انتظم الآلاف من طلبة الثانوية العامة "التوجيهي"، أمس، في مقاعد الدراسة في قطاع غزة، وسط إجراءات وتدابير احترازية ووقائية، للحفاظ على سلامة الطلبة والمعلمين والعاملين في المدارس من تفشي فيروس كورونا.
وحرص الطلبة والمعلمون على التباعد، وارتداء الكمامة في ساحة المدرسة وعند مداخل الفصول الدراسية، التزامًا في الإجراءات التي اتخذتها وزارة التربية والتعليم لمنع تفشي "كورونا" بين 36 ألف طالب.
وعملت فرق ميدانية تابعة لوزارة التربية على فحص درجة حرارة الطلبة قبل دخول المدارس، والتأكد من سلامتهم وارتدائهم الكمامة، مع إعطائهم إرشادات سريعة حول التباعد الاجتماعي، وضرورة التزام إجراءاتِ الوقاية.
وعلى جدران الفصول الدراسية وضعت بوسترات إرشادية تدعو الطلبة إلى ضرورة التزام إجراءات الوقاية والسلامة، واستخدام مناديل خاصة عند العطس، وجلب أدوات خاصة للشرب، وعدم تناقل الأغراض بين الطلبة.
وحرصت إدارة المدارس على ترتيب دخول الطلبة إلى الفصول بعيدًا عن الازدحام، حيث لم يتجاوز عدد الطلبة داخل الفصل الواحد الـ25 طالبًا/ة.
خطة متكاملة
وتفقد وفد حكومي عدة مدارس، والتقى الطلبة والهيئات التدريسية، وتابع الحصص الصفية، والإجراءات في المدارس من حيث استقبال الطلاب وبدء عملية التدريس وتنفيذ تعليمات الوقاية والسلامة المتبعة.
وشملت الزيارة مدرسة عوني الحرتاني الثانوية للبنات شمال غزة، ومدرسة اليرموك الثانوية للبنين غرب غزة، ومدرسة شهداء الزيتون الثانوية للبنين بشرق غزة.
وضم الوفد رئيس متابعة العمل الحكومي د. محمد عوض، ووكيل وزارة التربية والتعليم العالي د. زياد ثابت، والوكيل المساعد للتعليم العالي د. أيمن اليازوري، ورئيس المكتب الإعلامي الحكومي سلامة معروف، وعددًا من المسؤولين التربويين وممثلين عن المجتمع المحلي ومجالس أولياء الأمور.
وأكد عوض أن الانتقال لتدريس المراحل التعليمية الأخرى مرهون بمدى التزام إجراءات الوقاية والسلامة، لافتًا إلى أن نجاحنا في مواجهة فيروس كورونا يتطلب جهود الجميع من مجتمع محلي وفصائل ومؤسسات ووزارات، وهناك دور مهم للمواطن والطالب الفلسطيني.
وأوضح عوض في مؤتمر صحفي، أن غزة التي ضربت نماذج مشرفة في تحدي الاحتلال والعدوان والحصار قادرة على التحدي في مواجهة كورونا، وتحقيق النجاحات المميزة.
وقدّم عوض التحية لشعبنا ولطلبة الثانوية العامة بالعودة للمدارس، متمنيًا للطلبة التوفيق والنجاح والتميز في بناء الوطن، كما قدّم التحية لوزارة التعليم والهيئات التدريسية وشعبنا بافتتاح المدارس.
من جهته هنأ ثابت الطلبة والمجتمع بعودة الدراسة، وقال: "بدأنا العملية التدريسية وفق عدة مراحل، المرحلة الأولى هي للثانوية العامة، وسنُقيم الأمور وفق عدة مؤشرات فإذا كانت الأمور تسير جيدًا سننتقل بعدها إلى تدريس المراحل الدراسية الأخرى".
وأكد ثابت أن التزام الطلبة إجراءات الوقاية والسلامة أمر مهم لنجاح عملنا في الثانوية العامة وعودة التدريس للمراحل التعليمية الأخرى.
وأشار إلى أن الوزارة تنفذ خطة متكاملة في العودة الآمنة للمدارس من خلال البروتوكول الصحي ودليل العمل في المدارس في ظل كورونا، حيث يهدف ذلك إلى إرشاد وتوجيه الطواقم العاملة والطلبة بالإجراءات الصحية والوقائية التي يجب اتباعها من أجل الحفاظ على صحتهم ووقايتهم من فيروس كورونا، وتوفير بيئة وجو تعليمي تربوي وصحي آمن في المدارس.
ونبه إلى أن الوزارة قامت بجهود كبيرة في تنظيف وتطهير المدارس وتوزيع ونشر البوسترات الإرشادية في المدارس وعبر التواصل الاجتماعي، وإتاحة المجال لأولياء الأمور للمتابعة ضمن الشراكة بين المدارس والمجتمع.
ولفت إلى أن العمل في المدارس سيكون جزئيًّا بهدف الحفاظ على التباعد الاجتماعي حيث سيكون لدينا في الفصل من 20 إلى 25 طالبًا فقط، والدوام سيكون 3 أيام في الأسبوع للشعبة الأولى و3 أيام للشعبة الثانية، ويوم الإجازة للطلبة لن يكون استراحة بل سيتم منحهم تكليفات وواجبات لدعم وإسناد تعليمهم الوجاهي.
وشدد ثابت على أن الوزارة ستقوم بالاستثمار الأمثل للتعليم الوجاهي ومساندته بالتعليم عن بُعد، حيث سيتم التركيز في التدريس على المعارف والمهارات الأساسية.
وأكد أن الوزارة ستواصل تفعيل التعليم عن بُعد لدعم التعليم الوجاهي، ومن طرق التعليم عن بُعد التي تتبعها الوزارة: إذاعة صوت التربية والتعليم، وبوابة روافد التعليمية، وبطاقات التعلم الذاتي، والصفوف الافتراضية، كما ستطلق الوزارة قناة رقمية قريبًا.
كما أكد ثابت أن التعليم الوجاهي في أثناء العام الدراسي هو الأساس للتقدم في الامتحان مع التأكيد أن التعليم عن بُعد هو مساند وداعم للجهود. ودعا الطلبة إلى التزام تعليمات وتوجيهات السلامة والوقاية من فيروس كورونا، وأن يكونوا سفراء في نقل رسالة التوعية للمجتمع.
التزام الإجراءات
وشهدت مدرسة الكرمل الثانوية للبنين في مدينة غزة، التزامًا في إجراءات السلامة والوقاية، والتعليمات التي وضعتها وزارة التربية والتعليم، حيث كانت الكمامات الطّبية حاضرة بقوة على وجوه الطلاب والمعلمين، إضافة إلى المعقمات التي كانت بأيديهم.
وقال الطالب "محمد حامد": إن من بداية دخوله مدرسته لم يكن هناك أي ازدحام سواء في الساحة عند الطابور الصباحي أو الدخول إلى الفصل والخروج منه والمدرسة عند انتهاء الدوام.
وأوضح حامد لـ"فلسطين"، أنه تم قياس درجة الحرارة لكل الطلاب قبل دخولهم ساحة المدرسة، والتأكد من ارتدائهم الكمامة، مع تعقيم أيدي الطلبة عند باب المدرسة.
كذلك أكد مدير مدرسة الكرمل الثانوية، وفا مقاط، أن مدرسته حرصت على اتباع إجراءات الوقاية والسلامة من خلال توزيع الكمامات على الطلاب وتعقيم اليدين وضمان التباعد بين الطلاب.
وفي مدرسة شهداء دير البلح الثانوية للبنات في المحافظة الوسطى، حرصت الطالبات على التزام التدابير الصحية والوقائية. وتقول الطالبة سها أبو مغصيب لـ"فلسطين": "لم يكن هناك أي استهتار من قبل الطالبات أو المعلمات عند عودتنا للمدرسة، حيث وجدنا أمامنا تنظيمًا لدخولنا للمدرسة والفصل الدراسي، من خلال أسمائنا الموجودة في قائمة".
وتوضح أبو مغصيب أنها وجدت مدرستها نظيفة ومعقمة، مع غياب للازدحام داخل الفصل الدراسي، حيث تجلس كل طالبة على الطاولة مع وجود مسافة قرابة المتر الواحد عن الطاولة القريبة منها، إضافة إلى ارتداء الكمامة من قبل المعلمات وجميع الطلبة".
وفي مدرسة العكلوك الثانوية للبنين، عملت إدارتها مبكرًا قبل وصول الطلبة على توفير الكمامات ومواد تعقيم، حرصًا على إيجاد أجواء آمنة للدراسة، في حين عمل المعلمين على تنظيم دخول الطلبة إلى الفصول دون ازدحام.