يضطر فادي ربايعة، منذ ثلاثة أسابيع لشراء أكثر من صهريج لمياه الشرب أسبوعيًا بسعة 3 كوب كلما نفدت المياه من منزله، بسبب شح المياه وانقطاعها المتكرر في بلدة "ميثلون" جنوبي جنين بالضفة الغربية المحتلة.
ويشتكى ربايعة، في حديثه لصحيفة "فلسطين" من شح المياه وانقطاعها المتكرر منذ نحو ثلاثة أسابيع، رغم غنى المنطقة بمخزون المياه الجوفية.
ويشير ربايعة إلى أن المشكلة بدأت في الظهور منذ عام 2015 وازدادت هذا الأيام بعد تراجع مضخة المياه عن توفير احتياجات السكان وقيام سلطة المياه الفلسطينية بتوزيعها على قرى جديدة خلافًا عن البلدات الستة المتعارف عليها وهي "ميثلون، سيريس، الجديدة، مسلية، صير، الجربة".
ويشير إلى أنه بات غير قادرًا على شراء المياه المحلاة كونه عاطل عن العمل منذ أشهر، ولاستنزاف الأموال التي ادخرها طوال السنوات الماضية وانفاقها على أسرته المكونة من سبعة أفراد بسبب جائحة كورونا.
خطوات احتجاجية
وصب محمد سيريس، جام غضبه على بلدية ميثلون، وسلطة المياه الفلسطينية التي عملت طوال الفترة الماضية توزيع المياه على قرى وبلدات جديدة وتراجع مضخة المياه عن العمل.
وبين سيريس لصحيفة "فلسطين" أن مياه الشرب لم تصل لمنزله منذ ما يزيد عن أسبوعين ما تسبب بمعاناة كبيرة لأسرته، ودفعه لشراء المياه من الصهاريج رغم ارتفاع سعرها وبات في نهاية المطاف غير قادرًا على توفيرها.
ويؤكد أنه في حال لم تحل المشكلة بشكل جذري فإن سكان البلدة مقبلون على سلسلة خطوات احتجاجية منها نصب خيمة اعتصام دائمة أمام بئر ميثلون ومنع ضخ المياه لحين حل القضية.
ولا يختلف الحال كثيرًا عن إيهاب محمود، الذي أكد أن أزمة المياه طالت كل قطاعات البلدة وأدت إلى تضرر المحاصيل الزراعية وتراجع الانتاج الحيواني بشكل كبير في ظل ارتفاع درجات الحرارة.
وبين محمود لصحيفة "فلسطين" أن السكان تلقوا وعود أكثر من مرة من أجل حل مشكلة المياه لكن دون جدوى، ما دفعهم أهالي ومؤسسات بلدة ميثلون، لتنظم اعتصام يوم الخمي للاحتجاج على شح المياه وانقطاعها المتكرر رغم أن المنطقة تقع فوق مخزون للمياه الجوفية.
وقال: "إن لم تحل هذه المشكلة فنحن مقبلون على تصعيد خطواتنا الاحتجاجية للمطالبة بحقنا في الحصول على مياه الشرب"، داعيًا رئيس الحكومة ورئيس سلطة المياه بإنهاء معاناة الأهالي المتفاقمة.
وضع مأساوي
وأكد رئيس بلدية ميثلون محمود ربايعة، وجود أزمة مياه الشرب ويعاني منها سكان بلدات وقرى "ميثلون، سيريس، الجديدة، مسلية، صير، الجربة" منذ 20يومًا على التوالي.
وقال ربايعة لصحيفة "فلسطين": "نحن في وضع لا نحسد عليه"، محذرًا من انفجار السكان في أية لحظة بسبب شح المياه وعدم وصولها لمنازلهم منذ نحو ثلاثة أسابيع.
وأضاف: إن البئر كان يزود 30 ألف نسمة بالمياه وكانت توفر احتياجات المواطنين في القرى الستة حيث كانت قوة ضخ المياه 245 كوب في الساعة، لكن منذ قيام سلطة المياه الفلسطينية بتغيير مضخة المياه والتي لا يتجاوز انتاجها 110 كوب، بدأت الأزمة وظهرت معاناة المواطنين.
وأكد أن المنطقة بعد أن كانت تشتهر بمخزون المياه الجوفية باتت تعاني من شح المياه وأصبح سكانها يشتكون العطش، داعيًا رئيس السلطة محمود عباس ورئيس الوزراء بإصدار تعليماتهم لحل هذه القضية بعد فشل كافة الجهود والاتصالات لحلها.
وأشار إلى أن سكان القرى الستة المجاورة كانت تعتمد طوال الأعوام الماضية على مياه بئر ميثلون قبل أن تزيد سلطة المياه التوزيع لـ17 الف نسمة عام 2010 ليصل من يعتمون على البئر نحو 47 ألف نسمة وتبدأ مشكلة شح المياه في الظهور.
وذكر أن المشكلة تفاقمت قبل نحو 20 يومًا خاصة بعد توقف المضخة التي ركبت عام 2010، وتراجع انتاجها من 3 ألاف كوب من المياه باليوم إلى 105كوب بسبب رداءتها وعدم قدرتها على مواصلة العمل بالجودة المطلوبة ولتوزيعها على القرى الجديدة.
وأكد رئيس البلدية أن المياه الجوفية أسفل ميثلون تكفي لسداد احتياجات القرى الستة المجاورة، مطالبًا سلطة المياه بالعمل على توفير احتياجات المواطنين ومراعاتهم بسبب جائحة كورونا وتوفير احتياجاتهم من المياه.