يقول الدكتور ناصر اللحام رئيس تحرير وكالة معا: هناك سبب واحد لإجراء الانتخابات، وهو تهديد الاتحاد الأوروبي والدول المانحة بوقف الدعم عن السلطة وعن حماس إن لم ينفذوا إجراء انتخابات قبل نهاية العام، لذلك قد نكون ذاهبين فعلا إلى الانتخابات، ليس لأننا نحترم صندوق الانتخابات ونلتزم الديمقراطية بل خشية من وقف الدعم.
يقول المثل "يموت الزمار ويده تلعب"، والكاتب غير النزيه لا يمكنه تغيير طبعه في قلب الحقائق وخلط الحابل بالنابل، حتى لو كان ذلك على حساب الحقيقة، وكان سببا في تضليل الناس فضلا عن اكتساب الإثم وهو أخطر ما في الأمر، ولكن كثيرين يبيعون دينهم بدنيا غيرهم أو من أجل ما لا يستحق من دنيا لا تعدل عند الله جناح بعوضة.
عندما يقول الدكتور ناصر اللحام إن حماس مثلها مثل السلطة الفلسطينية تخشى توقف الدعم الأوروبي لها، ولذلك ستوافق على إجراء انتخابات، عن أي دعم أوروبي لحماس يتحدث السيد اللحام؟ هل هي الأموال التي تدار بها وكالة الغوث؟ أم هي الأموال المخصصة للسلطة الفلسطينية ويتم إرسال الجزء اليسير منها إلى قطاع غزة على هيئة أدوية ومساعدات طبية؟ أم هي رواتب ما تبقى من موظفين للسلطة الفلسطينية في غزة؟ غزة لا تأخذ ما تستحق ولا نصف ما تستحق من الأموال المخصصة لها أصلًا في ميزانية السلطة، فكيف سندعي أن حماس تتلقى الدعم الأوروبي؟ إذا كان السيد العمادي يشرف إشرافًا مباشرًا على توزيع الأموال القطرية حتى لا يتسرب أي دولار للمقاومة فكيف سندعي أن حماس تتلقى أموالًا من الخارج؟ أنا بصراحة استثقلت هذه الادعاءات الباطلة من شخص نكن له الاحترام والتقدير لكثير من مواقفه، وأعتقد أن المطلوب منه أن يثبت ادعاءاته حتى لا تحتسب ضده وضد مصداقيته الإعلامية.
أما المسألة الأخرى فإن من يستمع إلى الدكتور اللحام يظن أن حركة حماس مشاركة في تعطيل الانتخابات أو ترفض إجراءها، ونحن نسأل الأخ الدكتور ناصر، من الذي أوقف عملية انتخابات الهيئات المحلية بعد انطلاقها في غزة بقرار من الرئاسة؟ لم توقفها حماس، خرج أحد المحامين مدفوعًا من جهات يعرفها اللحام ليطعن فيها، فإذا بالقضاء الفلسطيني يصدر حكمًا بوقفها فورًا، وهذا يعني أن السلطة الفلسطينية هي التي لا تريد إجراء انتخابات، يعني أن منظمة التحرير هي التي تعطل الانتخابات، والشمس لا تغطى بغربال ولا بمقال للدكتور ناصر اللحام.