فلسطين أون لاين

من جراء الأزمة المالية

التعليم والصحة والمواد الغذائية.. خدمات "أونروا" مهددة بالتقليص

...
صورة أرشيفية
غزة/ جمال غيث:

تلقي الأزمة المالية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بظلالها على مختلف خدماتها وفي مقدمتها (التعليم والصحة والمواد الغذائية) وهو أمر ينذر بخطر قادم على اللاجئين الذين يواجهون أزمات متعاقبة آخرها تداعيات أزمة فيروس كورونا.

وحذر مختصان فلسطينيان من إقدام "أونروا" على اتخاذ قرارات صعبة ستؤثر في واقع اللاجئين في مناطق عمل "أونروا"، مشددين على ضرورة الحراك الأممي لتلبية احتياجات "أونروا" وحث الدول على الإيفاء بتعهداتها المالية.

وتصاعدت حدة الأزمة المالية للوكالة الأممية، التي تقدم خدماتها لما يزيد على 5.3 ملايين لاجئ في "الضفة الغربية وقطاع غزة والأردن ولبنان وسوريا"، بعد وقف الولايات المتحدة دعمها السنوي المقدر بـ360 مليون دولار منذ 2018، بدعوى معارضتها لطريقة عمل الوكالة، التي تواجه انتقادات من جانب (إسرائيل).

وأعلنت وكالة الغوث، أول أمس، أنها تواجه تحديًا ماليًا بنقص في الموازنة حتى نهاية العام الجاري، بقيمة 200 مليون دولار، بسبب الحاجة المتنامية التي أضافتها جائحة كورونا.

 

قرارات صعبة

وحذر المختص في شؤون اللاجئين زياد الصرفندي، من إقدام "أونروا" تقليص خدماتها في مناطق عملياتها الخمس والإقدام على اتخاذ قرارات صعبة، بسبب عجزها المالي.

وتوقع الصرفندي في حديث لصحيفة "فلسطين" أن تقدم الوكالة على تقليص خدماتها في قطاع التعليم والصحة والسلة الغذائية التي تخصص جل ميزانياتها لتلك القطاعات.

وحث "أونروا" للبحث عن بدائل لسد عجزها المالي، مضيفًا: "العجز المالي ظهر منذ قطع الولايات المتحدة الأمريكية مساعداتها المقدمة للأونروا عام 2018 وما تلاها من استهداف وجودها ومحاولة تفريغها من محتواها، فكان على إدارة الوكالة طوال الفترة الماضية البحث عن بدائل لإنهاء أزمتها المالية".

ودعا الصرفندي مفوض عام "أونروا" لمضاعفة جهوده لجلب الأموال الكافية كي تتمكن الوكالة من مواصلة عملها في إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين حتى إعادتهم إلى قراهم وديارهم التي هجروا منها عام 1948، وأن تلتزم الدول تعهداتها المالية كي تتمكن الوكالة من مواصلة عملها.

وطالب الكل الفلسطيني بحرك شعبي واسع لإسماع صوت اللاجئين للعالم من أجل توفير احتياجاتهم الماسة والمتزايدة في ظل جائحة كورونا وما خلفته من تردي أوضاعهم المعيشية.

 

طرق جديدة

وقال مدير عام دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير أحمد حنون: إن العجر المالي الذي تعانيه الوكالة الأممية سيلقي بظلال سلبية على أوضاع اللاجئين الذين يعانون الفقر الشديد والمتزايد بسبب جائحة كورونا.

وأضاف حنونة لصحيفة "فلسطين": كما وسيؤثر العجر في عمل الوكالة ككل والبرامج التي تقدمها للاجئين وفي مقدمتها التعليم والصحة والسلة الغذائية من جراء تزايد الطلب على الخدمات المقدمة خاصة في ظل الجائحة والتصدي لها.

وتوقع أن تلجأ "أونروا" خلال الأيام أو الأشهر القادمة إلى تقليص خدماتها من جراء الأزمة المالية التي تشهدها؛ ما سيزيد من نسبة الفقر بين اللاجئين في مختلف مناطق عملها.

وشدد على أن المطلوب من الأمين العام للأمم المتحدة التدخل الفوري والعاجل لسد العجز المالي للوكالة "فتراكم العجز يضعنا أمام أزمات كبيرة قد ينجم عنها حالة من الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة".

وللخروج من الأزمة المالية دعا حنون، الأمين العام للأمم المتحدة للتحرك على مختلف الأصعدة، وحث الدول للإيفاء بالتزاماتها المالية، وتوسيع قاعدة المانحين والبحث عن أساليب وطرق جديدة لتوفير الأموال وسد عجزها المالي الذي جاء بسبب وقف الولايات المتحدة دعمها السنوي.

وتأسست "أونروا" كوكالة تابعة للأمم المتحدة بقرار من الجمعية العامة في عام 1949، وتم تفويضها بتقديم المساعدة والحماية للاجئين الفلسطينيين.

وتشتمل خدمات "أونروا" على التعليم والرعاية الصحية والإغاثة والخدمات الاجتماعية والبنية التحتية وتحسين المخيمات والحماية والإقراض الصغير.

المصدر / فلسطين أون لاين