فلسطين أون لاين

أمضى ثلثي حياته في السجون

تقرير القيادي حسن يوسف.. شخصية نافذة إلى الجماهير يخشى الاحتلال حضورها

...
صورة أرشيفية
الخليل-غزة/ محمد أبو شحمة:

لم يمضِ على إفراج الاحتلال الإسرائيلي عن القائد البارز في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بالضفة الغربية، الشيخ حسن يوسف، شهران حتى أعاد اعتقاله مرة أخرى فجر الجمعة، بعد اقتحام منزله ببلدة بيتونيا قرب مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية المحتلة.

وجاء اعتقال الشيخ يوسف الذي قضى ثلثي حياته في سجون الاحتلال في توقيت تقترب فيه حركتا "حماس"، و"فتح" من التوافق على عقد الانتخابات العامة، والسير في طريق المصالحة، وهو ما يعد رسالة من جيش الاحتلال ضد الوحدة الوطنية.

والشيخ يوسف من أبرز قيادات "حماس" في الضفة الغربية، وأحد مبعدي مرج الزهور بالجنوب اللبناني في عام 1992م، وفاز في الانتخابات التشريعية الثانية رغم كونه رهن الاعتقال في سجون الاحتلال.

القيادي في حركة "حماس"، فتحي القرعاوي، أكد أن الاحتلال الإسرائيلي حريص أن تبقى الساحة الفلسطينية خالية من أمثال الشيخ، لإبعادهم عن الميدان والجمهور.

وقال القرعاوي في حديث لـ"فلسطين": "يبدو أن الاحتلال الإسرائيلي اتخذ قرارًا ببقاء الشيخ حسن يوسف داخل سجونه بين مدة وأخرى، إضافة إلى قيادات أخرى في حركة حماس مثل رأفت ناصيف".

وأضاف القرعاوي: "الاحتلال غاضب جدًّا من المصالحة الوطنية، والشيخ يوسف له دور في جهود إتمام المصالحة مع قيادات حركة "فتح"، فالاحتلال يريد بقاء الوضع الفلسطيني مبعثرًا وبعيدًا عن الوحدة".

وأوضح أن تحركات الشيخ يوسف في المدة الأخيرة ونشاطه في الضفة الغربية أثارا استياء الاحتلال الإسرائيلي، لذا أقدم على اعتقاله، وسيمدد اعتقاله في السجون تحت ذريعة الاعتقال الإداري دون قضية.

ويؤكد الصحفي المختص في الشأن الإسرائيلي، علاء الريماوي، أن الاحتلال أقدم على اعتقال الشيخ يوسف، لكونه أكثر القيادات تفاعلًا في الضفة الغربية، وله دور كبير في تفعيل العمل الجماهيري في مواجهة الاحتلال، خلال انتفاضة الحجارة، أو انتفاضة الأقصى.

وقال الريماوي في حديثه لـ"فلسطين": "يأتي اعتقال الشيخ يوسف هذه المرة مع الحديث عن المصالحة وإنهاء الانقسام السياسي والتقارب بين حركتي فتح وحماس".

وأضاف: "الشيخ يوسف أحد الناشطين في ملف المصالحة، وقد تعرض له الاحتلال بالمضايقة لعدم التدخل في هذا الملف، وهو ما رفضه وعده ملفًا إستراتيجيًّا لمواجهة التطبيع، وقرارات الضم لأجزاء من الضفة الغربية والأغوار".

وأوضح الريماوي أن الاحتلال الإسرائيلي يتعمد تغييب الشيخ يوسف سنة ونصف سنة أو أكثر، ثم يفرج عنه مدة محدودة قبل أن يعاود اعتقاله، إذ يستنزف قدرة الشيخ، الذي يتناول أكثر من 14 نوع دواء، ولكن لديه عزيمة الشباب، وبات أبرز القيادات الوطنية والإسلامية.

ويعاني القيادي يوسف أمراضًا عدة، منها السكري والضغط وارتفاع نسبة الكوليسترول؛ وتوقف في نوفمبر الماضي عن تناول الدواء؛ احتجاجًا على استمرار اعتقاله إداريًّا.