فلسطين أون لاين

تقرير الأسير الأخرس.. أيقونة جديدة تصارع السجان بـ"الأمعاء الخاوية"

...
صورة أرشيفية
غزة/ جمال غيث:

يصارع الأسير ماهر الأخرس بـ"أمعائه الخاوية"، قهر السجان منذ 74 يومًا على التوالي رفضًا لاعتقاله الإداري، وسط تحذيرات من إمكان استشهاده في أي لحظة، في مستشفى "كابلان" الإسرائيلي في الأراضي المحتلة عام 1948.

وعلى الرغم من الظروف الصحية الخطرة للغاية للأسير الأخرس (49 عامًا)، والتي تتفاقم مع مرور الوقت، فإن إدارة سجون الاحتلال ومخابراتها ترفض الاستجابة لمطالبه في محاولة منها لكسر إضرابه عن الطعام.

واعتقلت قوات الاحتلال "الأخرس" الذي أعلن الإضراب من لحظة اعتقاله، في تموز/ يوليو الماضي، ونقلته إلى عدة سجون كان آخرها سجن "عيادة الرملة"، قبل أن يتم نقله في بداية شهر سبتمبر إلى مستشفى "كابلان" الإسرائيلي.

مخالفة دولية

ويُعد الإضراب عن الطعام الورقة الأخيرة التي يلجا إليها الأسير للتعبير عن رفضه لإجراءات الاحتلال بحقه، وخاصة سياسة الاعتقال الإداري المخالفة لكل الأعراف والمواثيق الدولية، وفق ما يقول الأسير المحرر أيمن الشراونة.

ووصف الشراونة، الذي خاص إضرابًا عن الطعام استمر طيلة 261 يومًا، الإضراب الذي يخوضه "الأخرس"، بـ"الصعب والشاق" نظرًا لطول المدة، وتعنت إدارة السجون في الاستجابة لمطالبه العادلة بإنهاء اعتقاله الإداري.

وأضاف: "إن إرادة وعزيمة الأسير الأخرس، ستقوده في نهاية المطاف إلى بر الأمان والتحرر من سياسة الاعتقال الإداري التي تمارسها سلطات الاحتلال بحقه، لكنه بحاجة لوقفة جادة وعاجلة من قبل الجميع للضغط على الاحتلال ووقف اعتقاله".

وأشار إلى أن إدارة السجون وجهاز "الشاباك" يحاولان إشعار الأسير بعدم المبالاة من جراء إضرابه، مؤكدًا أن الاحتلال في حقيقة الأمر يخشى من "الضجة" الإعلامية، وغضب الشارع الفلسطيني عليه، إن استشهد أحد الأسرى.

وذكر الشراونة أن الاحتلال يمارس المراوغة والمماطلة في الاستجابة لمطالب الأسير الأخرس، ويتابع حالته الصحية بحذر شديد وترقب، "وسيستجيب لنداءاته إذا زاد الخطر أو تعرض لضغط الشارع الفلسطيني".

والإضراب المفتوح عن الطعام، هو امتناع المعتقل عن تناول كل أصناف المأكولات والمشروبات، المُقدَّمة إليهم، باستثناء الماء ورشاتٍ قليلة من الملح.

إضراب شاق

من جانبه، وصف الأسير المحرر، الشيخ خضر عدنان، الإضراب الذي يخوضه "الأخرس" بـ"الشاق والقاسي" نظرًا لطول مدته، وتعنت إدارة السجون في الاستجابة لمطلبه العادلة.

وقال عدنان الذي خاض 3 إضرابات عن الطعام، لصحيفة "فلسطين": إن الانتصارات التي حققها بأمعائه الخاوية نبعت من معنوياته المرتفعة وصموده في وجه السجان، وهي مشابهة لمعنويات الأسير الأخرس، الذي يرقد مكبل اليدين في مستشفى كابلان.

وأضاف: "إن الأسير الأخرس لن يتنازل عن حقه بالحرية مهما كلفه ذلك من ثمن"، مشيرًا إلى "أننا أمام ساعات عصيبة".

وتابع متسائلًا: "أين المجتمع الدولي من معاناة وإضراب الأسير الأخرس؟ كيف لو كان المضرب عن الطعام جنديًّا إسرائيليًّا لدى المقاومة الفلسطينية؟ لقامت الدنيا ولم تقعد، فعندما يخص الأمر الفلسطينيين نجد العالم صمًّا بكمًا لا نسمع منهم شيئًا".

وحذر عدنان من استشهاد الأخرس في أي لحظة، ما سيقلب الأوضاع رأسًا على عقب "ولن يرحم شعبنا الاحتلال وظلم العالم"، داعيًا الشارع الفلسطيني وأحرار وشرفاء العالم إلى مساندة إضراب الأخرس "الذي وصل إلى مرحلة العض على الأصابع".

وعدّ الصمت الدولي تجاه ما يتعرض له الأخرس بمنزلة "مشاركة وجريمة لقتله"، مشددًا على أنه "لن نغفر للعالم عن تلك الجريمة إن تعرض الأسير للاستشهاد بسبب إضرابه عن الطعام".

وجدد "الأخرس" في مقابلة متلفزة، أول من أمس، إصراره على مواصلة الإضراب المفتوح عن الطعام حتى نيل الحرية، أو الشهادة، وقال إنه رفض كل المساومات التي حاول جهاز المخابرات الإسرائيلي تمريرها لدفعه إلى وقف إضرابه عن الطعام رفضًا لاعتقاله الإداري.

وكانت محكمة الاحتلال قد رفضت نهاية الأسبوع الماضي طلبًا جديدًا بالإفراج عنه، وذلك بعد قرار سابق صدر عنها في تاريخ 23 أيلول/ سبتمبر الماضي، يقضي بتجميد اعتقاله الإداري، في محاولة للالتفاف على إضرابه.