تراقب جميع الجهات السياسية الفلسطينية واللبنانية تطورات الأوضاع في مخيم "عين الحلوة" بعد الاشتباك الأخير مع جماعة "بلال بدر".
ويعتقد مراقبون أن الوضع هش وقابل للانفجار، لكن هناك جهات فلسطينية ولبنانية تعمل من أجل تهدئة الوضع وترسيخ الأمن، مع وجود تحذيرات كبيرة وخطيرة من احتمال اندلاع موجة عنف غير مسبوقة ومن تداعياتها.
وقد أكد المسؤول الأمني لحركة "فتح" في لبنان اللواء منير المقدح،الأحد 23-4-2017، أن "الوضع الأمني في مخيم "عين الحلوة" بلبنان لا يزال هشاً، وأن المواطنين الذين هجروا من ديارهم في المعارك الأخيرة ضد مجموعة بلال بدر لم يعودوا لديارهم بعد".
وأضاف: "مازالت القوة الأمنية المشتركة، التي يترأسها بسام السعد، والخاصة بمخيم عين الحلوة فقط، لم تنتشر بعد بكافة الشوارع الرئيسية للمخيم، وربما هذا يحتاج لمزيد من الوقت وأيضاً لدعم الفصائل لهذه القوات بمزيد من العناصر".
وأكد المقدح أن "مطلب تفكيك ما يُعرف بحالة بلال بدر مازال أمراً مطلوباً، حتى يمكن طمأنة أهالي المخيم وإعادة الهدوء بشكل كامل"، على حد تعبيره.
وحذّرت مصادر سياسية فلسطينية وطلبت الاحتفاظ باسمها، من أن اندلاع موجة جديدة من العنف في عين الحلوة سيكون هذه المرة أوسع وأضخم وأخطر من الجولات السابقة بسبب احتمال تورط مجموعات وجهات أخرى في المواجهة واتساع دائرتها.
وأكدت هذه المصادر، أنه لا يمكن إبعاد الاوضاع الاقليمية والدولية عن التطورات المحلية، مع الأخذ بعين الاعتبار لتوجهات الادارة الامريكية الجديدة واستخدامها للقوة ومواجهتها لتيارات المقاومة اللبنانية والفلسطينية ومستقبل حل الأزمة السورية ومستقبل المواجهة مع "تنظيم الدولة الإسلامية" في الرقة ودير الزور، واحتمال تأثر لبنان بذلك.
وأشار المصدر إلى أن الخسائر الفلسطينية واللبنانية من أية معركة في مخيم عين الحلوة هي خسائر كبيرة وضخمة تشبه فتح عش الدبابير.
كما حذّر من تداعيات التفاهم الأمريكي- الإسرائيلي تجاه القضية الفلسطينية على مستقبل قضية اللاجئين وإنهاء المخيمات، ويعتقد هذا الفريق أن أي انفجار للأوضاع في مخيم عين الحلوة سيؤدي إلى تفكيك المخيم وتهجير الفلسطينيين وفرض التوطين بـأشكال مختلفة.
ودعا ذات المصدر، الأطراف المعنية بالأمن والسلم الأهليين في مخيم عين الحلوة وباقي المخيمات الفلسطينية، إلى البقاء ضمن دائرة المعالجة السياسية والأمنية الفاعلة وتطويق العنف وإبعاد الفلسطينيين واللبنانيين عن معركة مجهولة الأبعاد تكثر فيها محاولات الاستخدام والاستثمار، على اعتبار أن الأوضاع الدولية والإقليمية والمحلية تستوجب المعالجة الفاعلة دون عنف مسلح.
وحذّر من أن "رفع مستوى العنف قد يؤدي إلى توريط جهات لبنانية في الصراع وتغذية النزاعات المذهبية والترويج للأفكار المتطرفة، كما سيرفع من احتمال دخول جهات متطرفة على الخط كي تقوم بتصفية حساباتها مع جهات دولية أو إقليمية أو محلية من خلال موقع مخيم عين الحلوة"، وفق تعبيره.
تجدر الإشارة إلى أن الفصائل الفلسطينية كانت قد وقعت اتفاقاً لوقف إطلاق النار شهر آذار (مارس) الماضي، تضمن تشكيل قوة أمنية مشتركة لمتابعة وقف النار، مهمتها الانتشار في المناطق التي شهدت الاشتباكات، والاتصال بالمسلحين لإجبارهم على تنفيذ الاتفاق.
لكن ذلك لم يمنع من تجدد القتال مطلع نيسان (أبريل) الجاري بين القوة الأمنية المشتركة ومجموعة "بلال بدر" المتشددة في المنطقة، حيث أوقعت عشرات القتلى والجرحى.
وبلال بدر هو زعيم لمجموعة مسلحة، وكان ينتمي إلى جماعة "فتح الإسلام" ، وتتضارب المعلومات بشأنه، حيث تتهمه جهات بأنه قريب فكرياً من "تنظيم الدولة الإسلامية"، وأنه يقوم بتنفيذ أجندة خارجية دون تحديد هوية الجهة الخارجية.
ومخيم عين الحلوة أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، بالقرب من مدينة صيدا جنوب لبنان، يؤوي نحو 80 ألف نسمة. وأما مخيم نهر البارد القريب من طرابلس، شمال لبنان، فيبلغ عدد سكانه أكثر من 38 ألف نسمة.