وهي وحدة الصف الوطني.

وأكد حرص حركته على الحاضنة العربية الإسلامية في ظل المنعطف الذي تمر به القضية الفلسطينية، وتمتين هذه الحاضنة، وهي متألمة لمواقف بعض الأطراف السياسية في المنطقة لخطئهم بحق القضية وحق شعوبهم من خلال التطبيع المشؤوم مع الاحتلال. 

ورأى أن برنامج التطبيع يأتي لمصالح فئة وزمرة سياسة ضيقة، ليس لها صلة بالشعوب ولا فلسطين بل لها علاقة بالرزيلة والمعسكر الصهيوأمريكي.

وأردف: "كل ما نريده من العربي والمسلم والصديق وقبلهم الفلسطيني أن نكون جميعا في صف واحد، أمام هذا العدو المشترك، والذي تكاد تكون أصابعه موجودة في كل أزمة من أزمات المنطقة".

وأشار القدومي إلى أن "فرملة" اعتراض بعض الأطراف على التقارب الفلسطيني والعمل على انجاز ملف المصالحة، يتحقق بسلاحي الوحدة الداخلية، ومواجهة الاحتلال.

وفي شأن موقف إيران، أكد أنها منذ بداية الانقسام الفلسطيني، عام 2007، عملت طهران على تشجيع كل المبادرات المتعلقة برأب الصدع الداخلي، وتحقيق الوحدة، وهو نفس الموقف حتى اليوم.

البرنامج الوطني

وبين أن أكثر ما يقلق الجمهورية الإسلامية، هو مصير البرنامج الوطني الفلسطيني، مؤكدا في السياق أن طهران من الأطراف الحريصة على حق شعبنا، وتقرير مصيره.

وأضاف: "نحن مستهدفون جميعًا من قبل عدو مشترك، لذلك لم نلق منهم سوى الدعم في قضية الوحدة والمصالحة". 

وفي ما يتعلق بالموقف الروسي، أكد أن روسيا من الأطراف الدولية الداعمة للوحدة والمصالحة، إضافة للمسارات الأخرى وهي الدور المصري والتركي والقطري كذلك.  

وأشار إلى أن موسكو أرسلت رسائل عدة تظهر حرصها على المسار الوحدوي الفلسطيني، ورغبتها في المساعدة، ورعاية المصالحة، لافتا إلى أن "حماس" أوصلت موقفها الواضح لموسكو وخطواتها في سياق المصالحة. 

وفيما يتعلق بالتواصل مع الفصائل، أكد القيادي في حماس، أن كل ما سيتم التوصل إليه ثنائيا بين "فتح" و"حماس" سيتم عرضه على لقاء الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية.

وشدد القدومي على حرص حركته على علاقة متينة مع الفصائل، وأن للجميع حقًا في إبداء الرأي بالموافقة أو الاعتراض أو حتى تطوير ما تم من نتائج.

وعبر عن أمله دعم الفصائل لتحرك إنجاز ملف المصالحة، في سبيل الوصول للحمة حقيقية راسخة للصف الفلسطيني، والتي ستكون ضمانة لانتزاع حقوقنا الشرعية، مؤكدًا أن مسار الوحدة لا يوجد فيه أي مساومة، وهو مطلب الكل الوطني، فيما يدرك الجميع أن الاحتلال هدفه الأول والأخير استمرار حالة الفرقة الفلسطينية، والذي لابد من إفشالها.

 

المصدر / فلسطين أون لاين