تنتشر في الآونة الأخيرة الشكاوى الإسرائيلية من الثغرات المنتشرة في جدار الفصل العنصري بالضفة الغربية المحتلة، وما تشكله من خرق أمني على المستوطنين، لأن التقدير السائد أن عبور العمال الفلسطينيين من الضفة إلى إسرائيل، عبر ثغرات الجدار، سينتهي بهجوم مسلح، ما يزيد من مستوى القلق لدى المستوطنين.
تتعلق التقديرات الأمنية الإسرائيلية بأن زيادة ظاهرة دخول الفلسطينيين لـ"إسرائيل" دون تصاريح أمنية، تشكل خطرا على الإسرائيليين، ويحصل ذلك تحت أنظار الشرطة والجيش، حيث يعبر مئات العمال عبر الجدار كل يوم عبر بوابات مفتوحة واسعة، أو من خلال ثغرات في السياج.
بدأت المخاوف الإسرائيلية منذ عامين، حين بدأ الفلسطينيون باختراق الجدار، ومؤخرا استسلم الجيش للوضع، وتم اختراق المنطقة بالكامل، ويمكن أن ترى الفلسطينيين يحرقون البوابة، ويخترقون الجدار، وحركة يومية، وباتت حياة المستوطنين مروعة، ثلاث أو أربع مرات في الأسبوع يضطرون لإعلان واقعة تسلل فلسطينيين للكيبوتس، وإبلاغ المستوطنين بحبس أنفسهم في المنازل.
دأب المستوطنون على الاتصال بجيش الاحتلال مرات عدة خوفا على حياتهم، نظرا لاعتقادهم أن أي عامل قد يكون منفذا لعملية مسلحة بسهولة، والتفسير السائد أن جيش الاحتلال لن يستيقظ إلا بعد وقوع إصابات بين المستوطنين، ويبدو أنه فقد السيطرة على المنطقة، وليس لديه فكرة عمن يدخل ومن يخرج، في كل مرة يقولون: سنتحقق، سنفعل، سنتولى الأمر.. ومن الناحية العملية يزداد الوضع سوءا، وفق مزاعم المستوطنين.
الرواية الدارجة في أوساط المستوطنين القاطنين في أراضي الفلسطينيين بالقوة المحاذية للجدار، أنه لم يخطر ببالهم أن يغلقوا الأبواب الساعة التاسعة مساء، وينتظرون فقط سماع رسالة مطمئنة بأن حادث التسلل انتهى، هناك قلق أمني عند كل عملية اقتحام، والمستوطنون في الكيبوتسات المجاورة فقدوا شعورهم بالأمان، ويستنكرون التغافل والتجاهل اللذين يمارسهما الجيش تجاههم، لأنه في يوم ما سيأتي فلسطيني لينفذ هجوما مسلحاً.
كما أن النقطة المهمة في الاختراقات هي حجم العبثية التي تبديها قوات الجيش والأمن والشرطة، فيمكن لأي مار أن يرى أن السياج القريب من البوابات الاستيطانية تم اختراقه، والممرات خالية، ولا يوجد عائق أمام العبور.
من الجانب الآخر من البوابات، هناك المزيد من الخروقات على طول الجدار بأكمله، رغم تركيب وسائل تكنولوجية للتحذير من الاقتحامات، لكن تم اقتلاعها، وإتلافها، وملايين الشواقل استثمرت في الأموال العامة، ذهبت هباء.
قد يبالغ المستوطنون في شكاواهم بشأن فقدانهم للشعور بالأمن، لكن في الوقت الذي يفترض فيه أن تكون بوابات الجدار مغلقة، فإنها مفتوحة على مصراعيها، وفيها فجوات قليلة على جانبيها، في كل صباح هناك المزيد من حركة المرور، والحافلات تأتي، وتُقل الفلسطينيين الذين يدخلون "إسرائيل"، على بعد أمتار قليلة من الكيبوتسات الاستيطانية.