حماس ترحب ببيان اللجنة المركزية لحركة فتح حول المصالحة. حماس قالت نثمن الروح الوطنية التي تضمنها البيان، وقالت بوحدتنا الوطنية نفشل المؤامرت والصفقات المشبوهة وصولا إلى تحقيق حلم شعبنا في التحرير والعودة والاستقلال.
ما من شك في أن بيان مركزية فتح وبيان حماس الترحيبي قد أدخلا بعض الأمل عند بعضنا في مجتمعنا، ولكن ما زالت الأغلبية تعيش بعيدا عن هذا الأمل الوليد لأنها تستذكر تجارب السنوات الماضية التي شهدت ولادات متعددة لذلك الأمل وانتهى الأمل دون تحقق، وعادت الأطراف إلى نقطة الصفر وانهيار الأمل.
هل نحن الآن مع أمل مختلف، أو أمل جديد مختلف بعد محادثات الطرفين في تركيا. الطرفان خرجا من تركيا بتفاهمات جيدة، تعد خطوة على طريق المصالحة، وخطوة على طريق الانتخابات، وخطوة على طريق توحيد الجهود من خلال تفعيل مجلس الأمناء العامين للفصائل. هذه الخطوات تنتظر أيادي وحدوية تجسد ما قيل عمليا بشكل متدرج يسمح للجميع بالوصول للمصالحة والمشاركة.
لست في موقع يؤكد وجود توجهات حقيقية، أو يؤكد وجود خطوات عملية، ولكني أستطيع التأكيد أن الطرفين يبثان روحا جديدة، وأملا جديدا في مفاصل حياة الشعب في غزة والضفة. ونحن نعلم من الموروث والحكمة : أنه إذا صحت النية صدق العزم، وفي الحديث إنما الأعمال بالنيات، ولكل طرف من الطرفين ما نوى.
هل نوت فتح المصالحة والمشاركة؟ وهل نوت حماس المصالحة والمشاركة؟! في حال أن تأتي إجابة الطرفين بنعم، فإن الخطوة العملية الكبيرة تبدأ بالبدء في الانتخابات العامة في ضوء التفاهمات التي اتفق عليها الطرفان مع بقية الفصائل الأخرى. ومن حق المتشككين أن يطالبوا بأعمال ملموسة، وإجراءات عملية ذات مصداقية. ومع ذلك فنحن لا نملك الآن غير الدعاء بالتوفيق، وغير الانتظار قائلين : لعل وعسى.