تتزايد الاعترافات الإسرائيلية بأن استمرار فشل قيادتهم بوقف الموجة الحالية من انتشار وباء كورونا يجبر الإسرائيليين على تحمل المسؤولية، والعمل بشكل مستقل لتسوية منحنى المرض الصعب، وقد يحمل ذلك اقتراحا بالتمرد، أو التصرف بما يخالف قرارات الحكومة وقوانين الكيان، رغم أن ذلك سيجعلها نموذجا جديدا لدولة فاشلة جديدة في الشرق الأوسط، وهو وضع يصعب التعافي منه، وقد يعرض وجود إسرائيل للخطر.
تتزامن هذه الاعترافات والمخاوف بزيادة انتشار الوباء، مع تفاقم الاحتجاجات الداخلية المطالبة باستقالة نتنياهو، مع تزايد أخطائه، في ضوء أنه بات يقاتل من أجل حياته السياسية، محاولا إسكات الاحتجاج المتصاعد ضده بكل الوسائل، ما يرفع وتيرة حملة الكراهية التي يشنها ضد نصف الإسرائيليين الذين سئموا منه.
بات واضحا أن نتنياهو غير قادر على وقف تحريضه ضد ملايين الإسرائيليين الذين ضاقوا ذرعا به وبحكمه، صحيح أنه ذكي جدا، لكن السلطة مفسدة، حتى أصبح تدريجيا جبانا وكاذبا ودجالا، وتورط في أكاذيبه، ووصل إلى نهاية طريقه السياسي، وأصبح حجر رحى، ليس فقط حول عنق إسرائيل، بل حول حزب الليكود.
اللافت أن نتنياهو لا يقاتل اليوم من أجل حكمه، بل من أجل حريته وحياته، وبالتالي فلن يستسلم أبدا، وليس لديه خيار آخر، فالعقوبة التراكمية للجرائم المنسوبة إليه تبلغ 19 عاما، وهذه مجرد بداية القصة، وهو يدرك أنه في اليوم الذي يتوقف فيه عن رئاسة الوزراء سيفتح الكثير من الصامتين أفواههم، وستكون تلك نهاية الأمر.
تدريجيا، فإن كل من عمل مع نتنياهو في أي وقت مضى، من المساعدين والمستشارين والوزراء وأساتذة الإطراء المحيطين به، والمتواطئين في الجرائم والمؤامرات، سيصبحون جميعا شهود دولة، ويمكن لنتنياهو، ابن 71 عاما اليوم، أن يقضي بقية حياته في المحكمة والسجن، إنه شعور مؤلم ومذل، ففي السجن لا شمبانيا، ولا عطور، ولهذا السبب قد يلجأ لأي وسيلة غير لائقة في جهوده لتجنب حدوث ذلك.
كل ذلك يؤكد أن نتنياهو في طريقه للانهيار، لذلك يواصل الإسرائيليون الاحتجاج ضده، والقتال بكل قوتهم، في كل مكان، وبكل وسيلة، وصولا إلى إسقاطه، ثم إجباره على الذهاب والغياب عن المشهد السياسي، إما باستقالة طوعية، أو تنحٍّ إجباريٍّ.
في الوقت ذاته، وفي ذروة انشغال الإسرائيليين بالبحث عن لقاح فعال يقضي على الوباء، تشتعل الخلافات الحزبية، ما يعمل على استنزافهم داخليا، في ضوء اعتمادهم المفرط على قرارات الحكومة ووزرائها السلبيين، ممن ليست لديهم خبرة بإدارة واتخاذ القرارات، وأعينهم فقط على مقاعدهم، ما ينفي أي خيار سوى نشوب الخلافات، والظواهر السلبية.