فلسطين أون لاين

الصيادون.. أكل العيش مُرّ

 

أكل العيش مُرّ. والأمَرُّ أن تُقتل من أجل لقمة عيش مرة. والأمر من المرّ أن يقتلك من كان الواجب يقتضي أن يكون لك عونا ومنقذا! آل الزعزوع عائلة سقاها خفر السواحل المصري المرّ علقما. أبناء العائلة حسن ومحمود وياسر ذهبوا إلى البحر طلبا للصيد، وتوفير لقمة العيش لأسرة عائلها مريض. الثلاثة كانوا على مقربة من الحدود البحرية بين غزة وسيناء، هم لم يخترقوا الحدود، ولكن سلاح القناصة الغادر اخترق أجساد الثلاثة، فقضى حسن ومحمود، وياسر رهن الاعتقال. رحم الله الشهيدين، وفك أسر الثالث، وألهم أهلهم الصبر والسلوان.

غزة ودعت المغدورَيْن بالألم والدعاء لهما بالمغفرة، ولكن سؤال الألم كان على كل لسان: لماذا قتل خفر السواحل الصيادين؟! ما الجناية التي ارتكبوها؟! وهل اختراق الحدود البحرية من أجل الصيد جريمة توجب القتل؟! أما كان بمكنة خفر السواحل إطلاق نيران تحذيرية لطردهم، أو الإحاطة بهم واعتقالهم؟!  لماذا القتل هو الحل؟!

لقد كرر خفر السواحل المصري قتل الصياد الفلسطيني لأدنى ملابسة، فهل الخطأ في الخفر، أم في التعليمات؟! أم أنه ثمة كراهية تحتاج ليد رحيمة لتنزعها من حراس البحر؟ مصر التي عرفناها لا تكره ولا تقتل، فما الذي أفسد سلاح الخفر فقتلوا الزعزوع حسن ومحمود؟

لم يكن محمود وحسن من رجال المنظمات، ولم يكونا من الإرهابيين، كانا طالبي زرق حلال وعيش كريم، ولقمة العيش الكريم مرة، وقد تفضي بصاحبها إلى طلب الصعب من أجل أب مريض وأم مريضة، وابن يبكي من الجوع.

حين ألقت أمواج البحر ببعض الإخوة المصريين لساحل غزة استضافهم سكان غزة وأكرموهم وأعادوهم سالمين لمصر، فهم إخوة ورحم، وكان هذا هو الواجب، فلماذا لم يفعل خفر السواحل مع صياد غزة بمقتضى الرحم، والجيرة؟!

الألم يعتصر القلب، ويكسر القلم، ولا يقوى على استكمال المقال، لذا أختم بالدعاء بالرحمة للشهيدين، وأنصح الصيادين بالحذر من الحدود المصرية، والله هو الرزاق ذو القوة المتين. رحم الله الصيادين أمواتا وأحياء يطلبون العيش بمركب الموت والخطر.