ربما يكون الخبر الأسوأ بالنسبة للغزيين حاليًا هو تخفيض عدد ساعات وصل الكهرباء، لما يعنيه هذا من تأثير يطال كل تفاصيل حياتهم.. عن هذه الأزمة ماذا تقول ربّات البيوت وكيف يسيّرن أمورهن؟
البيت "الفرن"
"ابتسام الغرابلي" تعيش مع عائلتها في "كرفان" لا تجد له وصفًا أنسب من "فرن"، فمع بداية ارتفاع درجات الحرارة، يبدأ "الغليان" داخله، ليكتوي بناره أفراد أسرتها الذين يخشون ما سيتعرضون له في فصل الصيف.
تقول لـ"فلسطين": "الحرارة المرتفعة جزء يسير من المعاناة، فإلى جانبها لا أتمكن من القيام بكثير من أعمالي المنزلية، فمثلا غسل الملابس تحوّل إلى عملية معقّدة، لأنه مرتبط بأوقات وصل الكهرباء، وأحيانا قد يتم وصلها بعد منتصف الليل فقط".
وتضيف: "أما ابني ذو الاثني عشر عاما فله معاناته الخاصة، يسألني (كيف أدرس؟)، ولا أملك له جوابا، فإضاءة الشموع ترهق عينيه، ولا بديل عنها".
دراستها تؤرقني
100 رغيف اضطرت "سناء علي" لخبزها على "الصاج"، خوفا على "العجين" من الفساد، بعد تأخر وصل الكهرباء في موعدها، مما أرهقها أيّما إرهاق.
وتتساءل: "كم علبة شمع سنحرق كل ليلة؟!، فلا بديل سواه لـ14 شخصا يقيمون في بيت واحد"، مبينة: "حتى وإن ملأنا البيت شموعا فلن تُحل الأزمة، لأن المشكلة لا تتوقف عند الإنارة، بل تطال كل جوانب حياتنا، فحياتنا كلها تتوقف على وصلها لنسيّر أعمال بيوتنا".
وتوضح: "حاولنا أن نتأقلم مع جدول ثماني ساعات وصل، وثماني قطع، ولم يكن كافيا لنا، وها هي ساعات الوصل تقل إلى النصف، ومما يزيد الطين بلة أن مواعيدها ليست ثابتة، وأن ساعات الوصل يتخللها القطع لعدة مرات.
وتشير إلى أن أكثر ما يؤرقها في هذه الأزمة قلقها على إحدى بناتها ودراستها، فالفتاة في الصف الحادي عشر في الفرع العلمي، ومتفوقة، واعتادت أن تدرس ليلا، وهذا غير ممكن في الوقت الحالي، مبينة: "ابنتي الآن عصبية جدا بسبب هذا الوضع، وأنا في قمة توتري، فعندما يكون الابن متفوقا، يتمنى الأهل لو بإمكانهم توفير كل مطالبه، ولكني غير قادرة على فعل ذلك لها".
خارج البيت
"11 شخصا في بيت واحد، من الصعب عليهم أن يبقوا حبيسي الجدران في ظل انقطاع الكهرباء لما يسببه من ضيق، لذا يقضي بعضهم وقته بالجلوس أمام باب المنزل".. هذا ما تقوله "سمر صلاح" عن حالها وأسرتها.
وتضيف: "اعتدنا على جدول الثماني ساعات، لكن حاليا تكاد الكهرباء تصلنا، لذا أحاول أن أجد بدائل لأعمال البيت، كأن أغسل الملابس يدويا لا باستخدام الغسالة، أما الثلاجة فأفرغتها من محتوياتها لأن ما فيها سيفيد حتما"، مبينة: "ما لا أجد له حلّا، هو دراسة الأبناء، فأربعة منهم طلبة، وليس بمقدورهم الدراسة بشكل كافٍ".