فلسطين أون لاين

"السلم والأمن بيد فلسطين وليس بيد أي طرف آخر"

حوار البرغوثي يطالب باستراتيجية وطنية حاسمة تتبنى رؤية المقاومة

...
مصطفى البرغوثي الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية (أرشيف)
رام الله- غزة/ أدهم الشريف:

طالب الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية مصطفى البرغوثي، بتبني استراتيجية وطنية حاسمة تتبنى رؤية المقاومة ضد الاحتلال كبديل لكل الأشياء التي لم تنجح سابقًا، في إشارة واضحة إلى مفاوضات "التسوية" التي خاضتها السلطة الفلسطينية سنوات طويلة ولم تجنِ منها إلا تنكر إسرائيلي لحق الشعب الفلسطيني بدولة مستقلة عاصمتها القدس.

وأوصى البرغوثي خلال حديثه مع "فلسطين"، أمس، بضرورة الإسراع في تنفيذ مخرجات اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية في العاصمة اللبنانية بيروت مطلع سبتمبر/ أيلول الحالي.

ونبَّه إلى أن اجتماع الأمناء العامين حظي بأهمية كبيرة لأنه عكس وحدة الموقف الفلسطيني تجاه ما تسمى "صفقة القرن" والتطبيع في ظل المؤامرات على الشعب الفلسطيني.

وأضاف: أن اجتماع الأمناء يعد الأول منذ 2011، وهو يشكل بداية لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة، ونتج عنه مخرجات مهمة من ضمنها تشكيل القيادة الوطنية الموحدة للمقاومة الشعبية، تتولى مهمة تصعيد هذا النوع من المقاومة، وأيضًا لجنة لمتابعة الحوار الوطني بهدف إنهاء الانقسام بشكل فعَّال وملموس على أرض الواقع.

وبقدر ما أعطى اجتماع الأمناء الشعب الفلسطيني رسالة أمل أن كل ما يجري من مؤامرات يدفعنا للوحدة الوطنية، وفق البرغوثي، بقدر ما أصبحت الجماهير بحاجة لترجمة القرارات إلى نتائج فعلية على أرض الواقع.

وذكر أنه رغم الإعلان عن انطلاق القيادة الموحدة للمقاومة الشعبية إلا أن اللجان لم تشكل بعد.

وتابع: وأهم شيء يمكن أن يترك تأثيرًا هو أن يشعر المواطنون أنه أصبح لدينا إدارة موحدة للضفة والقطاع والمساواة بين الجميع أمام القانون.

وأكمل: توجهنا لحركتي حماس وفتح وما لمسناه منهما حتى الآن أن هناك جدية وإيجابية في تنفيذ مخرجات اجتماع الأمناء العامين، والمهم أن يترجم كل ذلك إلى أشياء ملموسة على الأرض، ونأمل ذلك وهذا يعتمد على صدق النوايا وتطبيق المخرجات سريعًا.

وبشان إقدام الإمارات والبحرين على توقيع اتفاقيات تطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي في البيت الأبيض برعاية إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال البرغوثي: المطلوب مواجهة التطبيع بوحدة كاملة وقيادة وطنية واحدة، مشددًا على أن قرار السلم والأمن بيد فلسطين وليس بيد أي طرف آخر.

ونبَّه إلى أن اتفاقيات التطبيع الموقعة "لن تغني عن إيجاد حال عادل للقضية الفلسطينية، ولا بد من جهد إعلامي وسياسي كبير من أجل نفي الرواية الإسرائيلية التي تتسلل إلى العالم العربي وبعض العقول في المنطقة", لافتًا إلى أهمية العمل السياسي الدبلوماسي إلى جانب العمل الكفاحي.

لكن البرغوثي ذكر أن "العنصر الأكثر أهمية حركة المقاومة على الأرض وتصعيد المقاومة الشعبية وحركة المقاطعة وفرض العقوبات على (إسرائيل) لأن ما يجري على الأرض هو العمل الحاسم".

وبشأن الدبلوماسية الفلسطينية، قال: لا شك أن المطلوب جهد أكبر في هذا الشأن، خاصة أن الجانب الإسرائيلي لا يمل أو يكل لكسب مزيد من الأطراف لديه، ويحاول أن يستحضرها في صفوفه.

وأكد أن "ما يجري يتطلب أكثر من مجرد دبلوماسية فلسطينية، على أن نستعيد حركة النضال الوطني وأن نخرج منظمة التحرير من إطار السلطة الفلسطينية، لأن في النهاية من سينج هي حركات التحرر والمقاومة الشعبية ضد التطبيع وضد اللوبي الإسرائيلي".

ورأى أن ذلك يتطلب أن نتصرف كحركة تحرر وطني أكثر من مجرد سلطة والتواصل مع الحركات والأحرار القوى والبرلمانات والأحزاب والحكومات وفتح الخطوط مع كل الأطراف وتحريضهم ضد ما تقوم به (إسرائيل) من انتهاكات وجرائم ضد الشعب الفلسطيني.

وأكمل أمين عام المبادرة الوطنية: "يجب أن نتسلح بالأمل والثقة بالنفس، وندرك أن ما حك جلدك مثل ظفرك، ولن ينفعنا أحد مثل أنفسنا في عصر المصالح".

وكان توقيع البحرين والإمارات اتفاقيات التطبيع لاقى رفضًا فلسطينيًا شديد اللهجة، تزامنًا وسلسلة فعاليات مناوئة نُظمت في الوطن والشتات رفضًا لذلك، في حين ما شهدت مواقع التواصل الاجتماعي حملات واسعة ضد التطبيع تضمنت التغريد على عدة أوسمة ما زالت تملأ هذه المواقع، ومنها #بحرينيون_ضد_التبطيع، #التطبيع_خيانة.