ليس هناك دولة تخلو من جرائم السرقة والقتل بأشكال متعددة وكلها بشعة ويرفضها كل انسان لديه ذرة ضمير بغض النظر عن جنسه وجنسيته او دينه ومعتقده، ولو نظرنا حولنا والى اقرب البلاد العربية لنا لتبين لنا ان معدل الجريمة في فلسطين اقلها، وهذا لا يعني ان فلسطين خالية من الجريمة بل هناك جرائم في الضفة الغربية وقطاع غزة وفي داخل المناطق المحتلة عام 1948، ولكنها كما قلنا قليلة جدا مقارنة مع الكثير من الدول العربية، علما بأن معدل ارتكاب الجرائم في الدول الاجنبية والمتقدمة منها تفوق ما يحدث في الدول العربية وذلك يعود لسبب اساسي وهو أن ديننا الاسلامي الحنيف يحكم أفعال الغالبية العظمى من المسلمين وان لم يكن له نصيب كبير في حكم الدول والانظمة.
النوايا السيئة والجهل في احيان كثيرة من اسباب تداول الاشاعات وتضخيمها، وهذا لمسناه في التعاطي مع جرائم حدثت في قطاع غزة في الآونة الأخيرة، حيث تكون الجريمة على سبيل المثال جريمة سرقة ويحدث ان يتوفى احد الاشخاص في مسرح الجريمة ولا يكون للسارق أي علاقة مباشرة او معرفة بحالة الوفاة فنتفاجأ بالإعلان عن جريمة قتل مروعة، هل المقصود هو السبق الصحفي؟ ليكن كذلك ولكن الاولى من السبق الصحفي هو صحة الخبر وكذلك احترام اصحاب الشأن من ضحايا الجريمة وهذا يجب اخذه بعين الاعتبار بالدرجة الاولى، وكذلك قد يكون القصد من ذلك هو بث اشاعات لتخويف الناس وبث الرعب في قلوبهم، وانا اعتقد ان بعض وسائل الاعلام متخصصة في تضخيم أي جريمة تحدث في غزة ولكنها لا تسمع ولا ترى ولا تتكلم عندما تكون الجريمة في الضفة الغربية وعندي من الامثلة على الجرائم الكثير ولكنني لم اجد أي اهتمام يذكر في وسائل الاعلام، وهذا يعني ان الجرائم يتم تسييسها.
الجرائم الداخلية في غزة ليست بالحجم الذي يحاولون تصويره ولكنها موجودة، والاوضاع في غزة مأساوية بكل ما تحمل الكلمة من معنى بسبب جرائم يرتكبها المجتمع الدولي ودولة الاحتلال "إسرائيل" ضدها ومنها احتلال فلسطين وحصار غزة، ولذلك لا بد من تسليط الاضواء على الجرائم التي ترتكب في حق الشعب الفلسطيني ككل اما الجرائم الفردية فيتم معالجتها من قبل الجهات المختصة ولا بد لتلك الجهات أن تضاعف من جهودها وأن تعمل على التخفيف من الجرائم بمعالجة اسبابها بالقدر المستطاع.