في فناء منزلها بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، تجلس انتصار أبو منديل أمام ثمار البلح الذي تحاول تجفيفه تمهيدا لتحويله لـ"عجوة".
وبدأت انتصار عام 2007 العمل بالمهنة الموسمية رافضة الخضوع لواقع غزة المحاصر إسرائيليا، وبيع صناعتها للأقارب والجيران من حولها.
وقالت لصحيفة "فلسطين": إن البداية كانت بسيطة وكنت أرغب أن أغير ولو قليلاً من الوضع الاقتصادي الصعب الذي أعيشه، "فوجدت عملية تصنيع العجوة فكرة جديدة وفرصة لتحقيق المال".
وتشرح مراحل صناعة "العجوة" بدء من تجفيف ثمار البلح ونزع النوى منه بعد تقشيره وتجفيفه أمام أشعة الشمس.
وتابعت: العملية تأخذ وقتاً ولكن في النهاية أُصنع العجوة وأبيعها للأقارب والمعارف، لافتةً إلى أنها كانت تقوم بتصنيع من 300-400 كيلوجرام من العجوة سنويا.
واستطاعت انتصار مع تقدم السنوات، التشبيك مع المؤسسات النسوية والأهلية والوزارات الحكومية.
وذكرت أن خبرتها على مدار الثلاثة عشر عاماً الماضية جعلها قادرة على تطوير عملها في تصنيع العجوة وزيادة الكميات المنتجة لتصل في 2020 إلى قرابة طُنّين.
وأشارت إلى أن الدعم الذي حصلت عليه من عائلتها التي وقفت إلى جانبها في هذا المشروع خاصة أولادها الذين كانوا يساعدونها في كافة عمليات التصنيع جعلتها قادرة على تأسيس مشروع عائلي بامتياز يعود بالفائدة والربح عليهم.
وأوضح مدير الجمعية الأهلية لتطوير النخيل والتطوير إسلام أبو شعيب، أن موسم صناعة العجوة يبدأ منذ بداية شهر أكتوبر ويستمر حتى نهاية شهر ديسمبر من كل عام.
وبين أبو شعيب لصحيفة "فلسطين" أنه خلال هذه الفترة يتم جني المحصول ثم تورديه لجهات التصنيع حيث يتم تقشيره، نزع النوى، التجفيف، التعقيم الحراري، التعبئة والتغليف، لافتاً إلى أن عملية التعقيم الحراري تتم من خلال الأفران والمجففات الكهربائية.
وقال أبو شعيب: إن جزءا من عمليات التعقيم الحراري تتم من خلال التجفيف بالطريقة التقليدية عبر الشمس أو المجففات الكهربائية، ولكن ما تم ملاحظته أن التعقيم الشمسي ينتج عنه عجوة ذات جودة أعلى من الناتجة عن التجفيف الكهربائي.
وأشار إلى أن عدد أشجار النخيل في قطاع غزة يصل إل 150 ألف شجرة وتُنتج ما يصل إلى 18 ألف طن من البلح، منبهاً إلى أن 95% من البلح هو من الصنف الحياني، و5% من أصناف البرحي، مجهول، عامري، بنت العيش.
وذكر أبو شعيب أن صنف الحياني هو المصدر الأساسي والمادة الخام لصناعة "العجوة"، ويتم تصنيع منه نحو 600 طن سنوياً، لافتاً إلى أن هذه الكمية تغطي ربع احتياج القطاع من "العجوة" والذي يصل إلى 2000 طن سنوياً، فيما يتم تغطية العجز عبر الاستيراد من الخارج.
وأفاد بأن انتاج القطاع من البلح يتم استهلاكه محلياً، أو بيعه في أسواق الضفة الغربية، وكذلك توجيه كميات لتصنيع العجوة، والكميات الأخرى تبقى مهدورة لا يتم الاستفادة منها بتاتا.
وأكد أبو شعيب أن مجال العمل في تصنيع العجوة أمر متاح للجميع ويمثل فرصة قوية لاستيعاب المئات من الأيدي العاملة خاصة النساء لتوفير فرص عمل لهن، بالإضافة إلى دعم المزارع الذي سيجد من يشتري محصوله بكل سهولة.
وأوضح أن هناك مشاريع تشغل ما يزيد عن 120 امرأة في تصنيع العجوة داخل القطاع.
ودعا إلى دعم المشاريع الموسمية في في ظل احتياج غزة المتزايد من "العجوة".