فلسطين أون لاين

كورونا والحردانات

بينما نعيش هذه الأيام حالة استثنائية في ظل انتشار وباء كورونا وما صاحبها من التزام البيوت والإغلاق شبه الكامل لمختلف المؤسسات والمرافق، ظهرت لدينا مشكلة اجتماعية خطرة هددت أركان الأسرة الفلسطينية وهي زيادة حالات الطلاق بين الأزواج وارتفاع نسبة "الحردانات" بشكل غير مسبوق ولو رجعنا إلى الأسباب وراء ذلك نجدها متعددة، فحالات كثيرة من الطلاق والانفصال ورفع قضايا في المحاكم نجدها بين المخطوبين وقبل الزواج لأسباب منها عدم الصراحة بين الأهل في مواصفات أو إمكانات كل من الشاب أو الفتاة، فبعضهم أخبرني أن أهل الفتاة خدعوني في سنوات عمرها الحقيقية أو تعليمها أو مستواها الدراسي أو مواصفاتها الخلقية أو وظيفتها وطبيعتها بطالة أو دائمة، كما أخبرني أهل الفتيات اللواتي أردن فسخ الخطوبة عن أسباب عديدة منها خداع أهل العريس حول امتلاكه شقة، أو حصوله على وظيفة، أو بخله مع خطيبته، أو عدم استكمال المهر المتفق عليه أو عدم احضار الشبكة، أو طول فترة الخطوبة وعدم تحديد موعد للفرح، وغيرها من الأسباب.

وبالعودة إلى حالات الطلاق والحرد بين الأزواج نجد الأسباب متعددة منها اقتصادية مادية، والغالبية وجدتها بسبب التدخل السلبي لكل من أهل الزوج أو الزوجة حيث وصل التدخل إلى الحياة الخاصة بين الزوجين ما أفسد العلاقة بينهما، وللأسف تدخل الأهل غالباً لا يكون لأجل الإصلاح إنما يؤدي إلى تأجيج الخلاف والوصول به إلى طريق مسدود ينتهي بتقديم الشكاوى في مراكز الشرطة، ورفع القضايا المختلفة في المحاكم كالنفقة وعفش البيت والمؤخر وذهب الزوجة وحضانة الأولاد، وتوكيل المحامين من قبل الزوج والزوجة لتمتد القضايا والخلافات لسنوات عديدة يدفع ثمنها الأطفال وغالباً الأزواج عندما يكون أمرهم بيد غيرهم من الأهل.

والمشكلة الكبيرة التي وجدتها في بعض من يتدخلون بهدف الإصلاح بين الزوجين يزيدون الطين بلة، إما عن جهل أو سوء تقدير أو نقل كل ما يسمعون من الطرفين لتزداد الفجوة وتكبر ويصبح من الصعب جسرها وتقريب وجهات النظر.

كما أن كثيراً من المشاكل بين الزوجين وجدتها "تافهة" ولا تستحق الخلاف لكنها بحاجة إلى من يبدأ بالخطوة الأولى لتعود المياه إلى مجاريها.

تحدثت في هذا المقال حول هذه المشكلة الاجتماعية لأطرق الجرس حول هذه القضية التي هدمت العديد من البيوت وقطعت كثيراً من الأرحام خاصة عندما يكون الزواج بين الأقارب، وشردت أطفالاً أبرياء كان أولى بهم أن يعيشوا بين أبوين في استقرار وأمان، وتركت آثاراً نفسية صعبة بين الزوجين تستمر لسنوات عديدة.

فالمطلوب من الجميع أن يتقي الله ويحافظ على استقرار الأسرة التي هي أساس المجتمع الآمن.